500 زائر لحمام بلعريبي يوميا بالمسيلة:

مكــان يفضّله الشباب مـن أجل السّباحة والتّـداوي

عامر ناجح

فرض النّقص الفادح في المسابح بالمسيلة على الشباب البحث عن ملاذ لهم هروبا من أشعة الشمس الحارقة، خاصة وأن المنطقة تعرف بحرارتها المرتفعة في فصل الصيف. ووجد العديد منهم ضالتهم في الأودية والسدود والبرك المائية المتواجدة بأماكن معزولة غير مكترثين بالخطورة التي تشكّلها على حياتهم.

ويلجأ آخرون إلى حمام بلعريبي للسباحة في حوضه في ظل غياب مرافق الاستجمام والترفيه، حيث أصبح يعوض المسابح في هذه المنطقة.
يقع هذا الحمام على بعد حوالي 10 كلم بواد سد القصب الشهير، ويتميز بمياهه الممزوجة بالكبريت توصف عادة لعلاج أمراض المفاصل  والأمراض الجلدية والأعصاب. والأجمل من هذا أنّ المنبع يقع في واد يمنح إطارا رائعا للاستجمام خاصة فيما يتعلق بسطحه المائي  والاخضرار الفاتن للمكان الذي يضفي جوا من الترفيه والاستجمام، ما أهّله لأن يصبح مقصد العديد من العائلات المسيلة لسنوات عديدة، حيث تتوافد عليه يوميا 500 زائر.
حمام بلعريبي ليس حماما بالمفهوم المتعارف عليه وفق المقومات العصرية التي يحتويها، فهو عبارة عن حوض مياهه من منبع سد القصب. ولعل أهم عنصر جلب الأعداد الكبيرة للزائرين والمترددين عليه هو برودة مياهه في منطقة فاقت بها درجة الحرارة الـ 45 درجة في عزّ فصل الصيف.
وفي هذا الصدد، يؤكّد “سليم” قائلا: “أتردّد يوميا على حمام بلعريبي رغم بعده عن مقر إقامتي”، وأضاف قائلا: “أتكبّد عناء  كبيرا من أجل الوصول والسباحة فيه هروبا من الحرارة الشديدة التي تتميز بها المنطقة”، واستطرد حديثه: “لا يقتصر الأمر عليّ فقط فشباب المسيلة كلهم يعانون بسبب النقص الفادح في أماكن الترفيه والتسلية والهياكل المخصصة لاستقبالهم، وأدعو المسؤولين بالمناسبة إلى تدارك الأمر لأنّ غياب مثل هذه المرافق يؤثر سلبا على الشباب بولوجهم عالم الانحراف”.
وأضاف قائلا: “”إنّ الكثير منهم محروم من حقه في قضاء العطلة الصيفية بسبب ظروفه المادية الصعبة، فلا يجرأ حتى مجرد التفكير في التنقل لإحدى الشواطئ لقضاء أيام معدودات على ضفافه”.

نفس الرأي نقله إلينا “الحاج محمد”، الذي كان رفقة أبنائه في المكان للاستمتاع بمياه المنبع، قائلا: “يعد هذا المكان المفضل لديّ لأنّه يقع في منطقة رائعة، ويسمح لي ولابنائي بالاستجمام  والراحة، وأقوم بزيارة المكان أيضا قصد التداوي بمياهه بعد إصابتي بمرض المفاصل لأن دخلي محدود، بالاضافة إلى طبيعة هذا المكان الذي تميزه البرودة في فصل الصيف”. كما ذكر أنّ مياه المنبع تستعمل في شفاء العديد من الأمراض على غرار الروماتيزم وغيرها، وأنه مداوم على زيارة المكان منذ الثمانينيات عندما كان مجهّز بعدة غرف مخصصة لمعالجة النساء والرجال كل على حدى، إلى أن فاض واد القصب وحوله إلى حالته التي نقف عليها اليوم.
مرفق سياحي يعاني الاهمال  
وفي ذات السياق، أكّد “معاذ” أنه ما يزال يحافظ على زيارته الشبه يومية للمكان، وهي عادة ورثها عن والده المتوفى.
وأضاف قائلا: “أنا اليوم ألجأ إليه بصفة تلقائية، بل أكثر من هذا فأنا أفضّل حمام بلعريبي على التنقل إلى الشواطئ المتواجدة في مدننا الساحلية وتحمل مصاريف وأتعاب أنا في غنى عنها”.
وبشأن الإهمال الذي يعانيه هذا الكنز الطبيعي، قال صديقه “جمال” : “أدعو السلطات المعنية إلى إعادة الاعتبار لهذا المكان بإعادة تهيئته بشكل يعيد له وجهه اللائق به، باعتباره قطبا سياحيا يجذب إليه العديد من الزوار على مدار السنة، خاصة في موسم الاستجمام.
كما ألحّ “جمال” على ضرورة إنشاء هياكل  فندقية وتهيئة الطريق المؤدي إلى نبع حمام بلعريبي حتى يسترجع المكان بريقه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024