مواقـع إلكترونيـة طبية أم عيـادات

استطلاع: دليلة أوزيان

- آراء متضاربـــة تنقلهــا « الشعــــــــب»

- بقــاط رئيـــس مجلــس عمـادة الأطبـــــاء: خطــــر  داهــــم

تلعب التقنيات الحديثة في تكنولوجيا الاتصالات كالأنترنيت وما يتضمنه من مواقع إلكترونية في مجال الصحة دورا مهما في نشر المعلومات المتعلقة بالأمراض والعلاج و أضحى التنامي الكبير لها يشكل خطرا حقيقيا على المرضى، لأنها تجعلهم فريسة سهلة لها، من خلال نشرها لمادة إعلانية تجلب الاهتمام وذلك من أجل البحث عن استشارة طبية و دواء يناسب حالتهم المرضية.

لتسليط الضوء على الموضوع نقلت «الشعب» آراء هذه العينة في ظل غياب الرقابة على المواقع الإلكترونية.
اللّجوء إليها مرتبط بالمشاكل الصحية البسيطة
صرّحت لنا الصحفية “سهام –ب” قائلة: “أنا شخصيا أحب المواقع التي تزودني  بمعلومات عن الصحة... وأعني هنا كل ما يتعلق بالأكل الصحي أو نوع الرياضة التي يجب ممارستها للحفاظ على توازن الجسم... أضافت “سهام - ب« قائلة: ما يهمني أيضا في هذه المواقع الإلكترونية المتخصصة في الصحة هو معرفة أسباب الإصابة ببعض المشاكل الصحية  البسيطة،  خاصة تلك الوصفات التي يقدمونها عن كيفية علاج تساقط الشعر، أو علاج مشاكل البشرة سواء كانت جافة أو ذهنية، لأن من يقدم هذه النصائح مختصون لا يراودني أدنى شك في ذلك ... لكن يجب دائما الحذر في أخذ المعلومة، وذلك باستشارة الطبيب المختص لأنه -حسب رأيي- يمكن لأي شخص تسريب معلومات في شبكة الانترنيت بالنظر الى المواقع الاكترونية الكثيرة التي تبث المعلومات بشكل مذهل و سريع.
 أضافت “سهام –ب” قائلة: “بدأت اهتم بتصفح تلك المواقع الالكترونية المتعلقة بالصحة حين مرضت شقيقتي بداء السكري، فأردت أن أعرف سبب الإصابة به وما هي الوجبات التي ينبغي تفاديها كي لا ترتفع نسبة السكر في الجسم وغيرها من المعلومات... شئنا أم أبينا على حد قول “سهام-ب” فإن مثل هذه المواقع لها دور تثقيفي كبير خاصة إذا علمنا بأن بعض الاطباء لا يتقنون لغة الاتصال والتواصل مع المريض، و هو ما يضطره الى اللجوء الى هذه المواقع ...و هنا أؤكد أن اللجوء إليها مرتبط بالمشاكل الصحية البسيطة ....أما بالنسبة للأمراض الخطيرة فينبغي استشارة الطبيب ...
شاطرتها الرأي مريم – ن، تعمل بإحدى الصيدليات الكائنة بباب الوادي قائلة:
«أن مثل هذه الظاهرة أوجدتها التكنولوجيا الحديثة، وأعتقد أن فيها الكثير من الايجابيات من حيث أنها تزيد من ثقافة المريض، أو أحد أفراد عائلته بخصوص الأمراض التي يريدون معرفتها... و لكن من جانب آخر قد تكون عدم المعاينة المباشرة للمريض في حد ذاته  قد يؤدي إلى تشخيص خاطئ للحالة، و بالتالي من شأنه أن يغلط المريض وأسرته إن أرادوا معرفة المزيد ... و ختمت مريم –ن رأيها قائلة: “يبقى دائما اختيار طبيب خاص و زيارته باستمرار، و أخذ نصائحه هي أحسن طريقة لعلاج المريض . خاصة وأن تشابه الأعراض -على حد قولها- لا يعني وجود نفس المرض ....و أعطي مثال في هذا الشأن بمشكلة صحية يعاني منها الكثيرون كصداع الرأس التي قد يكون مصدرها ضغط دموي أو ورم في الرأس.... و للتأكد من ذلك يستدعي الأمر زيارة الطبيب .

أما “نوال –س “ أستاذة في مؤسسة تعليمية بالعاصمة أدلت برأيها بشأن هذه المواقع الالكترونية قائلة: “يعتبر التداوي عبر الانترنيت، امر ضروري بالنسبة لي، فأنا شخصيا اعتمد على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك في المجال الصحي.
وأضافت “نوال-س” قائلة : “إن مثل هذه التكنولوجيا الحديثة تجعلني في تواصل دائم مع طبيبي المعالج لمتابعة حالتي ....و تسمح لي بالاتصال به بسهولة كبيرة خاصة إذا استحال علي زيارته في عيادته الطبية ... وأذكر أن  الفايس بوك من أهم الوسائل التي يعتمدها بعض الأطباء و المرضى لمتابعة العلاج، وهو ما يسمح  بقاء الاتصال بينهم و بانتظام، لاطلاعهم على جديد حالاتهم الصحية قبل التنقل إليهم  بصفة مباشرة.
وأوضحت “نوال –س”“ قائلة:« بالنسبة لي تعد مثل هذه الخطوة منطقية بالنظر الى التطور الذي عرفه ميدان الاتصال، ولكن من جهة أخرى تبقى الصلة المباشرة بين الطبيب والمريض هي الأحسن لتشخيص الحالة، لأنه يرى كل تفاصيل المرض بدقة كما أن رؤيته ليس كوصف المريض لحالته الصحية و بالتالي سيكون تشخيص الطبيب لحالته خاطئا، لذلك يجب عدم جعل الأنترنيت نقطة وصل بين المريض والطبيب ...
مواقع يُجهل مصدرها تهدد صحة متصفحيها
حذّر رئيس مجلس  عمادة الأطباء الدكتور محمد بركاني بقاط من استخدام الكثير من الجزائريين للمواقع الالكترونية الطبية بهدف تشخيص حالتهم المرضية و معالجة أنفسهم دون استشارة الطبيب بعد أن قربت وسائل التكنولوجيا الحديثة المسافات و كسرت الحواجز بعبور الحدود والحصول على المعلومات الطبية عبر شبكة الانترنيت بمجرد نقرة ...                                                                
وأكد الدكتور بقاط  في سياق حديثه لـ “الشعب” أن الخطورة تكمن في العدد الهائل لمثل  هذه المواقع الالكترونية، التي قد يجهل مصدرها، مما يرهن صحة المرضى ويعبث بسلامتهم، و ذلك -على حد قوله- بوصفها أدوية لهم، ليتم اقتنائها من عند الصيدلي الذي يتهاون هو الآخر بسلوكه اللامسؤول في إلحاق الضرر بالمريض وذلك ببيعه الدواء دون وصفة طبية، لذلك فهي تعد في غاية الأهمية، حيث يستدعي الأمر القيام بزيارة للطبيب في عيادته لتشخيص المرض الذي يعاني منه بدقة متناهية، بصفته خريج جامعة، درس لسنوات طويلة جميع الأمراض التي تصيب الإنسان والعلاج المناسب لمختلف الحالات، أما إذا تعلق الأمر بالجانب الوقائي، نصح الدكتور بقاط بالعودة الى الموسوعة الطبية لمعرفة أسباب الأمراض و التزود بكافة المعلومات التي تقدمها على غرار ماكان معمول به في السابق.
والأهم من هذا وذاك قال رئيس مجلس عمادة الأطباء محمد بركاني بقاط أن ما يخفى عن الكثير من المرضى بأن المواقع الالكترونية الطبية قد يكون وراءها مخابر صيدلانية أجنبية تتخذ منها منابر للترويج للأدوية التي تنتجها حتى وإن كان ذلك بالتلاعب بصحة الأفراد ... و حتى لا يقع المريض ضحية لها داعيا المرضى  إلى استشارة الطبيب لا أكثر و لا أقل لأنه الأجدر بوصف الدواء الذي يراه الأنسب و الأكثر فعالية. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024