آراء متعددة لأسمى قيمة انسانية ترصدها “الشعب”:

اختلاف في التعبير عن مشاعر الحب بين الازواج والعائلات الجزائرية

معسكر: أم الخير - س.

اتفق اللّغويون في تفسيرهم لمصطلح “الحب” على أنه مشاعر المودة و الرحمة وميول النفس إلى الأشياء و الأشخاص، ومهما اختلفت مفاهيم هذا المصطلح، إلا أن الحب يبقى ذلك الشعور الغالب على الذات الإنسانية في تركيبتها الخفية يترجم قولا وفعلا، ولم يكن الحب المتفجر على مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية وليد العصر الحديث من حيث التعبير العلني عنه، إنما يعود خلقه إلى الأزل والتعبير عنه في قصائد شعراء الجاهلية يدل على أن هذا الشعور تمرد على القوانين التقليدية التي تحكم المجتمعات، غير أنه كان العامل السحري في تقارب الشعوب وبناء الحضارات، كما يظل هذا المصطلح، وهذا الشعور الذي بثه الله سبحانه وتعالى في خلقه سلاح الأوطان والمجتمعات في محاربة العنف والتطرف وقوة داخلية لها تحول دون التبدد والتفكك الأسري.

التعبير عن الحب بين أفراد العائلة والأزواج عاملا أساسيا لديمومة العلاقات الاجتماعية والأسرية، فيما لا يعتبر التعبير عنه من عدمه دليل للحب، ففي العلاقات الشائعة بين الأزواج ترى عينة من الرجال أن التعبير عن مشاعر الحب يجب ان يكون بالفعل وليس بالقول.
 بحسب استطلاع “الشعب” أظهر علاقة الرجل بالمرأة هذا الشعور من خلال إحساس المرأة بالحماية والأمان والعطف، الأمر الذي يعكس أيضا قوة وصلابة الرجل.
أكد هذا “عيسى.ب 44 سنة” قائلا لنا: “أن التعبير عن الحب فعلا و قولا يختلف، بحسب طبيعة شخصية الطرفين، فهناك من الرجال من يسترسل في التعبير عن مشاعره و إظهارها للمرأة و هناك من يعبر عنها بالعطف و السخاء بتقديم الهدايا أو الإنفاق المتواصل وهناك ذلك النوع الذي يحسن إخفاء مشاعر الحب ويغتنم الفرص الجيدة و المواتية للتعبير عنه سواء من خلال حماية المرأة والتواجد الدائم لمؤازرتها والوقوف معها لمجابهة مشاكل الحياة.”
عن غيرة المرأة في الحب، أجاب عيسى أنه لا يمكن أن تكون المرأة التي خلقت من ضلع الرجل أكثر منه غيرة بتفسير قريب من الإقناع أنها أخذت في خلقها الإنساني جزءا قليلا من مشاعر الغيرة والغضب و حتى الحب لذلك لا يمكن الحكم –بحسب المتحدث- أن الرجل الذي لا يعبر و لا يعلن عن حبه لا يحب امرأته، أما عن الحب في مفهومه الموسع بين أفراد العائلة والأقارب، يقول عيسى أن طبيعة العائلات الجزائرية المحافظة فرضت عليها بشكل ما التحفظ والتكتم في التعبير عن مشاعر الحب بالقول.
 لكن ذلك لا ينفي وجود طرق أخرى للتعبير عنه سواء بمشاعر متبادلة تعكسها الملامح والتعاملات الأسرية أو يفسرها ترابط الأسر فيما بينها، مضيفا أن للحب مفهوم أوسع من أن يوضع في علاقة تحكم طرفين، فهو ذلك السر الأساسي للنجاح في أمور الحياة ولن يكون بدون أمر طبيعي أو بدرجة النجاح المتوقعة، فالحب بالنسبة لمتحدثنا و -إن كان الجميع يحسن الحديث عن الحب -، هو عماد البيوت وقوة المجتمعات والأوطان، وهو سلاح العالم لمواجهة الأحقاد والتطرف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024