الغـــــابـون

إعـلان الحـرب عـلى ''جرائـم الطقوس''

ح.م

نظّم نشطاء المجتمع المدني ورجال الدين، بداية الأسبوع الحالي، بعاصمة الغابون ليبروفيل، مسيرة سلمية شاركت فيها زوجة الرئيس الغابوني ''سيلفيا بانغو''، ضد ظاهرة بقيت موضوعة في خانة الطابوهات الممنوعة التي تجمع بين الغرابة والوحشية، بعد أن سبّبت مآسي كثيرة لعائلات هذا البلد وقضت على الأمن الاجتماعي به .
تعود الظاهرة إلى عصور طويلة، وترتبط بالخرافة وتقديس الأعمال الشيطانية، قربانا للأصنام وعبادتها، ورغم مرور الفترة الاستعمارية والانفتاح على العالم عبر نوافذ وسائل الإعلام والتكنولوجيات الحديثة، إلاّ أنها لم تندثر وظل لأصحابها سلطة وقوة تفوق جميع القوانين.
يسمى هذا السلوك الوحشي الذي يقوم به بعض الغابونيين بـ ''جرائم الطقوس''، أو قتل أشخاص أبرياء قربانا لمعتقدات خرافية، بعد القيام بمجموعة من الممارسات الشنيعة تكون تقليدية، دينية، ثقافية أو أسطورية على رجال أو نساء أو أطفال، ووضع حد لحياتهم بعد إلحاق الألم الشديد بهم، من أجل اجتثاث عضو من أجسادهم، وإعداد خلطة سحرية تقدم كهبة امتثالا لأوامر عبدة أصنام يحدّدون لهم الأعضاء التي ينبغي نزعها.
ويعتقد منفّذو هذه الجرائم أنّ انتزاع عضو من جسد شخص حي يعطي للآخر قوة، ويقع اختيارهم على ذوي العاهات الخلقية وخاصة الأطفال في غالب الأحيان، الأمر الذي زرع الرعب في أوساط العائلات والمجتمع الغابوني ككل. وفي كل مرة يعثر على جثث أطفال أو شباب مشوهة مرمية على شواطئ العاصمة ليبروفيل، بعد أن مورست عليها تلك الطقوس الاجرامية. وعثر سنة ٢٠٠٥، على جثة طفل عمره ١٢ سنة مشوهة بأحد تلك الشواطئ، ليقوم والده المدعو ''جون ايلفيس ايبانغ'' بعدها مباشرة بتأسيس جمعية مكافحة الطقوس، وبدأ رفقة مسانديه بتنظيم الملتقيات والوقفات الاحتجاجية من أجل وضع حد لهذه السلوكات التي لا تمت للانسانية بصلة وتلطخ سمعة البلد. وبعد سنوات من النضال رفقة رجال الدين، اقتنعت السلطة السياسية بقيادة الرئيس ''علي بانغو'' بضرورة وضع حد للظاهرة، وإخراجها من الطابوهات المسكوت عنها إلى العقاب والمتابعة القضائية، وقال مخاطبا شعبه: ''نحن دولة ديمقراطية وعلى الجميع أن يخضع للقانون، وإذا كانت القوانين لا تكفي لحل المشاكل سنقوم بتغيرات، وما يجب التأكيد عليه هو أنه لا أحد فوق سلطة القانون''.
ورأى نشطاء المجتمع المدني في كلام الرئيس ''علي بانغو''، إعلان حرب على جرائم الطقوس وإرادة سياسية هامة للقضاء عليها، لكنهم ينتظرون تجسيدا ميدانيا ما يبين بوضوح مدى تغلغل هذا التقليد الشنيع وسط المجتمع الغابوني. وتكشف الأرقام المتحصل عليها عن ١٠٠ جريمة من هذا النوع تحصل سنويا، ورصدت جمعية مكافحة جرائم الطقوس ٢٦ حالة منذ بداية العام الحالي.
وقامت الجالية الغابونية في باريس وليون بفرنسا وكندا بتنظيم مظاهرات تطالب بوضع حد لأعمال القتل المرتبط بالخرافة الشيطانية، وتزداد حملة مكافحتها الحدث الأبرز هذه الأيام، مع العلم أنّها تنتشر في بعض البلدان الافريقية لكن بدرجة أقل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024