بعد انتخاب مجالس المحافظات

عين العراقيين على استعادة الأمن وإقرار الوحدة

فضيلة دفوس

في أجواء طغى عليها التوتر الأمني والتجادبات السياسية والطائفية بين مختلف الحساسيات الحزبية من جهة، والرغبة الجامحة للشعب العراقي في الخروج من الوضع السياسي والاقتصادي والأمني المتأزم الذي خلفه الاحتلال وراءه من جهة ثانية، انتخب ابناء الرافدين مجالس المحافظات اول امس وبلغت مشاركتهم في هذا الاستحقاق الذي يعتبر الاول منذ انسحاب القوات الامريكية في نهاية عام ٢٠١١، وجرى في ١٢ محافظة باستثناء نينوى وصلاح الدين وكركوك واقليم كردستان، ٥٠٪، وهي نسبة معقولة حسب الكثير من المراقبين بالنظر الى الظروف التي جرت فيها.

ورغم ان هذه الانتخابات المحلية الثالثة بعد عام ٢٠٠٣، لم تخل  من خروقات سياسية وأمنية فان مفوضية الانتخابات اعلنت نجاحها، كما اشاد الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق «مارتن كوبلر» بالطريقة السلمية التي جرت بها حيث قال ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اظهرت مهنية عالية في الاشراف على اجراء اول استحقاق تم تحت مسؤوليتها الكاملة منوها بالالتزام الذي اظهره الالاف من موظفي المفوضية الذين اشرفوا على اجراء الانتخابات كما كان مخطط لها.
واثنى  المبعوث الاممي على الجهود التي قامت بها قوات الامن العراقية لتوفير بيئة آمنة لاجراء هذه الانتخابات.
يذكر ان كوبلر كان قد زار بعض مراكز الاقتراع في بغداد واعرب عن ارتياحه للتنظيم الجيد الذي جرت فيه عملية الاقتراع ولتقيد العاملين في تلك المراكز بالاجراءات المتبعة في تلك العملية.
هذا وقد استغل اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الاجواء الانتخابية التي تمر بها العراق ليطالب بتشكيل حكومة جديدة خلال ٤٥ يوما.
واردف علاوي متمنيا ان تسفر مجالس المحافظات الجديدة عن بناء المجتمعات المدنية حتى يتم قيام المؤسسات على المستوى الوطني وقال «نرغب في بناء المؤسسات على مستوى المحليات بعدما اخفقت العمليات السياسية في تحقيق ذلك على مستوى البلاد».
وتابع «ان الشعب سئم الطائفية والافتقار الى الحكومة الرشيدة وعدم توافر فرص العمل وانتهاكات حقوق الانسان وامتلاء السجون بالمعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب» معربا عن امله في ان تحصل المحافظات على استحقاقاتها الدستورية على سبيل  المثال مخصصات الموازنة، حتى تستطيع البدء في البناء من خلال المؤسسات بدلا من المجلس المحلي وهذا هو ماتتمنى «العراقية» ـ كما أضاف ــ ان تشهده من هذه الانتخابات.
وفي انتظار الاعلان عن النتائج النهائية لانتخاب مجالس المحافظات، وبينما تتصاعد اصوات تشكك في نزاهتها فان العراقيين يعلقون آمالا كبيرة على ان يقود هذا الاستحقاق الى تهدئة الاجواء المتوترة في البلاد خاصة من طرف المناوئين لحكومة المالكي، وان يطوي ابناء بلاد الرافدين فصول العنف ويلتفتوا الى اعادة بناء البلاد على أسس الوحدة ونبذ الطائفية التي تشكل أحد اكبر الاخطار المهددة العراق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024