توسيع دائرة المعارضة للتدخل العسكري بسوريا

الاتهامات الأمريكية تكرار لسيناريو العراق

فضيلة دفوس

رغم  انحسار المؤيدين لشن عدوان عسكري على بلاد الشام، فان الولايات المتحدة التي تجزم بانها تحوز ادلة عن استخدام نظام الاسد للكيمياوي ضد شعبه، مازالت متمسكة بخيار ضرب سوريا حتى وان كانت هذه الضربة ستكون محدودة على حد زعمها، حيث اوضحت ادارة الرئيس باراك اوباما انها ستعاقب الاسد على ذلك الهجوم الوحشي والفظيع.
وردا على هذا الاصرار الامريكي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس إنه من الهراء المطبق أن تكون الحكومة السورية قد استخدمت الاسلحة الكيماوية في الوقت الذي كانت تكسب فيه الحرب وتحقق انتصارات ميدانية خارقة وحث الرئيس الأمريكي باراك اوباما على عدم مهاجمة بلاد الشام.
وقال بوتين «اني مقتنع بأن الهجوم بالأسلحة الكيماوية ليس سوى استفزاز من جانب الراغبين في جر دول اخرى إلى الصراع في سوريا والذين يريدون كسب دعم أعضاء اقوياء على الساحة الدولية خاصة الولايات المتحدة».
 ودعا  أوباما إلى عدم نسيان أنه حاصل على جائزة نوبل للسلام قائلا أريد أن أتوجه بالقول إلى أوباما كحائز على جائزة نوبل للسلام قبل أن تستعمل القوة في سوريا يجب التفكير بالضحايا التي ستسقط.
وأشارالرئيس الروسي  إلى أنه على  واشنطن ان تقدم  أدلتها المفترضة على استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية إلى مجلس الأمن.
 وكانت وزارة الخارجية السورية  أعلنت أن ما قدمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يعتمد على روايات قديمة نشرها الإرهابيون منذ أكثر من اسبوع مع كل ما تحمله من  فبركة وتلفيق, مشيرة إلى أن الأدلة الأمريكية على استخدام دمشق  الأسلحة الكيماوية كاذبة وعارية عن الصحة.
وأبدى  مصدر مسؤول في وزارة الخارجية استغراب دمشق قيام دولة عظمى بخداع رأيها العام بهذه الطريقة الساذجة عبر الاستناد إلى لا دليل, مشيرا إلى إن سوريا تؤكد أن ما قاله كيري في كل نقاط الاتهام للحكومة السورية  هو كذب وعار عن الصحة .
وقد حاول وزير الخارجية الامريكي جون كيري اقناع العالم اجمع بصدقية الاتهامات التي تورط النظام السوري باستخدام الكيمياوي في الغوطة ، واشار الى ان التقرير الذي يحمل هده الاتهامات اعدته المخابرات  استنادا الى مصادر بشرية واتصالات الكترونية وصور بالاقمار الصناعية بالاضافة الى مصادر عامة مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير من منظمات غير حكومية وجماعات طبية.
لكن محاولات الاقناع هذه اصطدمت بشكوك من العديد من الجهات التي تعتقد بان التاريخ يعيد نفسه وادارة اوبام تنهج اليوم نفس الطريق الذي نهجته ادارة الرئيس السابق جورج بوش في عام ٢٠٠٢عندما استندت الى معلومات استخباراتية تزعم بان العراق يملك برامج نشطة في مجال الاسلحة الكيماوية والنووية والبيولوجية، و شنت عدوانا غاشما علية  ثم احتلته عام ٢٠٠٣ لمدة تجاوزت ثمانية اعوام و في الاخير تاكد بان المعلومات التي بررت هذا العدوان كانت خاطئة حتى لا نقول كاذبة.
ويخشى الكثير من المتتبعين للملف السوري من ان سيناريو العراق ماض  ليتكرر اليوم  بكل ما انتجه من ماسي وضحايا .
هذاو قال مسؤول أمني سوري أن بلاده تتوقع ضربة غربية في كل لحظة مشددا على جاهزية دمشق للرد على هذه البلطجة  والدفاع عن الشعب السوري بكل ما لديها من قوة.
 وفي إشارة إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة  قال المصدركل ما قالوه مهزلة  معتبرا أن موقف الرأي العام الغربي  ضدهم  وقضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة ولا تمت بصلة إلى الأخلاق والقانون الدولي.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد انه وفريقه يدرسون مجموعة من الخيارات المتاحة للرد بعد اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية مضيفا «مهما حصل لا نفكر في عمل عسكري يشمل نشر جنود على الأرض أو حملة طويلة  ندرس إمكانية عمل محدود وضيق».

المجلس الوزاري العربي يجتمع اليوم بالقاهرة

يجتمع وزراء خارجية الدول العربيةاليوم الاحد في القاهرة لبحث الوضع في سوريا التي يخشى ان تتعرض لضربة عسكرية وشيكة تشنها الولايات المتحدة وفرنسا.
واعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان الاجتماع الذي كان مقررا الثلاثاء تم تقديمه الى اليوم  في ضوء التطورات الراهنة.
واتهمت جامعة الدول العربية الثلاثاء الماضي النظام السوري بشن هجمات كيميائية في ريف دمشق الاسبوع الماضي.
وعبر مجلس الجامعة عن ادانته واستنكاره الشديدين للجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا وحمل النظام السوري المسؤولية التامة عن الهجوم، وطالب بتقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة اسوة بغيرهم من مجرمي الحروب.
 
 المفتشون يتوجهون
إلى لاهاي ومدمرات إضافية بالمتوسط

توجه فريق مفتشي الأمم المتحدة المعني بالتحقيق في الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا امس إلى لاهاي في هولندا .
وسيتم توزيع العينات التي حصل عليها المفتشون انطلاقا من لاهاي على مختبرات في أوروبا لتحليلها.
وكان فريق مفتشي الأمم المتحدة قد وصل الى لبنان صباح امس قادما من سوريا  .
ومن جهة أخرى صرح مسؤولون أميركيون بأن سفينة حربية أميركية سادسة التحقت بخمس مدمرات مزودة بصواريخ كروز في شرق البحر المتوسط في إطار الاستعداد لضربة متوقعة محدودة ودقيقة ضد سوريا، وشدد المسؤولون على أنه لا وجود لخطط لإنزال مشاة البحرية برا في إطار أي عمل عسكري.

٦٤٪ قالوا ''لا للحرب''
غالبية الفرنسيين ضد المشاركة في العدوان المرتقب
 
 أظهرت نتائج استطلاع للرأي امس ان معظم الفرنسيين لا يرغبون في مشاركة بلادهم في عمل عسكري ضد سوريا وان الاغلبية لا تثق في قيام الرئيس فرانسوا هولاند بهذا العمل.
وأظهر استطلاع بي.في.ايه الذي نشرته لو باريزيان-اوجوردوي ان فرانس أن ٦٤ بالمئة من المشاركين يعارضون العمل العسكري وأن ٥٨ بالمئة لا يثقون في قيام هولاند بذلك في حين تخشى نسبة ٢٥ بالمئة أن يشعل مثل هذا الهجوم منطقة الشرق الاوسط بأسرها.
وكان الرئيس الفرنسي قال ان معارضة البرلمان البريطاني للضربة العسكرية لن تؤثر على تحرك بلاده.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024