مهنة تنتشر في أوساط الشباب البطال

حراس الشوارع والأسواق بقالمة يعيدون الثقة و شركاء في محاربة الجريمة

ڤالمة: أمال مرابطي

بات من المألوف رؤية أشخاص مكلفين بالحراسة في الأسواق و الأحياء بعدما تفشت السرقة و الاعتداءات على السكان في مختلف شوارع قالمة، ورغم وجود عناصر الأمن، إلا أن الواقع أتبث ضرورة توظيف من هم على استعداد لحماية الممتلكات والاشخاص مقابل أجر متفق عليه ...

تجوّلت “الشعب” في بعض الأسواق الشعبية واقتربت من المتوافدين عليها و أصحاب المحلات لتتعرف على هذه المهنة التي تستهوي شباب بطال لا يريد إلا مبلغ مالي يسد حاجته و يكفيه شر الاجرام و سؤال الناس .

 سرقة في وضح النهار  
بمجرد أن فتحت “الشعب” الموضوع مع بعض التجار أسهب (نذير ـ ب. ) وهو بائع بمحل للأفرشة بشارع التطوع قائلا:  “إن المعاينة لوظيفة هؤلاء الحراس تكشف أنهم لم يخضعوا لأي تدريب، كما أنهم يجهلون القانون مما دفعهم الى التمادي على حقوق الغير واكتساب نفوذ خارج كل القوانين المعمول بها، ومن ناحية أخرى فوضعهم الاجتماعي السيء أجبرهم على امتهان هذه المهنة بدل اللجوء للاعمال غير المشروعة وامتهان السرقة”.
«كمال / س - ن 40 سنة” مقيم بإحدى العمارات بالحي الشعبي المعروف بـ “الباتني” صرح لـ “ الشعب” قائلا : الحارس يقدم خدمات جليلة للمواطنين، الى جانب عناصر الأمن، فرق واحد بينهما أن الاول يتقاضى أجرا هزيلا و لا يستفيد من التعويضات والعطل و التغطية الصحية و نظام التقاعد.
وأضاف “كمال_س” قائلا: “الحارس هو الشخص الذي يعمل من أجل كسب قوت يومه مهما كلفه ذلك، ويكاد يخلد للنوم حتى يستيقظ للسهر من جديد، وهكذا دواليك، والحارس أيضا لا يعمل من أجل تحقيق أهداف معينة، بل عمله تغلب عليه العشوائية لذلك سرعان ما يصاب بأمراض الضغط الدموي والأعصاب وغيرها”.
أما “ نادية- ع.” فتحدتث هي الأخرى عن الفوضى الحاصلة بالأسواق و ما تعانيه بعض الاحياء بسبب انتشار المنحرفين فيها بما يستوجب توفير الحراسة فيها قائلة :«رغم وجود الامن بالاسواق إلا انه لا يكفي في خضم الفوضى الحاصلة خاصة في شارع “التطوع” ، فيوميا يتعرض المواطن خاصة النساء للسرقة، و أنت تتجول بشوارع قالمة تسمع كلاما بذيئا يصدر من بعض الاشخاص بسبب تذمرهم من هؤلاء الشباب و سلوكاتهم العدوانية التي أصبحت مألوفة في مثل هذه الاماكن . وواصلت حديثها قائلة: “الكثير من النسوة نشلت منهن محفظتهن اليدوية، يضاف الى ذلك سرقة النقوذ من جيوب المواطنين باستخذام الشفرات الحادة، أو السطو على الهواتف النقالة.
أما بشأن الشباب الذي يشتغل في الحراسة قالت: “نادية_ع” : “طبعا لا أرغب في الحديث عن هؤلاء الشباب لأحرمهم من عملهم، فهم يجدون فيه  ما يعينهم على تلبية حاجياتهم اليومية، ومن جهة أخرى أجد أن عملهم بدون وثائق أمر غير طبيعي، و أرى بأن الحل لمثل هذه المشكلة في أن يؤسسوا جمعية ترعى حقوقهم و تناضل من أجل تجسيد مطالبهم، وطبعا وجودها سيكون السبيل الوحيد ليعملوا في اطار منظم”.
و في ذات السياق، حدثنا “كريم _ف.” صاحب محل بشارع “ التطوع “عن تكرر حالات السرقة بالاسواق قائلا: “من الأمور المثيرة للدهشة أن أرى مشاهد غير عادية تتكرر باستمرار، وأن من يصنعها أطفال صغار لا يتجاوز سنهم الخامسة عشر، اعتادوا التهجم على النساء من أجل سرقتهن ....آخر حادثة وقعت منذ يومين فقط ...لطفل صغير يترصد سيدة تحمل طفلة صغيرة، كانت تتأهب لصعود حافلة بإحدى المحطات الواقعة بشارع التطوع ...وتمكن من فتح الجيب الخلفي لحقيبتها واستولى على هاتفها النقال ...فاسغاثت بأحد أعوان الأمن الذي كان على مقربة من المكان و نصحها بالتوجه الى مركز الشرطة و تقديم الشكوى”.
وشدد “كريم_ف.” بوضع حد لمثل هذه التصرفات المشينة بتكثيف تواجد أعوان الامن في الاسواق قائلا: “رغم المجهوذات التي يبذلها الشباب في الحراسة مقابل مبلغ من المال إلا ان السرقة مستفحلة، حتى أن الوضع بات يرعب حتى هؤلاء الشباب الذين يمارسون هذه المهنة لأنهم لم يسلموا هم أيضا من اعتداءات هذه المجموعات المنحرفة ...
 الحارس ... يواجه المخاطر مقابل مبلغ زهيد

«الحارس” أو “العسّاس” عمل اختاره الكثير من الشباب في قالمة لضمان قوت يومهم، يسهرون يوميا على سلامة الأشخاص والممتلكات لتوفير الراحة للمواطنين، و لو كلفهم ذلك حياتهم بسبب خطورة هذه المجموعات المنحرفة
«منير ـ ع.” شاب في الثلاثين من العمر يشتغل كحارس بمجمع للسيارات الكائن بحي “الفجول” بقالمة صرح لـ “الشعب” قائلا: الحراسة عمل متعب ومرهق كما أن صاحبها لا يستفيد من الحقوق التي يستفيد منها العمال، كالتغطية الصحية، والضمان الاجتماعي والتعويض عن الاخطار ... ففي ظل الظروف المادية الصعبة للبعض تحولت الى مهنة من لا مهنة له ...
وواصل “منير- ع.” حديثه قائلا: “أعاني من صعوبات كثيرة بسبب طبيعة هذا العمل ...فأنا أحرس من الساعة الثامنة مساء الى غاية التاسعة صباحا، بمعدل ثماني ساعات يوميا ...أتجول خلالها بين عدة شوارع لضمان أمن المحلات التجارية، حيث أصبح أصحابها اليوم ينامون مرتاحي البال ...
أما نور” الدين - ب.” فيروي لنا ما صادفه أثناء ممارسته للحراسة قائلا: “أجد نفسي و في كثير من الاحيان وجها لوجه مع الجماعات المنحرفة ...” وأخبرنا أن وجوده بالمكان له دور ايجابي حيث أخبرنا أن المارة بهذه الشوارع يتعرضون للسرقة باستخدام السلاح الابيض إلا انه ككل مرة يتدخل ويمنع مثل هذه الممارسات ...
وأضاف نور الدين قائلا: “أعمل كحارس ليلا مقابل أجرة يحددها أصحاب المحلات التجارية والمنازل وأصحاب السيارات التي يتم ركنها في الشارع ...
مؤكدا أن ما يتقاضاه غير كاف لسد حاجياته خاصة أمام حجم الخطر الذي يتهدده باستمرار .. وتبقى مثل هذه الأماكن تحتاج إلى قوة القانون بتكثيف تواجد الشرطة فيها ...لردعها نهائيا من أجل استعادة السكينة  والطمأنينة في هذه الشوارع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024