حملـة تحسيسية للسلامـة المروريـة بجيجـل

الدخـول المدرسي.. بــين فرحـة التلاميـذ وهواجـس الطريـــق

خالد العيفة

مع كل دخول مدرسي، تتجدّد المخاوف في أذهان الأولياء من كابوس الحوادث المرورية التي غالبا ما تطال الأطفال بالقرب من المدارس، في ظل تهور بعض السائقين، وضعف ثقافة احترام قانون المرور، هذه المخاوف لم تعد مجرد هواجس، بل تحولت إلى وقائع متكررة تعكس غياب الوعي الكافي بخطورة الطريق على حياة التلاميذ، مما يستدعي تضافر جهود مختلف الفاعلين للوقاية قبل وقوع الفاجعة.

نظّمت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لولاية جيجل، بالتنسيق مع جمعية الرؤية، حملة تحسيسية توعوية تهدف إلى الوقاية من حوادث المرور بمحيط المؤسسات التعليمية، وذلك تحت شعار “الدخول الاجتماعي بلا حوادث... لنحترم قانون المرور”.
وانطلقت العملية ميدانيا، على مستوى المدرسة الابتدائية بونار عبد الحميد، الكائنة بمنطقة أولاد بونار التابعة لبلدية جيجل، وشهدت مشاركة فاعلة من أفراد الدرك الوطني وأعوان الجمعية والطاقم التربوي للمؤسسة، إضافة إلى أولياء التلاميذ الذين رافقوا أبناءهم في أول يوم من الدخول المدرسي.
بدأ، أفراد الدرك الوطني في استقبال التلاميذ عند مداخل المدرسة، حيث وزعوا عليهم مطويات وملصقات توعوية تتضمّن نصائح مبسطة حول العبور السليم للطريق، وأهمية استخدام ممرات الراجلين، وعدم الركض بين السيارات أو النزول من المركبات وسط الطريق، ولم تكتف الحملة التحسيسية بالتوجيه النظري، بل تضمّنت مشاهد تمثيلية حيّة لمحاكاة عبور الطريق، أشرف عليها عناصر الدرك، وشارك فيها التلاميذ بشكل تفاعلي، ما أضفى طابعا تربويا ممتعا على النشاط، كما تمّ التواصل المباشر مع الأولياء المرافقين، لتذكيرهم بدورهم التوعوي الأساسي داخل الأسرة، خصوصًا في المراحل الأولى من تمدرس الطفل.

مستعملو الطريق في دائرة التوعية

وفي موازاة ذلك، تمّ توجيه الحملة أيضا إلى مستعملي الطريق، خاصة السائقين الذين يعبرون محيط المؤسسات التربوية، حيث تمّ توقيف المركبات وتوزيع قصاصات توجيهية تتضمن رسائل مختصرة تحث على تخفيض السرعة، تجنب استعمال الهاتف أثناء السياقة، والانتباه التام عند الاقتراب من المدارس ومراكز الطفولة، حيث تؤكد المصالح المنظمة أن هذه المبادرة تأتي في وقت تسجل فيه حوادث دهس مقلقة خلال الدخول الاجتماعي كل سنة، أغلبها ناتج عن التهور أو قلة الوعي، وتكون ضحاياها في الغالب من الأطفال.
وقد لاقت المبادرة استحسانا واسعا من طرف الطاقم التربوي وأولياء التلاميذ، الذين ثمنوا هذا النوع من الحملات الوقائية، معتبرين أن السلامة المرورية تبدأ من الوعي الأسري وتنتهي بالتقيد المجتمعي بالقانون.
ومن جهته، عبّر، مدير مدرسة بونار عبد الحميد عن شكره الخالص لمصالح الدرك الوطني على هذه المبادرة النوعية، والتي وصفها بـ«الخطوة التربوية قبل أن تكون أمنية”، مؤكدًا أن المدرسة تظلّ فضاء للتربية على السلوك المدني لا مجرد تلقي للدروس.
كما وجّه المنظمون شكرهم لجمعية الرؤية على دعمها المستمر، وللأولياء الذين أبدوا تفاعلاً إيجابيًا، وللسائقين الذين أظهروا تجاوبًا وتفهّمًا لحساسية المرحلة.
وتندرج هذه الحملة ضمن برنامج وطني أطلقته قيادة الدرك الوطني، ويمتد من 18 سبتمبر إلى 02 أكتوبر 2025، ويهدف إلى تعزيز ثقافة المرور لدى مختلف فئات المجتمع، وبالأخص الفئات الهشة كالأطفال والمتمدرسين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19886

العدد 19886

السبت 27 سبتمبر 2025
العدد 19885

العدد 19885

الخميس 25 سبتمبر 2025
العدد 19884

العدد 19884

الأربعاء 24 سبتمبر 2025
العدد 19883

العدد 19883

الثلاثاء 23 سبتمبر 2025