بالطّريق الوطني رقم 01 قبالة حظيرة الشريعة

فضاء الفخار بالمدية قبلة للعائلات

المدية: م ــ أمين عباس

ألعاب تستهوي الأطفال ومثلجات منعشة

 تفضّل الكثير من العائلات المحافظة بالمدية ومثيلاتها بالبليدة قضاء عطلتها الصيفية بالوادي أسفل فضاء الفخار الواقع بالطريق الوطني رقم 01 قبالة جبال حظيرة الشريعة، هروبا من الحر وكسر الرّوتين واكتشاف المحيط  الأخضر والطّبيعة الساحرة.
«الشعب” عاشت هذه الاجواء وتنقل تفاصيلها.
ترافق عادة العائلات أبناءها إلى هذه المنطقة التابعة اداريا إلى كل من بلديتي الحمدانية  وتمزقيدة خاصة في نهاية الأسبوع، حيث تستمع الأسر بالهدوء والطمأنينة، كما تجد غالبيتها الفرصة مواتية لنصب “الباربكيو” وأكل ما طاب من الشواء، وافتراش الأرض على حافة الوادي لارتشاف الشاي في جلسة حميمية تلتئم فيها شمل جميع افراد العائلة.
  بين مستمتع بهذه الواجهة العذراء  ومنتهز لفرصة غسل سيارات ومركبات  الوافدين الى المكان، أكد لـ “الشعب أحد الاعوان العامل في ميدان الخدمات بفضاء الفخار، بأنه بالرغم من المجهود الذي قامت به محافظة الغابات في مجال تهيئة حافة الوادي وفتح صنابير الماء لقاصدي شبه المنتجع السياحي، لازال الفضاء المختص في بيع المواد التقليدية والهدايا يشهد تراجعا كبيرا خاصة في السنوات الأخيرة في عدد الوافدين عليه.
 وسبب ذلك سوء المعاملة التي يتلقاها عديد الأشخاص عند دخولهم إلى هذه القرية السياحية من طرف أعوان الحظيرة، وما يترتب عنه من مشاداتن وملاسنات. وهو ما وقفت عليه “الشعب” خلال زيارتها للمكان، حيث نشب شجار بين شاب مكلف ببيع تذاكر الحديقة ورب عائلة كاد ان يؤدي الى مالا يحمد عقباه، فبدلا من تطبيق سعر رمزي يساعد الأسر على تذوق سحر هذه الواجهة، تجد العائلات نفسها مجبرة على  دفع رسوم غير مبررة، ما يؤدي الى مثل هذه المشاحنات.
 يرجع هذا المتدخل إحدى المشكلات العويصة التي باتت تهدد الباعة ومقدمي الخدمات بهذا  الفضاء، إلى تغيير استغلال ملكية المحلات من بلدية الحمدانية إلى بلدية تمزقيدة، فضلا على غلق المقهى الوحيدة بهذه المنطقة والتي كانت إلى حد قريب مقصد عشاق السياحة الجبلية، إلى جانب نقص في الإنارة العمومية ليلا، وكذا سوء تسيير القمامة والفضلات،  وعدم وجود دورات مياه ماعدا واحدة، حيث أصبح وجود شخص مسير لهذا الفضاء غير  كاف للتحكم في الوضع.
 وأبدى أحد الزوار بهذا الفضاء بعد عودته بمعية آخرين من رحلة قضوها على شاطئ البحر بقصر البخاري جنوب ولاية المدية،
اعجابه الكبير بالخدمات المقدمة بهذه القرية السياحية، وايدته في الرأي سيدة مقيمة  بأعالي عاصمة التيتري، مؤكدة بأنها جاءت مع حفيدتها من ولاية الشلف من  اجل الترفيه عن النفس والتسلية، معتبرة  أسعار المواد والخدمات المقدمة بالمعقولة الى حد ما، بينما انتقدت الطفلة “سمية” صاحبة 14 سنة ربيعا، بعض مكامن النقص بهذا الفضاء لعدم حديقة تضم ألعابا خاصة بالاطفال، مشيرة في سياق حديثها أنه رغم كل هذا فإن حرارة  المدية أرحم من تلك المعاشة بولايتها بالشلف.
 تتهافت العائلات على اقتناء مستلزمات المنزل  المصنوعة  من الطين والخشب  كالقدر والقلال والحلي التقليدية قصد تقديمها كهدايا للأقرباء في موسم الأفراح، من بينهن  سيدة قدمت من انجلترا اعتنقت الدين الإسلامي منذ سنوات وزوجة الشاب سليم مولاوي، مهندس كهربائي من عمق ولاية البليدة، وجدناها صدفة بهذه المنطقة تجول  وتصول بمحلات الفخار برفقة أمها التي فضلت قضاء بعض من اجازتها بالجزائر العميقة بدءا من الشريعة ثم هذه الحديقة إلى غاية غرب الجزائر الأيام القادمة، حسب زوج  ابنتها.
 تصنع السيارات الصغيرة ملاذ وفرحة الأطفال بسعر يقدر بـ 50 دج، حيث تسيطر سفينة الصحراء “الجمل” على أجواء الحديقة رغم ارتفاع تسعيرة امتطائها بنحو 150 دج للرحلة، واغتنمت السائحة الأجنبية   وجود “الشعب” بعين المكان للحديث عن النقائص بالمكان كالأماكن المخصصة لرمي القمامة، وعدم وجود دورات للمياه، بينما عبر زوجها عبر عن رأيه قائلا: “مشكلتنا اليوم في عدم انتعاش السياحة الجزائرية هي  الرمي العشوائي للفضلات خارج الأماكن  المخصصة لها دون أدنى شعوربالمسؤولية”.   
شاي، حلويات ومرطبات
   أكد لـ “الشعب” مسألة انخفاض التوافد على هذه المنطقة بسبب تغير درجة الحرارة، كون أن هناك شباب منحرف قام بسرقة الحنفيات من منطقة التوسع العمراني، بما في ذلك سلات المهملات، عقب مغادرة أحد المستثمرين في ألعاب الأطفال عاصمة التيتري، داعيا هذا المهني الصغير إلى ضرورة ارجاع هذا الفضاء الترفيهي وتسخير أعوان للأمن للسهر على حماية المكان من الاعتداءات، وكذا توفير الإضاءة الليلية، لتمكين العائلات من التمتع بأوقاتها إلى ما بعد المغرب، سيما تلك التي تقصد هذه المنطقة،  والتي تسمح لهم بالعودة إلى منازلهم وقت ما يشاؤون.
 في حين تبقى “لحية بابا” والمثلجات  والشاي والكاوكاو أكثر الخدمات طلبا لدى قاصدي هذه المنطقة، بالرغم من تعطل النافورة والتحرش الجنسي الذي يطال بعض الفتيات بطريقة غير مباشرة من طرف مراهقين.
 ففي هذه الجولة التي قادتها “الشعب” إلى  قلب هذه المنطقة، استشعرت لدى قاصديها حالة من الخوف الشديد بسبب عدم وجود منشأة فنية تحميهم من خطر وجنونية  المركبات، سيما عند شروع المواطنين في  عملية قطع الطريق ، وبخاصة عندما تغيب أعين أصحاب البدلة الخضراء، في وقت تجد جل العائلات التي تقصد محلات الشواء بالحمدانية ضالتها في أكل الشواء من خلال دعوة أفراد العائلة إلى وجبة خارج أسوار مطاعم منازلهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024