تعــــــدّدت الطــــــرق فــــــي معاملــــــة الأوليــــــاء للأبنــــــاء

عقـــاب النظـــرة أكثـــر قسـاوة وألمـــا

تتعدد طرق العقاب وتختلف من أسرة لأخرى وفقاً لثقافتها وما تربت عليه واعتادت، وهناك طرق للعقاب من دون التفوّه بكلمة كـ «النظرة»، التي تأتي بمثابة تنبيه أو عقاب من قبل الأب أو الأُم لطفلهما بأنَّه أتى بفعل خطأ.

«أخشى نظرة والدتي”
ريما - ب 15عاما تلميذة بإكمالية حي البدر بالعاصمة: “نعم أخشى من نظرة أمي، فعندما تنظر إليَّ بقوة معناها أني ارتكبت خطأ لهذا كثيراً ما أخشى النظر إليها أو الجلوس أمامها في المناسبات العامَّة، واذكر في مرة نظرت إليَّ نظرة لم أكن أعرف معناها وقلت لها «ماما لماذا تنظرين إليَّ هكذا»، فكان ردها إنها تحدثت أمام خالتي بموضوع لا تريد أحدا أن يعرفه، من وقتها أصبحت أعمل حساباً لكلامي وأتجنَّب النظر إليها.”
وفاء – ح  - 38 عاماً، معلمة قالت عن الموضوع: “بحكم أني البنت الكبرى فكل تصرف كان محسوباً عليَّ، فكانت والدتي دائماً ما تنبهني أنا وإخوتي أن نتصرف بأسلوب حسن في وجود الأهل والأقرباء، ولا نتحدَّث كثيراً، وان ننظر في عينها لأنَّها ستنبهنا بالنظر إن أخطأنا، وبالفعل كنت دائماً ما أحاول الجلوس أمام أمي والنظر لها باستمرار طوال الوقت لكي أراقب نظرها، هل أخطأت أم لا، وكنت أخشى أن أخطئ، فرغم أنَّها لم تكن تستعمل العقاب الجسدي، لكن كانت نظراتها قاتلة بالنسبة لي ولإخوتي فعندما نخطئ كان العقاب قاسياً وبه حرمان من الخروج، نهاية الأسبوع واللعب عقاباً عمَّا بدر منا، وقد حاولت أن انتهج هذا مع ابني، لكن وجدت أنَّ تربية جيل اليوم عمَّا تربينا عليه متعبة جداً، لأنَّه يقول لي أمام الحاضرين ماذا قلت كلامي صحيح ويجادلني أمام الكل ليقنعني أنَّ ما قاله ليس خطأ أو أنَّ ما فعله ليس أمام أحد غريب، إذا كانوا أقارب، فالجيل اختلف بحكم الزمن وعلاقتنا أصبحت أكثر سلاسة في تعاملنا مع الأبناء.
طفل اليوم لا يعترف بخطئه
أوضح المختصون أنَّ الطفل أصبح أذكى ولديه ثقة كبيرة بنفسه عن جيلنا وهو جيل الوسط، لهذا نجده يجادل ولا يخشى من قول رأيه وإقناع الطرف الآخر برأيه، وذلك نابع من عدة أمور منها تطور العصر الذي أدركه طفل اليوم، ومساهمة الإعلام في تكوين شخصيته، كما أنَّ تعامل الأسرة اختلف مع الطفل وأصبح هناك تقبل للمناقشة والجدال، فنحن تربينا على قيم وعادات وعلى الصحيح والخطأ وكان المجتمع مغلقاً نوعاً ما حينها، بينما الآن أصبح لدينا انفتاح ودخول ثقافات تأثر بها الطفل فكرياً ما صعَّب علينا أن نربيهم بنفس النمطيَّة التي تربينا بها وهذا ما جعل بعض الأبناء عند النظر إليهم عند إصدار أي فعل يغضب الأب أو الأم

أن يجادل ولا يعترف بخطئه ليس من باب الوقاحة، بل من باب الثقه بالنفس لأنه مقتنع انه عبَّر عن رأيه حيال ما طرح أمامه أو أنَّه نسي فلماذا يستحق العقاب، عكسنا تماماً حيث كنَّا نخشى من نظرة الأب أو الأم ولا نجادل خوفاً من أن ينالنا عقاب أكبر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024