أجهزة ولواحق المعوقين

ضرورة التوجّه إلى النّوعية والعمل بالمقاييس

جمال أوكيلي

دعت السيدة فلورة بوبرقوت رئيسة جمعية “البركة”، مسؤولي الديوان الوطني لأجهزة المعوقين ولواحقها إلى إدخال تحسينات على الكراسي المتحرّكة المخصّصة لهذه الفئة، وهذا بإدراج المقاييس المتعارف عليها في مثل هذه الصّناعة الحيوية.
وأبدت فلورة تأسّفها للعيّنات التي اشترتها من هذا الدّيوان والمقدّرة بحوالي ٤٥ مليون سنتيم، لتكتشف  بأنّ تلك الكراسي تضرّ كثيرا بالمعوقين، لا من حيث صعوبة إيجاد الوضعية اللاّئقة أو بالأحرى المريحة، ولا من حيث الشّعور بالإحراج في بروز قضبان من الحديد تؤثّر مباشرة في جسم المعوّق.
ونظرا لهذه المعاينة الملموسة، ارتأت فلورة مراسلة المدير العام للديوان تخطره بالسّلبيات التي تنجم عن إنجاز هذه الكراسي، ومقابل ذلك ضرورة الاسراع في إصلاحها في ورشاتها الموجودة بتيقزيرت بولاية تيزي وزو.
وإلى غاية يومنا هذا، فإن إدارة هذا الديوان تلتزم الصّمت المطبّق ولا تتواصل معنا ولا ندري لماذا؟ مضيفة في هذا الشّأن بأنّ استمرار الحال على هذا المنوال يحتّم الذّهاب إلى اقتناء ذلك من عند الخواص، الذي يبيع هذا المنتوج بسعر خيالي لا يسمح أحيانا بالتقرب منه.
وترى فلورة بأنّ الكراسي المتحرّكة ذات النّوعية الرّديئة لا تحتمل مواجهة التّهيئة السيّئة للطّرقات والأرصفة، ففي فترة وجيزة يسجّل تلاشي الكثير من لواحقها خاصة العجلات وزوال المادة الفضية، وتمزّق أجزاء من الجلود على مستوى المقعد والظّهر.
لذلك فإنّ هذه الجهات المسؤولة عن صناعة الكراسي المتحرّكة مطلوب منها أن تلتزم تجاه المعوقين وبخاصة المتمدرسين، وهذا بتعويضهم بكرسي كل سنة، وهو نفس الشيء بالنسبة للكبار، المطلوب بأن يعوّضوا كل ٣ سنوات على الأقل بسبب سرعة تأثّر الكراسي بالمحيط.
هذه التّحفيزات والتّشجيعات، لابد من أن تتوفّر لدى هؤلاء المتعاملين نظرا للفئات التي يتعاملون معها، إلا أنّ الحال غير ذلك في الواقع، فالكل يلهث وراء ما يعرف بالتّجارة والربح، هذا ما يؤثّر حتما على النظرة الاجتماعية تجاه هؤلاء المعوقين، الذين يعانون في حياتهم اليومية.
وتعتبر رئيسة جمعية “البركة” بأنّ هذا القطاع الخاص بأجهزة المعوقين مربحا إلى درجة كبيرة، بدليل أنّ العديد من المحلات للبيع تفتح هنا وهناك، خاصة وأنّ ما تخلّفه حوادث المرور يقدّر بالآلاف يستدعي تدخّل السّلطات العمومية لتنظيم هذا الجانب، وعدم تركه يقع في أيدي أناس غير مهنيّين قد يحوّلونه إلى “بزنسة”، وهذا ما يخاف منه المشرفين على هذه الفئات الهشّة، خاصة المجتمع المدني الذي تنبثق عنه الجمعيات التي تتكفّل بهؤلاء الأشخاص الذين تعرّضوا لإصابات شتّى.
وأثارت فلورة نقطة حسّاسة جدا، وهي المتعلّقة بغياب استرجاع الكراسي المتحرّكة المعطّلة، أي التي تعرّضت لحادث معين نجم عنها فساد جزء من أجزائها الحيوية. ولدى جمعية “البركة” حوالي ٢٠٠ كرسي متحرّك، ونظرا لانعدام ورشات متخصّصة لإصلاحها فهي ملقاة في مستودعات هكذا بدون وجود من يسعى لأخذهم على عاتقه، مشيرة في هذه الاطار إلى امكانية استغلال شباب “أونساج” عن طريق ورشات صغيرة بإعادة تجديدهم وبيعهم بأسعار معقولة بعيدا عن كل هذا التّبذير الملاحظ في الاستبدال المفرط لأجهزة المعوقين، وخاصة الكراسي المتحرّكة، وهي دعوة مفتوحة للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب لاقتحام هذا الاختصاص الذي لم ننتبه له بحكم عدم التّرويج لهذا الجانب، حتى وإن تطلّب مجهودا جبّارا..لكنه سيعود بالفائدة على الجميع.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024