''أنـا حـرّة في الجـــزائـر''

 ''حياة كلّها كفاح ضد النظام العنصري في جنوب  إفريقيا''، هكذا كانت مسيرة ميريام ماكيبا غنّت للسلام والوئام، رسالتها هي المساواة والتضامن بين الشعوب التوّاقة إلى الحرية والاستقلال، لم تنحرف أبدا عن هذا الخط الوطني، لازمها طيلة نضالها من أجل قارة غير مكبّلة بأصفاد الاستعمار.
لا يمكنك الحديث عن الفن الملتزم في إفريقيا دون ذكر اسم ميريام ماكيبا، صوت الثورة والارادة للتخلص من كافة أشكال الاحتلال والسيطرة على البلاد والعباد من قبل الشركات المتعددة الجنسيات.
هذه المرأة أيقظت شعلة الانعتاق لدى أبناء القارة، وشحذت همهم من أجل النهوض كرجل واحد ضد كل من أراد نهب خيراتها واستعبادها.
لم تكن حياة ماكيبا مفروشة بالورود، بل عانت الويلات منذ ولادتها في يوم من أيام ٤ مارس ١٩٣٢ بجوهانسبورغ (جنوب إفريقيا)، في سن الـ ٢٠ شغلت مهنا بسيطة، عاشت رفقة ابنتها ''بونجي'' ووالدتها، من هنا بدأت تقترب من الوسط الغنائي صدفة مع ''كوبان بروذرز'' مباشرة دخلت كعضو في مجموعة ''مانهاتن بروذرز'' في سنة ١٩٥٢، وأعطي لها اسم ''ميريام''، وفي زمن قياسي ارتقت إلى مصاف الشهرة، وقد استغلت هذه المهنة الجديدة في محاربة الأبرتايد.
في ١٩٥٦، حقّقت أغنيتها ''فاتا، فاتا'' نجاحا باهرا ولم تمكث طويلا في هذه الأجواء المفرحة، حتى هجرت لمدة ٣١ سنة، وهذا في سنة ١٩٥٩ بسبب ظهورها في فيلم مناهض للعنصرية ''كوم باك أفريكا''.
كان صوتها المدوي مناوئ لكل أشكال الميز العنصري، وهذا بكل اللغات (زولو، إكسهوزا، تسوانا والسويحلي بالعربية (أنا حرة في الجزائر) رفقة المطرب محمد العماري. هذه الأغنية لاقت استحسان واستجابة واسعة من قبل المناضلين الأوفياء في القارة الافريقية وخاصة في الجزائر التي كانت ''ملتقى الثوار'' والمكافحين الأحرار الذين كانت الجزائر بالنسبة لهم المكان الذي يحميهم من كل  التجاوزات والمتابعات الاستعمارية في بلادهم.
المطربة ''ميريام ماكيبا'' نالت العديد من الجزائر، وكرّمت في أكثر من بلد بأوسمة واعترافات لجهدها في هذا الميدان، كما عيّنت سفيرة حسن النوايا لـ ''فاو''، توفّيت في ٩ نوفمبر ٢٠٠٩ في سن ٧٦ سنة بإيطاليا.