ندد أساتذة ومثقفون، بالمجازر المرتكبة بحق أقلية الروهينغا المسلمة بإقليم أراكان بميانمار، وانتقدوا التواطؤ وسياسة الكيل بمكيالين التي تعاملت بها القوى الكبرى وبعض المنظمات غير الحكومية، داعين إلى تعبئة تضامنية قصوى مع هؤلاء المضطهدين.
نظمت المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والمصالحة الوطنية، أمس، وقفة تضامنية، مع مسلمي الروهينغا بميانمار، الذين يتعرضوا لحملة إبادة وقتل بشعة، اعتبرتها الأمم المتحدة “بالنموذج الكلاسيكي للتطهير العرقي”.
ونددت المنظمة، بالعنف الوحشي الصادر عن جيش دولة ميانمار ضد أقلية الروهينغا بمدينة راخين (أراكان)، وما نجم عن ذلك من فرار جماعي للسكان نحو حدود بنغلاديش ناهز 400 ألف في الأسبوعين الأخيرين حسب تقرير المنظمة الدولية للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وانتقدت المنظمة خلال الوقفة التي احتضنتها يومية المجاهد الصمت الدولي، والتعتيم الإعلامي، على ما يجري في تلك المنطقة الواقعة جنوب شرق آسيا، معتبرة أن مسلمي الروهينغا يذبحون ويقتلون وتحرق منازلهم في ظل خطة ممنهجة وصمت دولي بمثابة تواطؤ فاضح. وأدانت سياسة الكيل بمكيالين، في التعامل مع الأحداث الدولية، متسائلة ما إذا كان تصرف القوى الدولية الكبرى تجاه القضية سيكون مماثلا في حال مورس كل هذا العنف على غير المسلمين.
ودعت إلى ترسيخ ثقافة السلم والمصالحة، والابتعاد عن كافة أشكال التمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين. من جانبه، اعتبر البروفيسور محمد طيبي، أن ما يجري ضد المسلمين في بورما، “لعبة أمم”، لها أبعاد استراتيجية كبرى في تناطح القوى الدولية خاصة بين أمريكا والصين.
ودعا طيبي إلى تعبئة تضامنية مع مسملى الروهينغا من خلال الندوات والتجمعات والإعانات المادية، وأبدى تشاؤمه من المنظمات الدولية غير الحكومية، على غرار هيوومن رايت ووتش، والعفو الدولية، بعدما سقطت في فلك الدول القوية وأصبح تتابع الأحداث من زاوية ضيقة.
في المقابل نوه بعض البرلمانيين بالموقف المشرف للجزائر، حكومة وشعبا، تجاه ما يجري بميانمار ضد مسلمي الروهينغا، واعتبروا أنه سلوك طبيعي ومعهود لدى الجزائريين الذي يساندون دائما القضايا العادلة في مختلف الأقطار. ودعوا إلى تجسيد مواثيق حقوق الإنسان لمعالجة المأساة وإيقاظ الضمير الإنساني العالمي.