حوادث الدراجات النارية....المتعة التي تؤدي بصاحبها إلى الهاوية

فتيحة/ك

رغم أنها تحصد الكثير من الأرواح تبقى الدراجة النارية التجربة التي تستهوي الشباب وتجعلهم شغوفين بقيادتها، لأن متعة ركوبها لا يضاهيها شيء، لكن وعلى أرض الواقع فإن هذا السحر كان وراء الكثير من الحوداث المميتة، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية 3366 حادث بالدراجات النارية في السداسي الأول لـ 2014 حسب آخر الإحصائيات.

في هذا الاستطلاع حاولت “الشعب” نقل بعض الآراء حول الجنون الذي يصيب كل من يقود دراجة نارية، والبنشوة كبيرة التي تعتريه وهو يقودها بسرعة كبيرة فهل تستحق هذه المتعة أن تدفع حياتك ثمنا لها.
الدراجة النارية ..سحر لا يقاوم
«محمد- ب “35 سنة عامل بإحدى المؤسسات العمومية، يقول عن الموضوع:« لن أكذب عليكم إن قلت أنني لم أجرب قيادة الدراجة النارية والانطلاق بسرعة أشق عباب الرياح غير مبال بالقوانين أو أي شيء آخر ولكن منذ أن توفي صديقي إثر حادث مرور كان سببه عدم وضعه للخوذة جعلني أتراجع عن هذه الفكرة وأبيع دراجتي لأشتري سيارة صغيرة للتنقل إلى العمل”. وأضاف قائلا:« للدراجة النارية عند الشباب سحر خاص والكثير منهم يفضلها على السيارة، بل جُلهم تكون تجربتهم الأولى في السياقة بالدراجة النارية، ثم مركبة أخرى ولكن الملاحظ أن أغلبهم لا يستمر في ذلك كثيرا بسبب الخطر المحدق بقيادتها خاصة وأن أكثرهم يتهاون في الأخذ بشروط السلامة وتدابير الأمان”.
«جمال – ش« 22 سنة طالب جامعي بمعهد الأشغال العمومية بالقبة، يقول عن الدراجة النارية :« أنا من الشباب الذين يفضلونها على أي مركبة أخرى لأنها سريعة وغير معنية بازدحام الطرقات وتستطيع السير في أي مكان كان، لذلك اشتريت واحدة للتنقل إلى المعهد خاصة وأنه يقع على الطريق السريع ما يجعل الدخول والخروج منه فيه خطورة كبيرة ، ولكن مع الدراجة النارية لا أشعر بأي شيء من هذا”. ويستطرد قائلا:« في الحقيقة قيادتي للدراجة النارية لاقى رفضا واعتراضا كبيرا من والدي وحاولا كثيرا إبعاد فكرة شرائها عن رأسي ولكني صممت على ذلك واشتريت واحدة بـ 10آلاف دج، لتصبح الوسيلة التي أتنقل بها بصفة يومية، ولكن في المقابل لا أتهاون أبدا في ارتداء الخوذة لأنها من الأسباب الرئيسية للسلامة والأمان، وكثيرا ما تكون حوادث الدراجات النارية مميتة فقط لأن راكبها لم يتوخ الحذر المطلوب “.
بقي أسبوعا كاملا في قسم العناية
 الفائقة بسبب الدراجة النارية
 “وردة – ص« 56 سنة ربة بيت وأم لأربعة أبناء، تقول عن الدراجة النارية:« إلى جانب كونها ذات جاذبية خاصة جدا لدى الشباب هم يفضلونها لتنقلاتهم لأنها عكس السيارة السياحية التي تصبح عبئا ساعة الازدحام المروري الكبير الذي تعرفه شوارع العاصمة”، وتضيف قائلة:« كانت لي تجربة مريرة مع الدراجة النارية التي كانت سببا في دخول إبني الإنعاش لأسبوع كامل، بعد أن ذهب في جولة مع صديقه، ولم يضع الخوذة ما جعل رأسه أول ما يصاب عندما انقلبت بهما بسبب السرعة الكبيرة التي كان يقود بها صديقه، لقد عشت أيام عصيبة بسبب ذلك والحمد لله أن الأسوأ مضى ولكن الجيد في كل هذا أن الحادث كان الدرس الذي تعلمه إبني جيدا، فلم يعد أبدا إلى قيادتها”.
«كمال - ر« 50 سنة متقاعد، وجدناه بإحدى الساحات العمومية جالسا يقلب في صفحات الجريدة، سألناه عما تفعله الدراجة من حوادث على الطرقات فقال:«من منا لم تستهويه الدراجة النارية لقيادتها والذهاب بها بعيدا ولكن مع تقدم السن أجد أنها خطيرة وغير آمنة خاصة لمن لا يحترم إجراءات السلامة كارتداء الخوذة والسير بسرعة آمنة بعيدا عن المناورات الخطيرة التي كثيرا ما تكون سببا في موت أحدهم، ولن أخفي عليك حقيقة أنني كنت من الذين يقودونها بفخر وعزة لأنها تمنحك شعورا بالقوة والمتعة والقدرة على تجاوز الخطر ولكن اليوم أنا من ينصح أبنائي بالابتعاد عنها لأن الطرقات في هذه الأيام أصبحت خطيرة بسبب التجاوزات التي تحدث فيها وعدم احترام قانون المرور من سائقي العربات بكل أنواعها”. وأضاف قائلا:« تعلمون أن بعض الأنواع الخفيفة من الدراجات النارية لا تستدعي قيادتها رخصة سياقه، ما يجعلها في متناول الجميع، فأي شخص يستطيع استعمالها والخروج بها إلى الطرقات وإن كان غير ملما بقوانين المرور، ما يؤدي إلى مثل هذه الكوارث التي نشاهدها ونسمع عنها والتي تحصد في كل يوم أرواح الأبرياء”.
3366 حادث في السداسي الأول لـ2014     
وفي هذا الصدد أكد عاشور فاروق المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالحماية المدنية، أن مصالحه سجلت 3366 حادث مرور متعلق بالدراجات النارية في السداسي الأول لـ2014 ، وعرف شهر أفريل وحده حصيلة قدرت بـ 717 حادث.
وعن  الأسباب التي تقف وراءها أكد عاشور فاروق أنها تعود إلى تلك المناورات الخطيرة التي يقوم بها سائقو الدراجات، إلى جانب عدم ارتداء الخوذة، وكذا لامبالاة سائقي المركبات الأخرى بسلامة سائقي الدراجات النارية بكل أنواعها، أيضا عدم ترك مسافة الأمان والتجاوزات الخطيرة التي يكون سببها حب المغامرة  لدى سائقيها الذين يكونون في أغلب الأحيان شباب .
وفي حديثة لـ “الشعب”، صرح عاشور فاروق أن سائق الدراجة النارية ليست له الحماية الكافية لذلك عليه أن يكون حذرا ومحتاطا من كل الأخطار وعليه أيضا احترام قانون المرور مع تفادي التصرفات الخطيرة على سلامته خاصة عند سوء الأحوال الجوية.                

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024