مكّنت القافلة التحسيسية الوطنية التي حطت بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بخميس مليانة في عين الدفلى من ترسيخ قناعة لدى النساء اللواتي أتين من عدة بلديات بضرورة مراقبة صحتهن، والكشف المبكر تفاديا لأخطار الإصابات السرطانية القاتلة بنظر الفرق الطبية والعائلات المتضررة.
الاهتمام بهذه الحملة التي تراها الطواقم الطبية عملية مستمرة دون انقطاع من شأنها محاصرة هذا الداء الخبيث، الذي يفتك بعشرات الضحايا في غفلة من أمرهن، تقول إحدى المقبلات على عملية الكشف المبكر من بلدية عين الأشياخ والتي وجدناها أمام المؤسسة الاستشفائية بخميس مليانة بصحبة مرافقتهن.
ويرى الفريق الطبي أنّ إقدام وزارة الصحة والمصالح الاستشفائية بالجزائر العاصمة على تنظيم هذه القافلة الوطنية التي وجدت في استقبالها والي الولاية رفقة الأطقم الطبية، مبادرة لقيت استحسان الجميع خاصة بولاية عملت فرقها الوقائية على تكثيف مجال التوعية والتحسيس بين أوساط النساء والمرأة الريفية، التي حظيت باهتمام كبير من طرف المصالح الصحية بعين الدفلى من خلال الخرجات الميدانية للهياكل الصحية المعتمدة من قاعات علاج وعيادات متعددة الخدمات، ووسائل نقل مختصة من سيارات إسعاف يؤطرها أطقم طبية مختصة. وجاءت هذه العملية استكمالا للبرنامج الوقائي الذي تسهر على تطبيقه مصالح مختصة في طب الأورام السرطانية.
ولعل دور المستشفيات العمومية بكل من خميس مليانة والعطاف ومليانة وعين الدفلى وكذا العيادات متعددة الخدمات، التي جندت مصالحها لتفعيل هذه الحملات التحسيسية التي تراها “فاطمة” و«خديجة” و«أم إلياس” مجالا للوقاية الصحية من خطر هذا الداء الخبيث، الذي صار لا يرحم، الى جانب مطالبات المرأة الدفلاوية بعدم تفويت الفرصة للتفاعل مع هذه الأيام التحسيسية والخرجات الميدانية للفرق الطبية المختصة.
فالواقع التشخيصي لهذا المرض بعين الدفلى يشير إلى نسب متباينة بين المناطق العمرانية الحضرية والمداشر الريفية بالبلديات المنعزلة في الإصابات بهذا الداء الخبيث، الذي يصيب النساء بمختلف أعمارهن، حيث يرجعها المختصون والأطقم الطبية إلى الثقافة الصحية لدى هذه الفئة التي تضم مستويات متباينة في الرصيد العلمي والثقافي.
وإن كانت هذه الفرضية ليست مقياسا لدرجة الوعي والثقافة الصحية، “فقد نجد في النهر ما لا نجده في البحر”، على حد المثل الشائع بين عامة الناس، يقول أحد الممرضين الناشطين مع هذه القافلة التي وجدت صداها لدى ساكنات المنطقة اللواتي اعتدن رفقة الجمعيات المحلية الناشطة في الميدان الصحي الوقائي، والتي أثبتت وجودها ميدانيا من خلال خروجها الميداني واحتكاكها اليومي بالنساء سواء اللواتي تعرضن للإصابة أو من شفين نهائيا من المرض بعد تضحيات ومعاينات متكررة عبر فترات متباعدة.