مشكل يؤرق العائلة

الطفل العين الكاشفة لأسرار المنزل

أكثر ما يعاني منه أولياء الأمر والأم بشكل خاص هو اكتشاف أن أسرار المنزل لم تعد سراً، فقد أصبحت معلومة للغرباء، ويحدث ذلك إما من خلف الأم أو أمامها، حيث يقوم الطفل بالتحدث أمام أصدقائه أو أقربائه ممن هم أكبر عمراً منه عن ما حدث من خلاف بين والديه للجميع، شارحاً ذلك بكل تفاصيله، وغيرها من الأمور الأخرى التي قد تجهل كثيراً الأم قيام طفلها بإفشائها أثناء غيابها، وتعلم مؤخراً أن بيتها أصبح دون غطاء للعلن، ويأتي ذلك بسبب عدم فهم الطفل لهوية ومعنى كلمة السر وكيفية الحفاظ عليه وأهمية ذلك.

خصوصية المنزل أمر بديهي ومتعارف عليه لدى الراشدين، في حين أنه مفهوم غريب ومصطلح كبير على أذهان الأطفال، ليس ذلك فقط، فالسبب الوحيد الذي يدفع الصغار لإفشاء أسرار المنزل خارجاً يتضمن عدة عوامل تتمثل في التالي:
الضغط الخارجي:  تصرفات خارجة عن إرادة الطفل، فبعض الغرباء يسودهم الفضول لكشف أسرار الغير، ويستهدفونهم  للإيقاع بهم من خلال الضغط بالأسئلة المتعددة التي يصعب عليه التهرب منها أو استدراجه بالإغراءات المحببة له للحصول على ما يريدون معرفته.
إهمال الوالدين: يلجأ الأطفال كثيراً إلى الفضفضة بما يدور في نفوسهم للغرباء إذا لم يجدوا من يستمع لهم داخل الأسرة، فيقومون بسرد مشاكل المنزل خارجه، وذلك بسبب إهمال الوالدين لهم.
التصرفات الخاطئة: كثيراً ما يقدم أحد الوالدين على تصرف خاطئ يبني سلوكاً سلبياً لدى للطفل كأن تطلب الأم منه أن يتلصص على أخيه أو جدته، ويخبرها بما فعله أي منهما، هنا تنمي الأم حب الفضول والفتنة لديه دون أن تشعر، فيميل ابنها  إلى معرفة أسرار الغير وكشفها للعلن.
مشاكل نفسية: قد يصاب ببعض المشاكل النفسية التي تجعله يميل إلى جذب التعاطف حوله ويلفت النظر إليه، فلا يجد سوى استغلال ما تمر به عائلته من المشاكل وإظهارها للغير لينال التعاطف والمشاركة الوجدانية معه
 ولكن هناك قواعد لتوجيه الأبناء للحفاظ على أسرار المنزل منها:
العبرة المؤثرة: التحدث مع الطفل في بعض الأمور وتقديم النصح له قد لا يؤثر به بصورة كبرى، كما تؤثر به الحكايات والقصص المعبرة، لذا على الأم أن تلجأ لتلك الحيلة الذكية بجلب القصص المصورة وسرد الحكايات المشوقة التي تصّب في حماية حفظ أسرار المنزل وأهميتها.
شرح السبب: عبارة “لا تقم بذلك.. لا تقل ذلك” دون إبداء شرح وافٍ عنه تسبب غموضاً أكبر للطفل ويجهل سبب منعه من ذلك الأمر، مما يجعله يعيد تكراره، فهو لا يجد خطأ في ذلك، لذا على الوالدين أن يشرحا له بصورة مبسطة أهمية الحفاظ على الأسرار بصورة عامة وأن بعض الأشخاص قد يستدرجوننا ليعلموا منا أمورنا الخاصة التي تعنينا نحن الأسرة فقط.
إعطاء المسؤولية للأبناء: يقدر الأبناء كثيراً أن يشعروا بأنهم جزء مهم من العائلة، لذا اجعليهم يشعرون بتقديرك لهم مع الإنصات والاستماع لآرائهم والمناقشة دائماً معهم في الأمور المختلفة، وقولي لهم: “أمورنا الخاصة هي ملك لنا وليس لغيرنا”، تلك التصرفات من قبل الوالدين تشعرهم بأهميته، وتعزز لديهم ثقتهم بنفسهم، وتجعلهم يتحملون المسؤولية، ويعلمون بأن أمور منزله لا تتاح للجميع.
عرض سلبيات الأمر:  لا يوجد مانع من كشف سلبيات أسرار المنزل أمام الطفل وما نتج عنها كأن تتحدث الأم عن حزنها له لأنه قام بإخراج مشكلة أسرية للعلن، مما أشعرها بالإحراج والضيق، هنا يتأثر لما سببه من حزن لوالدته ويهون عليها الأمر بوعدها بعدم تكراره مرة أخرى.
خطورة كشف الأسرار: بعض الأسرار قد تعرض الأطفال أنفسهم لخطر الاختطاف أو الابتزاز أو السرقة أيضاً من قبل الغرباء، لذا من الهام توجيههم بخطورة التحدث للغرباء عن أسرار المنزل وما قد تتعرض له العائلة وهم أيضاً من مخاطر بسبب ذلك.
التوجيه الديني: نشر الثقافة الدينية وغرسها داخل الأبناء من منطلق الشرع وما حثنا عليه من حفظ الأسرار وثوابه الكبير عند الله.
سيطرة الوالدين: على الآباء الاهتمام بالسيطرة على أمور المنزل، خاصة أمام الأبناء، وذلك بالابتعاد عن المشاجرة أمامهم وعدم التحدث بالمعلومات الخاصة كالأمور المالية والمشكلات العائلية الهامة أمامهم، فالأطفال لديهم قدرة تخزين هائلة لجميع ما يستمعون له ويحدث أمامهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024