حجز فريق مولودية الجزائر مقعده في الدور التمهيدي الثاني والأخير من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، بعدما تمكن أول أمس من الإطاحة بفريق فاسيل الليبيري بثلاثية نظيفة، في اللقاء الذي احتضنه ملعب علي عمار المدعو علي لابوانت بالدويرة دون جمهور.
تأهل العميد إلى الدور التمهيدي الثاني من رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، بعدما حقق فوزا مريحا بثلاثية نظيفة في لقاء الإياب، جعلته يضمن بها بطاقة التأهل، مستغلا التعادل السلبي الذي فرضه على نادي فاسيل الليبيري بمونروفيا.
قام المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا بتغيير واحد مقارنة بلقاء الذهاب، الذي لعب بملعب سامويل كانيون دوي، أين قام بإقحام الجناح الأيسر الإيفواري كيبري زينون مكان أمين مسوسة، لمحاولة إنعاش الرواق الأيسر أكثر بالاعتماد على لاعب سريع بالكرة وقوّي في توغّلاته، محافظا على نواة المجموعة التي لعب بها أغلبية مبارياته الخمس الأولى بالموسم الكروي.
دخلت المولودية مواجهة إياب الدور التمهيدي الأول بقوة باحثة عن التسجيل المبكر، ليقوم الفريق بتضييع 3 فرص سانحة قبل أن ينجح القائد أيوب عبد اللاوي من ترجمة ضربة ركنية إلى هدف السبق في (د 19) بعد أخذ ورد، ليسكن المدافع المحوري الكرة في شباك حارس فاسيل العملاق بتسديدة قوية.
أجرى الجهاز الفني للمولودية تغييرا اضطراريا في (د 34)، بعد إصابة متوسط الميدان البوركينابي محمد زوغرانا في الكتف الأيسر، إثر احتكاك قوّي مع أحد مدافعي نادي فاسيل، ليدخل مكانه العائد من الإصابة محمد بن خماسة، الذي دخل المواجهة بديلا في ثالث مناسبة تواليا، وساهم في تموقع فريقه أكثر في منطقة الضيوف، الأمر الذي أثمر بتسجيل الهدف الثاني من قبل المهاجم سفيان بايزيد في (د 45 + 1)، أين خطف الكرة لأحد المدافعين ورفعها فوق رأس الحارس دائرية مسجلا هدفا جميلا، هو الثاني له في الموسم الكروي بعد الهدف المسجل في شباك فريق مولودية وهران.
خلال المرحلة الثانية، أجرى موكوينا تغييرا مباشرة بعد العودة من غرف تغيير الملابس، بإقحام أمين مسوسة على الرواق الأيسر، مكان كيبري زينون الذي حوله إلى منصب متوسط ميدان هجومي، وجرّب اللاعب المتعدد المناصب أسامة بن حوى في مركز ظهير أيسر، كل هذا بعدما قام بإخراج الظهير أيمن بوقرة الذي ظهر بأداء متواضع.
واصل الفريق العاصمي السيطرة على مجريات اللقاء وخلق العديد من الفرص السانحة للتهديف، قبل أن يقرّر الاعتماد على الجناح الأيمن زين الدين فرحات وصانع الألعاب الغيني الحسن بانغورا، مكان زكريا نعيجي وكيبري زينون على التوالي، وبعدهما أشرك الجناح الأيمن مهدي بوشريط مكان بايزيد ليضع مكانه فرحات في منصب المهاجم الحر، وهو الأمر الذي أنعش الخط الأمامي للمولودية، وجعل البديل أمين مسوسة يسجل هدفا بعد قيادته لهجمة خاطفة على الرواق الأيمن، ليسدد بقوة وكرته تسكن الشباك.
حقق فريق مولودية الجزائر ثالث فوز له منذ انطلاق الموسم الكروي (2025 - 2026) في جميع المنافسات التي يشارك بها، ولم يتذوّق بعد طعم الهزيمة بعد خوضه 5 مباريات، بالرغم من أن الفريق يتواجد في مرحلة إعادة البناء مع مدرب معروف بدهائه التكتيكي، وعمله على تطبيق كرة عصرية.
موكوينـا: هدفنــا تحقيق مشاركــة أفضـل مـن الموسم المنصـرم
أكد المدرب رولاني موكوينا خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المواجهة، بأن الطاقم الفني للفريق يقوم بعمل كبير من أجل تحضير المباريات لتحقيق نتائج إيجابية، وأوضح بأن اللاعبين مشكورين على التضحيات التي قاموا بها خلال مواجهة فاسيل الليبيري، وقال: «واجهنا فريقا جيدا ويملك لاعبين مميزين، خضنا لقاءين صعبين، وبعد التعادل السلبي الذي عدنا به من مونروفيا، كان علينا التركيز جيّدا خلال لقاء العودة، ولهذا يتوجب عليّ أن أشكر اللاعبين على ما قدموه في المواجهتين». وأضاف: «الهدف الذي سطرته إدارة الفريق هو تحقيق مشاركة أفضل من الموسم المنصرم الذي بلغت فيه المولودية الدور ربع النهائي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا».
واستطرد: «ننتظر الآن التعرف على منافسنا المقبل، والأمور لن تكون سهلة بتاتا، والأهم بالنسبة لي هو أن أداء الفريق يتحسن من مواجهة لأخرى».
«سنكون أقوى مع مرور المباريات»
تحدّث المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق مولودية الجزائر عن كثرة الغيابات وتذبذب التحضيرات للموسم الكروي، حين قال: «إدارة الفريق وفرت لنا كل أساليب العمل الجيد والتحضير للموسم الكروي الجديد، ولكن التحضير لم يسر كما كنا نود».
وتابع موكوينا متحدثا: «في بداية التحضيرات فقدنا المدافع المحوري عبد القادر منزلة، وهداف الفريق الموسم المنصرم محمد ساليو بانغورا، بالإضافة إلى متوسط الميدان محمد بن خماسة كونهم تعرضوا للاصابة، وكذا الظهير الأيسر مروان خليف الذي غادر مصابا في أول مواجهة للفريق أمام اتحاد العاصمة».
وشدد: «لم تكن لدينا فترة تحضيرات عادية، بما أن كوادر الفريق كلها كانت متواجدة رفقة المنتخب الجزائري للاعبين المحليين في «الشان»، يتعلق الأمر بكل من حلايمية وغزالة وبايزيد ومزياني».
وأفاد المدرب الجنوب إفريقي: «لم نقم بنفس العمل بين اللاعبين المتواجدين منذ اليوم الأول، ورفقة الوافدين الجدد المتأخرين في الالتحاق بالفريق، بالإضافة إلى غياب المصابين الذين عاد منهم سوى محمد بن خماسة، وهو ما جعلنا نقوم بعدد من التغييرات في بعض المناصب، ونبحث دائما عن الحلول المناسبة قبل وأثناء المباريات».
وختم فكرته: «مستوى اللاعبين والأداء فوق الميدان، يتحسن من مواجهة لأخرى، ومع مرور الجولات سنكون أقوى وأفضل، متأكد من ذلك لأني وجدت روح المجموعة عالية في الفريق، واللاعبون محترفون وهو ما جعلنا نتقدم أكثر، ونحترم أنصارنا عن طريق تحقيق نتائج إيجابية».
أجاب موكوينا عن سؤال متعلق بالفرص الضائعة وقلة تركيز اللاعبين أمام المرمى، وشدد قائلا: «في رابطة أبطال إفريقيا لا يوجد منافس متواضع، ومواجهة نادي فاسيل في اللقاءين لم تكن سهلة كما يتوقعه البعض». وأكد: «لم نصل إلى المستوى الذي نبحث عنه بسبب كل العوامل التي تحدثنا عليها في بداية الندوة الصحفية، وعلينا إيجاد حلول أكبر في المباريات المقبلة، وأن نكون أفضل أمام المرمى».
رفض مدرب مولودية الجزائر فكرة أن لاعبيه تهوروا في بعض اللقطات وتلقوا بطاقات صفراء مجانية في اللقاء، مؤكدا بأن العميد واجه فريقا تميز بالخشونة في تدخلاته، وأبدى سعادته بأن كل لاعبيه غادروا أرضية الميدان دون التعرض للإصابة، سوى زوغرانا الذي أكد بأن الإصابة التي تعرض لها لا تبدو خطيرة، قبل إقامة فحوصات معمقة يوم الإثنين.
أما بخصوص منافس مولودية الجزائر في الدور التمهيدي الثاني لرابطة أبطال إفريقيا، كشف موكوينا بأنه شاهد لقاء الذهاب الذي جمع بين نادي جاراف السنغالي وكولومب الكاميروني في ملعب الأخير، وأنه يعتقد بأن النادي السنغالي أكثر حظا لضمان تأشيرة العبور إلى الدور المقبل، وقال: «لو نلعب في السنغال أو الكاميرون الأمر سيكون مماثلا بالنسبة إلينا، لأننا سنقطع نفس المسافة وسنكون في نفس المناخ والظروف، رئيس الفريق يساعدنا كثيرا لأنه يوفر لنا كل الظروف المريحة من أجل التنقل في طائرة خاصة، نحن من جانبنا سنعاين لقاء العودة وندرس نقاط قوة وضعف منافسنا، لتحقيق نتيجة إيجابية ومواصلة المغامرة القارية».
تجدر الإشارة أن فريق مولودية الجزائر سيستقبل خلال المواجهة المقبلة فريق ترجي مستغانم، لحساب الجولة السادسة من بطولة الرابطة المحترفة، بحضور الجمهور لأوّل مرّة منذ انطلاق الموسم الكروي، وهو الأمر الذي أسعد رولاني موكوينا كثيرا، حيث أكد بأنه سيتمكن أخيرا من اكتشاف جمهور الفريق عن قرب.