وقفت الفارسة سليمة تالمودي مثالًا حيًا لقوة الإرادة والثبات، حيث لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، فالحصان الذي رافقها في الألعاب الإفريقية المدرسية لم يكن سهل الانقياد، لكن عزيمتها قادتها إلى منصة التتويج، بميدالية فضية ثمينة.
في هذا الحوار، تفتح سليمة تالمودي قلبها وتشاركنا تفاصيل الرحلة، التحديات، والدروس التي خرجت بها من واحدة من أهم محطاتها الرياضية.
- الشعب: كيف تصفين تجربتك في هذه الدورة من الألعاب الإفريقية المدرسية؟
الفارسة سليمة تالمودي: كانت تجربة مليئة بالتحدي، واجهت صعوبات منذ البداية، خاصة في التأقلم مع الحصان الذي لم أكن معتادة عليه، لم يكن سهلًا التحكم به في البداية، لكني تمسّكت بالهدوء، وحاولت أن أستوعبه أكثر ممّا أسيطر عليه.
- ما هي أصعب لحظة مررتِ بها خلال المنافسة؟
اللّحظة التي شعرت فيها أن الحصان لا يستجيب لحركاتي بدقة، خاصة خلال جولة القفز، كنت خائفة من أن نرتكب خطأ يُخرجنا من الترتيب، لكنني تمالكت نفسي وتذكّرت كل ما تعلمته.
- هل شعرتِ أنكِ قد لا تصعدين إلى منصّة التّتويج؟
نعم، بصراحة، في البداية لم أتوقّع أن أكون ضمن الثلاثة الأوائل، لكن بعد الجولة الثانية، شعرت أنّني أستطيع اللحاق بالركب، وقرّرت أن أبذل كل ما عندي، والحمد لله كلّلت جهودي بإنهاء المنافسة في وصافة الترتيب العام، وإهداء الجزائر ميدالية فضية.
- كيف ساعدكِ الفريق والمدرّبون في تجاوز هذا التوتر؟
كانوا داعمين لي منذ البداية، قالوا لي إنّ الفارس الحقيقي لا ينتظر الظروف المثالية، بل يصنعها هو بنفسه، ساعدوني نفسياً قبل أن يساعدوني فنياً، وذكّروني بأن الثقة بالنفس أهم من أي شيء في هذا النوع من الرياضة.
- ما هي الأمور التي خرجت بها من هذه المنافسة، وستفيدك في مشوارك الرّياضي؟
تعلّمت أنّ الإنجاز لا يعني غياب الصعوبات، بل تجاوزها وأن الحصان ليس مجرد أداة للسباق، بل شريك مهم يجب أن يشعر بالأمان معك حتى يعطيك أفضل ما لديه.
- كيف كان شعورك عند إعلان فوزك بالميدالية الفضية؟
لا أستطيع وصف ذلك الشّعور بدقة، اختلطت مشاعر الفرح بالتأثر، شعرت أنّني انتصرت على نفسي، قبل أن أنتصر على صعوبات المنافسة.
- هل ترين أنّكِ خرجتِ من هذه الدورة أكثر نضجاً؟
نعم، بكل تأكيد، أصبحت أعرف كيف أواجه المواقف الصّعبة بثبات أكثر، وكيف أتعامل مع الحصان حتى في أقسى الظّروف.
- ما هو هدفكِ القادم في عالم الفروسية؟
أهدف للمشاركة في بطولات دولية، وأن أرفع راية الجزائر مجدّدًا، ربما يومًا في الألعاب الأولمبية إن شاء الله.
- ما رسالتك للأطفال الذين يخافون من ركوب الخيل أو يعتقدون أنّ الفروسية صعبة؟
الخوف طبيعي، لكن تجاوزه هو الذي يصنع الفارس الحقيقي، الفروسية تعلّمنا الشّجاعة والانضباط، وإذا أحببت الحصان واحترمته، سيبادلك الحب ويمنحك القوة.
فارسة المنتخب الجزائري..سليمة تالمودي لـ “الشعب”:
الحصان كان عنيدا لكنّني لم أستسلم وحقّقت المطلوب
حوار: مفيدة طريفي / قسنطينة

شوهد:33 مرة