يواجه المنتخب الوطني زوال الغد نظيره الغيني، في إطار مباريات الجولة الرابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين “شان 2024”، الجارية وقائعها بكل من (تنزانيا، كينيا، أوغندا)، حيث يسعى أشبال الناخب الوطني مجيد بوقرة، تحقيق الفوز الثاني في البطولة، والذي سيقرب المنتخب من ضمان التأهل إلى الدور الثاني، رغم المنافسة الكبيرة مع أوغندا وجنوب إفريقيا.
سيكون أشبال بوقرة على موعد مع لعب ثالث مباراة لهم في “الشان”، وهذه المرة أمام المنتخب الغيني، الذي يسعى لصنع المفاجأة من خلال الفوز على المنتخب الوطني، بحكم أنه يشارك في المنافسة بمنتخب أقل من 23 سنة، وهو ما يقلل من حظوظه في التواجد ضمن الأدوار المتقدمة، بما أن هدفه الأساسي هو الاحتكاك مع المنتخبات الكبيرة.
تحضيرات المنتخب الوطني جرت في ظروف ممتازة، بعد أن نالوا راحة لمدة أسبوع بسبب إعفائهم من مباريات الجولة الثالثة، وهو ما سمح لهم بالحصول على هذا الوقت الكبير من الراحة، حيث تم تقسيمه إلى فترات للعمل، وأخرى لمنح اللاعبين فرصة للراحة والترفيه عن النفس.
بوقرة كان قد حضر مباراة غينيا الأخيرة، وعاين المنافس عن قرب من خلال تواجده في الملعب يوم المواجهة ضد منتخب النيجر لحساب الجولة الثالثة من الدور الأول عن المجموعة الثالثة، وهو الأمر الذي يمنحه رؤية أفضل لطريقة لعب المنافس، إضافة إلى نقاط قوته وضعفه، وهو الأمر الذي سيقلل عليه الكثير من الأمور بخصوص اختيار الطريقة المناسبة التي يدخل بها المواجهة، إضافة إلى التوليفة التي سيعتمد عليها خلال المباراة ..
تدريبات المنتخب جرت بتعداد مكتمل، ما عدا غياب متوسط ميدان فريق مولودية الجزائر أكرم بوراس، الذي مازال يتدرب على إنفراد بسبب الإصابة التي كان يعاني منها على مستوى الكاحل، والتي قد تمنعه من المشاركة في باقي مباريات الدورة، بالنظر إلى مدة غيابه عن التدريبات الجماعية، وستصعّب عليه التواجد في التشكيلة الأساسية.
حاول أكرم بوراس رفقة الجهاز الطبي الاندماج في التدريبات الجماعية، إلا أنه فشل بسبب عدم قدرته على مجاراة نسق التدريبات، بسبب معاناته من الآلام حين يرفع السرعة، وهنا تأكد الجهاز الطبي أنه لم يشف كليا، ويحتاج إلى وقت آخر من أجل الشفاء النهائي من الإصابة التي يعاني منها، علما أنه تعرض لها خلال فترة التحضير في الجزائر.
غياب متوسط ميدان العميد أكرم بوراس يبقى عاملا سلبيا، بما أنه من اللاعبين القادرين على منح الإضافة، إلا أن بوقرة مطالب بالتعامل مع المجموعة الموجودة تحت يده، حيث يمتلك بعض العناصر الميزة القادرة على صنع الفارق في أي لحظة، على غرار بوكرشاوي إضافة إلى ميصالة ودراوي دون نسيان بوجمعة، خصوصا أن “الماجيك” اعتمد في كل المباريات الودية التي خاضها أشباله تحضيرا لنهائيات “الشان” على أكرم بوراس.
تجديد الثقة في نفس التشكيلة
لن تكون هناك تغييرات على التشكيلة الأساسية، التي سيدخل بها المنتخب الوطني مباراة غينيا زوال الغد، حيث سيجدّد بوقرة الثقة في نفس التعداد الذي لعب أولى مواجهتين، أمام أوغندا وجنوب إفريقيا، بحكم أن العناصر التي شاركت قدّمت ما عليها، خلال هاتين المواجهتين، رغم أن بعض العناصر تتواجد تحت طائلة الانتقاد، لكن الانسجام بينها بدأ يظهر جلّيا خصوصا في الخطين الخلفي والوسط.
من بين اللاعبين الذين تعرضوا لانتقادات كبيرة، كان المهاجم أيمن محيوص الذي لم ينجح لحد الآن في هزّ الشباك، وهو الأمر الذي يعكس معاناته من الناحية النفسية، إضافة إلى سوء التركيز أمام المرمى، وهي نقاط ضعفه خلال هذه الدورة عكس الدورة السابقة، التي نال فيها لقب الهدّاف بعد أن نجح في تسجيل 5 أهداف.
مواجهة غينيا ستكون فرصة مهمة للمهاجم الجديد لفريق شبيبة القبائل أيمن محيوص من أجل التدارك من جهة، واستعادة ثقته بنفسه من خلال هزّ شباك المنافس، وهو الأمر الذي سيخدم مصالح المنتخب الوطني من أجل التواجد في الدور المقبل، أو على الأقل الاقتراب من ضمان تحقيق هذا الهدف، وهذا لن يكون إلا من خلال ضمان النقاط الثلاث.العناصر الأخرى قدّمت ما عليها حيث عمل بوقرة خلال الفترة الأخيرة مع الظهيرين الأيمن والأيسر، وطالبهما بتقديم الإضافة اللازمة لعناصر الهجوم، من خلال التوّغل في منطقة المنافس، وطلب الكرة أمام منطقة الجزاء، وهو ما يمنح المنتخب التفوق العددي أمام المنتخب الغيني خلال مواجهة الغد.
لم يفوت بوقرة الفرصة للحديث مع لاعبيه على الأخطاء الدفاعية، حيث طلب من اللاعبين التركيز في مواجهة غينيا وتفادي تضييع فرصة تحقيق فوز جديد، وهو ما جعله يطالب لاعبيه بضرورة دخول المباراة بقوّة، والتسجيل مبكرا لأخذ الأسبقية، وتسيير ما تبقّى من المواجهة بذكاء إلى غاية نهاية المواجهة.
الجانب الآخر الذي ركّز عليه مجيد بوقرة هو الأخطاء التحكيمية، حيث طلب من اللاعبين ضرورة تفادي انتقاد الحكم في كل مرّة، على غرار ما حدث خلال المواجهة الأخيرة، ورغم أن الحكم كان مستواه بعيدا عن التطلعات، إلا أن الحديث إليه كثيرا يفقد اللاعبين تركيزهم، على تحقيق الهدف الأساسي من المباراة وهو الفوز.
بوحلفاية: جاهزون لتحقيق الفوز
عبّر الحارس زكريا بوحلفاية في تصريح للموقع الرسمي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عن سعادته بالتواجد مع المنتخب المحلي في هذه الدورة، حيث قال: “ لقد شرفني الناخب الوطني مجيد بوقرة بضمي للمنتخب، وهو أمر إيجابي بالنسبة لي أن أتواجد مع المنتخب المحلي، وأدافع عن ألوان بلدي في هذا المحفل الرياضي الكبير”.
وأضاف: “عملنا كثيرا من أجل الظهور بمستوى مشرف، ولحد الآن الأمور تسير على ما يرام، في انتظار بقية المباريات التي لم تكون سهلة، بعد إشتداد المنافسة من أجل الظفر بتأشيرة التأهل”.الحارس بوحلفاية أكد أن الظروف ملائمة، لتحقيق الفوز خلال المواجهة المقبلة، وقال: “الأكيد أن هدفنا خلال المواجهة المقبلة أمام غينيا هو الفوز، كنا قريبين من تحقيق هذا خلال المواجهة الماضية أمام جنوب إفريقيا، إلا أننا لم ننجح بسبب قوّة المنافس والأخطاء التحكيمية”.
وختم: “خلال مواجهة غينيا الأمور ستكون مختلفة، حيث نسعى لاستغلال الأمر لصالحنا، من خلال تحقيق الانتصار الثاني في المنافسة”.