تدخلت قوات الاحتلال المغربية، يوم الخميس الماضي، بعنف ضد التنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية المعطلة التي كانت تنظم وقفة سلمية بمدينة العيون المحتلة، مما نتج عنه حصيلة ثقيلة من الجرحى والمعطوبين، حسب ما ذكر مصدر من وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات.
وأبرز المصدر، أن أعضاء التنسيقية استهلوا وقفتهم بحرق نسخ من شهادات الماستر الحاصلين عليها تعبيرا عن امتعاضهم من استهتار الدولة المغربية بقيمتها العلمية، مرددين شعارات منددة باستمرار سياسة الممطالة والتسويف التي نهجتها السلطات المعنية منذ الإعلان عن الشروع في التحضير لإدماج 500 معطل في شركة فوسبوكراع مجددة تحذيرها من مغبة إقصائها من العملية.
وأسفر التدخل العنيف لقوات القمع المغربية عن عدة إصابات منها: محمد عالي الإدريسي إصابة على مستوى الركبة اليمنى والكلية والصدر، سعيد العياشي إصابة على مستوى الكبد والفخذ الأيسر، عبد العالي الأنصاري الرأس واليد اليمنى والظهر، الحسين أهل الطالب حالة إغماء وإصابة على مستوى الغدة الدرقية والفخذ والركبة اليمنى، سيدي أحمد أفكير إصابة على مستوى الساق اليمنى ومحمد بابيت كدمات في مختلف أنحاء الجسم وتمزيق قميصه.
وقد عبرت التنسيقية المذكورة عن تنديدها الشديد بالتدخل الهمجي وتحذيرها السلطات المعنية من الدفع عبر مقاربتها الأمنية إلى تهديد السلم الاجتماعي بمدينة العيون المحتلة، وأكدت تصميمها على مواصلة معركتها النضالية حتى تحقيق مطلبها الشرعي وأحقيتها في امتلاك حصة منصفة من دفعة 500 منصب الأولى بشركة فوسبوكراع.
من ناحية ثانية، نظم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بمقر بعثة الأمم المتحدة بمخيمات اللاجئين، الاجتماع السنوي للشركاء العاملين في مجال مكافحة الألغام بالصحراء الغربية تحت إشراف مشترك من المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام وخلية مكافحة الألغام التابعة لبعثة المينورسو.
وحضر اللقاء ممثلون عن المنظمات والهيئات الدولية العاملة في مختلف مجالات مكافحة الألغام في الصحراء الغربية على غرار شركة (DML) البريطانية ومنظمة المساعدة الشعبية النرويجية (NPA) العاملتين في مجال نزع الألغام من المناطق المحررة، إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ووقف المشاركون على حجم الخطر الذي تمثله المنطقة العازلة شرق جدار العار المغربي باعتبارها أكبر حقل ألغام في العالم يمتد على طول 2700 كلم وهي المنطقة التي يسجل بها أكبر عدد من الحوادث والضحايا المدنيين.
وفي هذا الإطار، شدد المكتب الصحراوي لشؤون الألغام على ضرورة إيجاد مخرج قانوني يسمح بإزالة الخطر من هذه المنطقة، كما كان اللقاء فرصة لتبادل وجهات النظر بين الشركاء حول أنجع السبل لمكافحة الخطر في ظل شح مصادر التمويل.
