«فصل جديد في العلاقات الفرنسية الإيرانية” افتتحه الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره الإيراني حسن روحاني، الذي اختتم الخميس زيارة رسمية لفرنسا، تباحث خلالها الرئيسان حول قضايا حقوق الإنسان، والملف السوري، والأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين طهران والرياض.
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن فتح فصل جديد في العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الإيرانية بعد سنوات من التوتر والقطيعة،
وقال هولاند “هذا فصل جديد في علاقاتنا يفتح اليوم”.
وكان روحاني الذي اختتم أول أمس زيارته الرسمية لفرنسا، صرح في لقاء شارك فيه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وحضره أصحاب مؤسسات إيرانيون وفرنسيون “نحن مستعدون لطي الصفحة من أجل بدء علاقة جديدة بين بلدينا”، داعيا إلى اغتنام “الجو الإيجابي” في أعقاب رفع العقوبات.
ومنذ “الثورة “الإيرانية في العام 1979، مرت العلاقات بين البلدين بأزمات عدة وصولا إلى التهدئة بعد توقيع اتفاق تاريخي في جويلية حول البرنامج النووي الإيراني.
اتفاقات تجارية
بعد عزلة استمرت عشرات السنين وانتهت مع بدء تطبيق الاتفاق النووي في جانفي الجاري ورفع العقوبات الدولية، تفتح إيران البالغ عدد سكانها 79 مليون نسمة أسواقها أمام الصناعات الغربية، حيث وقع المسؤولون الإيرانيون سلسلة اتفاقيات تجارية مع فرنسا تبلغ قيمتها نحو 15 مليار يورو.
كما وقعت طهران بروتوكول اتفاق للحصول على 118 طائرة إيرباص للرحلات المتوسطة والبعيدة بقيمة تناهز 25 مليار دولار.
وأعلنت شركة “توتال” النفطية العملاقة توقيع عقد لشراء “ما بين 150 و200 ألف برميل يوميا” من النفط الخام في طهران.
وأيضا، وقعت المجموعة الفرنسية لتصنيع السيارات “بي اس آ بيجو- ستروين” عقدا بقيمة 400 مليون يورو على مدى خمس سنوات مع طهران، في ما يشكل عودة رسمية لهذه المجموعة إلى إيران.
ووقع عملاقا البناء “بويغ” و«فينشي”، بالإضافة إلى شركة “باريس أ دي بي” لإدارة المطارات، بروتوكولات اتفاقات لتطوير ثلاثة مطارات في إيران.
من جانبها، وقعت الجمعية الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية وشركة السكك الحديدية الإيرانية بروتوكول للتعاون في أربعة مجالات تشمل تطوير المحطات والخطوط عالية السرعة.
عودة قوية بعد عزلة طويلة
وبمناسبة الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ زيارة محمد خاتمي في 1999، والأولى التي تشمل بلدين أوروبيين، إيطاليا وفرنسا، حظي روحاني بتشريفات إضافية بينها مراسم عسكرية.
وأفاد مصدر دبلوماسي أن “هذه الزيارة تفتتح مرحلة للمباحثات لمواكبة إيران في عودتها على الساحة الدولية بحيث تؤدي دورا إيجابيا خصوصا في ما يتعلق بالملف السوري”.
وأعلن هولاند فيما يتعلق بالأزمة السورية أنه “من الملح اتخاذ إجراءات إنسانية والتفاوض على انتقال سياسي. إنه أمر ممكن”.
من جهته، شدد الرئيس الإيراني على ضرورة أن تتصدى البلدان للتعصب والإرهاب والتطرف وخصوصا عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وتحدث روحاني عن “المشاكل الأمنية في منطقة” الشرق الأوسط، وقال “علينا تكثيف الجهود في هذه المجالات عبر تبادل معلوماتنا على مستوى الاستخبارات”.