من خيخون إلى ريو. . والهدف إجتياز الدور الأول

حامد حمور

يشارك المنتخب الوطني للمرة الرابعة في نهائيات كأس العالم بالبرازيل بطموحات كبيرة لمحاولة المرور إلى الدور الثاني من المنافسة العالمية. . نظرا للتطور الكبير الذي عرفته التشكيلة الوطنية في السنوات الأخيرة والتي يمكنها وضع هدف كسب خطوة أخرى عملاقة في تاريخ الكرة الجزائرية.
 خاصة وأن اللاعبين الذين يشكلون التعداد يلعبون في أكبر البطولات الأوروبية. . إلى جانب أن التحضيرات كانت موفقة إلى أبعد الحدود بقيادة الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش.
وللكرة الجزائرية قصة مميّزة مع كأس العالم التي تجعل الجمهور الجزائري يتحول تقريبا كله إلى مدرب، إلى درجة أن الحديث عن وجود 40 مليون مدرب سيتابعون بشغف كبير مسيرة “ الخضر “ في البرازيل، بعد أن كانت المحطات “المونديالية” السابقة اتسمت أحيانا بالامتياز وأحيانا أخرى بالخيبة. . لكن في كل مرة يترك الفريق الجزائري بصمته في كأس العالم.
انجاز تاريخي...
وبداية المسار كانت أكبر مفاجأة في المنافسة خلال أول مشاركة للجزائر في كأس العالم في إسبانيا عام 1982 عندما تمكن الفريق الوطني من الفوز على نظيره الألماني ليكسب دخولا مدويا ويكتب اسمه بأحرف من ذهب بفضل لاعبين تألقوا بفضل موهبتهم الكبيرة على غرار بلومي، ماجر، عصاد، زيدان وفرڤاني الذين ورغم قلة الخبرة في مثل هذه الدورات تمكنوا من فرض أنفسهم على فريق كان المرشح لنيل كأس العالم. . وتبقى الصور خالدة لذلك الحدث الذي جرى يوم 16 جوان بملعب مولينون بخيخون الاسبانية أمام أنظار الملايين من المتفرجين والمشاهدين عبر العالم.
وكاد الفريق الوطني أن يحقق انجازا تاريخيا آخر للتأهل إلى الدور الثاني كونه فاز بمباراة ثانية على الشيلي. . لكن للأسف الشديد فإن المباراة التي عرفت تفاهم ألمانيا والنمسا على نتيجتها أخرجت الفريق الوطني من المنافسة.. وكل المتتبعين عبر العالم تأسفوا لذلك الحدث.
ومهما يكن فإن ملحمة خيخون مازالت في أذهان كل الجزائريين الذين يفتخرون بمسيرة زملاء فرڤاني في مونديال إسبانيا.
أحسن مباراة أمام البرازيل. ..
وبما أن الفريق الجزائري كان يضم لاعبين من مستوى كبير، تمكن في المونديال الموالي في 1986 بالمكسيك من تسجيل حضوره وأوقعته القرعة في مجموعة صعبة تضم كل من إيرلندا والبرازيل وإسبانبا. . ورغم ذلك فإن الآداء كان كبيرا، ولكن النتائج لم تصل إلى طموحات الجمهور الجزائري الذي كان يتمنى أحسن بكثير من مسيرة مونديال إسبانيا بوجود لاعبين من طراز عال وخبرة معتبرة أمثال بن مبروك ومغارية وبلومي وعصاد وماجر.
واكتفى أشبال المدرب سعدان بالتعادل أمام إيرلندا ولعبوا أحسن مباراة لهم في تاريخ المشاركات الجزائرية أمام البرازيل، وهذا باعتراف كل المتتبعين الذين كانوا ينتظرون فالكاو وجونيور وسوكراتاس.. لكنهم شاهدوا عصاد وبلومي وآخرين الذين أبدعوا وكادوا أن يصلوا إلى مرمى البرازيل لولا التسرع.. وانهزم الفريق الجزائري بهدف كاريكا الذي استغل هفوة من المدافع مجادي.. وضاعت ـ تقريبا ـ نسبة كبيرة من أحلام الفريق الوطني الذي دخل مباراة إسبانبا بمعنويات منحطة، الأمر الذي أعطى الفرصة لزملاء بوتراغينيو الفوز بثلاثية كاملة.
سعدان تفوّق على كابيلو تكتيكيا
وبعد غياب دام 24 سنة عادت الجزائر لتنشيط مقابلات كأس العالم التي أقيمت لأول مرة في القارة الافريقية، وذلك عام 2010 بجنوب إفريقيا، أين كانت طموحات عنتر يحيى وبوقرة وزياني كبيرة لتجاوز الدور الأول وتسجيل نتيجة كبيرة، عندما وقعت الجزائر في مجموعة تضم سلوفينيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن الخطوة الأولى لهذه المسيرة بمدينة بولوكراني، لم تكن موفقة بسبب خطأ من الحارس شاوشي الذي أهدى هدفا للمنافس الذي أفسد حسابات الطاقم الفني بدرجة كبيرة..
 ومع ذلك، فإن العزيمة كانت في الموعد خلال المباراة  الثانية بملعب “غرين بونت” لمدينة كاب تاون أمام إنجلترا التي شهدت محطة مشرقة أخرى لمسيرة الفريق الجزائري في كأس العالم، أين لقّن بوقرة وبودبوز ومبولحي درسا لكل من جيرارد وروني ولامبارد. . وحتى المدرب الايطالي كابيلو لم يفهم أي شيء في التكتيك المقدم من سعدان وعاش المباراة على الأعصاب ولم يعط تفاصيلا عن إخفاق فريقه في المباراة.. لتتأكد مقولة: “إن الفريق الجزائري يتحدّى المنتخبات القويّة في كأس العالم”. . ومرة أخرى، خرج المنتخب الجزائري في الدور الأول رغم آدائه لمباراة كبيرة أمام الفريق الأمريكي.. هذا الأخير الذي فاز بمدينة بريتوريا بنتيجة 1-0.
الموعد في “بيلو أريزنتي”
وبالتالي، وبالنظر إلى مسيرة “الخضر” في الطبعات الثلاث التي شارك فيها، يظهر أن الامكانيات كبيرة لكن الحسابات الدقيقة غير موجودة لتسيير المنافسة وليس التركيز على مباراة واحدة.. والبداية ستكون من مدينة بيلو أوريزنتي.
فالأمر يعني المشاركة الحالية التي لابد أن تبتعد عن النظر في مباراة بلجيكا وإنما كيفية كسب أكبر عدد ممكن من النقاط التي تسمح بالمرور إلى الدور الثاني، كون الفريق كسب أكثر خبرة في مثل هذه الدورات، والمدرب هاليلوزيتش أكد كفاءته في الميدان التي قد تظهر في منافسة عالمية إسمها “كأس العالم”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024