الضّريح الملكي الموريتاني بتيبازة

شاهد على التاريخ و الحضارات القديمة

علاء ــ م

يعتبر الضريح الملكي الموريتاني من بين اهم المواقع الأثرية التي تزخر بها منطقة تيبازة، لازال شاهدا على مرور حضارات عريقة بالمنطقة أرخت لعدّة أمم و أقوام وجنسيات، الا انّ الذي يلفت الانتباه في ذات الموقع لاسيما خلال الفترة الصيفية كونه يعتبر منطقة رطبة بامتياز، بحيث يضطر الزائر أحيانا الى الابتعاد عن منطقة الظل للاستقرار تحت أشعة الشمس عن طريق الطواف بالهيكل التاريخي بالنظر الى شدّة البرودة التي توفرها الأشجار المحيطة من جهة وعلو المنطقة من مستوى سطح البحر من جهة اخرى.
ومن ثمّ فقد ساهمت هذه الميزة الطبيعية في جلب المزيد من الزوار والسياح لتفقد الضريح طيلة أيام السنة، إلا أنّ وتيرة الإقبال تزداد خلال الفترة الصيفية، حيث تقصد العائلات القادمة من كل حدب
وصوب هذا الموقع طلبا للراحة من جهة والاستمتاع بنقاوة الهواء وجمالية المنظر من جهة اخرى، مفضلة بذلك المكان على الشواطئ التي تزخر بها تيبازة التي تعجّ بالمصطافين طيلة موسم الاصطياف.
وتجدر الإشارة أيضا الى أنّ الإجراءات التقنية المتخذة خلال السنوات الأخيرة على مستوى الضريح، أسهمت إلى حدّ بعيد في جلب المزيد من السياح الذين يعجّ بهم الموقع لا سيما يومي الجمعة
والسبت، إلا أن هؤلاء اجمعوا على عدم جدوى غلق باب الضريح منذ فترة طويلة دون فتحها من جديد أمام رغبة الزوار الملحة للاطلاع على المكونات الداخلية للضريح، إضافة الى غياب مرشد سياحي رسمي لأسباب لم يقنع السياح بالنظر الى الأهمية التاريخية والسياحية التي ترتبط بذات الموقع.
وقد وقفت «الشعب» على الموقع  وسجلت حركة مزدحمة بالمصطافين، لينافس بذلك شواطئ ولاية تيبازة التي تستقطب هي الاخرى أعدادا هامة من المصطافين،
وأصبح الضريح الملكي الموريتاني بدوره يجلب المزيد من السواح المحليين والجالية الجزائرية بالخارج أيضا، مع الاشارة الى انّ أغلبهم يفضّل قضاء يومه في الضريح الملكي على الشاطئ لجمال هذا الموقع وتاثيره الايجابي على نفوس المصطافين، إذ لم يخف هؤلاء إعجابهم بسحر الطبيعة الخلابة ونظافة الموقع
ووفرة الأمن به.
  في ذات السياق أكد أحد المسؤولين القائمين على الضريح، على وجود مساع جادة لإعادة فتح باب الموقع مستقبلا عقب إجراء تحقيق حول القضية بجمع مختلف الملابسات التي تقف وراء قرار الغلق المتخذ بشأنه خلال سنوات العشرية السوداء التي لحقت ببلادنا، ومن ثمّ تعيين مرشد سياحي دائم توكل له مهمة إرشاد السياح عن مختلف الجوانب التاريخية
والسياحية للضريح، الا انّ ذلك يحتاج الى دراسة جدّ متأنية ودقيقة لها علاقة وطيدة بالجانب الأمني على وجه الخصوص، ولن يكون مجديا اتخاذ قرار ارتجالي بفتح الباب أمام الزوار بدون مراعاة أمنهم وراحتهم.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024