الألعاب الإفريقية المدرسية

قسنطينة تراهن على الجاهزية العالية

قسنطينة: مفيدة طريفي

 بدأ العد التنازلي لانطلاق الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، والتي ستحتضنها الجزائر، خلال الفترة الممتدة من 25 جويلية إلى 5 أوت 2025، عبر أربع ولايات عنابة، قسنطينة، سكيكدة وسطيف، حيث عقدت أول أمس المصالح الولائية لقسنطينة اجتماعًا تنسيقيًا موسّعًا ترأسه عمري محرز، الأمين العام للولاية، نيابة عن والي الولاية، بحضور أعضاء اللجنة الولائية المكلفة بالتحضير والمتابعة.

الاجتماع الذي يدخل في سياق الزيارات الميدانية والتقييمات التقنية الدورية، تناول بالتفصيل مدى تقدم التحضيرات، وجاهزية المنشآت الرياضية ومرافق الإيواء، إلى جانب الترتيبات التنظيمية والأمنية واللوجستية التي من شأنها ضمان نجاح هذا الحدث القاري، الذي سيضع الجزائر في قلب الرياضة المدرسية الإفريقية.
ولاية قسنطينة سيكون لها نصيب مهم من هذه التظاهرة، حيث ستحتضن فعاليات أربع تخصصات رياضية موزعة على عدد من المنشآت المجهزة، هي تنس الطاولة، الجمباز، الفروسية وكرة القدم. وقد تمّ تحديد القاعة متعددة الرياضات بعلي منجلي لاحتضان منافسات تنس الطاولة، بمشاركة 25 رياضيًا من 15 دولة، أما منافسات الجمباز، فستُجرى في القاعة متعددة الرياضات برشاش، بمشاركة 28 رياضيًا من 8 دول، فيما ستعرف منشأة نادي نجم الشرق ببرج مهيريس تنافس 49 فارسًا في اختصاص الفروسية، بينما ستحتضن ملاعب الشهيد حملاوي وبن عبد المالك رمضان مباريات كرة القدم بمشاركة 177 رياضيًا من 9 دول.

تعبئة شاملة لكل الوسائل

 أكّد الأمين العام للولاية خلال الاجتماع، أن السلطات المحلية سخّرت منذ أشهر كل الوسائل البشرية والمادية اللازمة لإنجاح هذا الموعد القاري، مشدّدًا على أهمية تكامل الأدوار بين مختلف المتدخلين (الشباب والرياضة، الصحة، النقل، الأمن، الحماية المدنية، الأشغال العمومية والسياحة)، وقد تم توجيه تعليمات دقيقة تتعلق بتعزيز الإنارة العمومية، تنظيف المحيط، صيانة وتهيئة المساحات الخضراء المحاذية للمنشآت، وتوفير لافتات التوجيه واللوحات التعريفية بلغات متعددة، لضمان راحة الوفود وإظهار وجه حضاري للمدينة.
كما دعا المسؤول التنفيذي إلى الانخراط الجماعي لكل الفاعلين المحليين، مؤسسات وإدارات وجمعيات، بهدف إنجاح التظاهرة التي لا تمثل فقط موعدًا رياضيًا، بل فرصة لتسويق قسنطينة كوجهة ذات طابع عمراني وتراثي وثقافي أصيل.

البعد القاري والرّمزية التّربوية

لا يقتصر الحدث على التنافس الرياضي فقط، بل يحمل رسالة تربوية وإنسانية عميقة، كونه يُعنى بالناشئة ويركز على تطوير الرياضة المدرسية في القارة الإفريقية. وتُعد هذه الطبعة الأولى من نوعها، ما يمنح الجزائر شرف التأسيس لهذا التقليد القاري الجديد، كما يؤكّد على مكانتها كفاعل رياضي إقليمي قادر على احتضان وتنظيم تظاهرات ذات بعد دولي.

آفاق وتوصيات

 من التوصيات التي خرج بها الاجتماع، الإسراع في استكمال الأشغال المتبقية في بعض الهياكل، تعزيز التنسيق الأمني، ضمان تغطية صحية ملائمة على مستوى مواقع المنافسة والإيواء، مع التفكير في الجوانب الثقافية المرافقة للحدث مثل تنظيم زيارات سياحية للوفود نحو المعالم التاريخية بقسنطينة، وعروض فنية تعكس التراث المحلي.
وتبقى ولاية قسنطينة بما تملكه من خبرة في احتضان التظاهرات الكبرى (مثل تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” وملتقيات دولية)، مستعدة لرفع التحدي مجددًا لتكون في الموعد، وتبرهن أن الرياضة المدرسية الإفريقية تجد في الجزائر رئة تتنفس منها مستقبلها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025