يُحيي النفوس الميّتة

الحب الترياق السحري لغربة الروح عن ذاتها

فتيحة كلواز

هو شعور إذا ترك بعيدا عن قلوبنا يملؤه فراغ موحش، برودة قاسية تسكن الروح وتجعلها تعيش غريبة عن ذاتها التي تسكنها، شعور يرسم على الوجوه الابتسامة و يعطي الجسم الدافع ليبقى قويا، والأمل للنفس في غد أفضل، ... هو الحب الذي جمع الإنسانية وأحياها على الأرض لملايين السنين، هو الحب الذي قيل عنه الترياق السحري للبقاء شابا طول الحياة، وهو الخليط العجيب الذي بحث عنه الإنسان منذ الأزل ليكون كائنا خالدا تبقى ذكراه و غاب جسده.

هذا الحب المغيب عن حياتنا اختطفته منا الأعباء اليومية وجعلتنا ننسى أننا أرواح أولا تحتاج إلى غذاء لا يباع في المراكز التجارية الكبرى، ولا يستطيع الصيدلي أن يعطيك إياه على شكل دواء شاف، لأن روح تحتاج إلى ما هو أكبر وأعمق، هو تركيبة عجيبة تتغلغل إلى الروح في  لا زمن المكان ولا مكان الزمن في معادلة صعبة عجز الإنسان عن حلها رغم بساطتها وسهولتها.
فالقلب عندما يتمنى للغير الخير والسلامة فهو قلب محب، وعندما يؤثر على نفسه ليسعد آخر بحاجة إلى جرعة فرح هو قلب محب، وعندما تتآلف في الحب وتتواد في الله من أجل  منفعة الجميع فهذا قلب محب، وعندما تمد يدك إلى من هو بحاجة إلى مساعدة فإنك تجسد إحدى صور الحب الذي يرتقي بالإنسانية إلى أعلى درجاتها...
الحب الذي كتب عنه الفلاسفة و قالوا انه الماء الذي تسقى به الأرواح لتحيى في سلام، الحب الذي أقيم له سوق عكاظ ليجتمع الشعراء العرب ليبدعوا في وصفه بسحر الكلمات و موازين الشعر الأصيل، هو الحب الذي فجر ظاهرة اسمها “ارنست امنغواي” بقصص أعطت للإنسان أبعاد أخرى في الأدب العالمي.
 هذان الحرفان السحريان اللذان جسدا أسمى العلاقات الإنسانية التي تجمع الأم بابنها، والأخ مع أخيه والزوجة مع رفيق حياتها، وكان في اجتماعهما علاجا سحريا لكل الهموم التي أثقلت ظهورنا حتى صرنا نحملها أينما ذهبنا، لأننا وبكل بساطة غابت عن وجوهنا تقاسيم وجه محب.
البحث عنه مضن ومتعب فأينما تولي وجهك تجد الروح ثكلى، لذا فكرت في لحظة هاربة من الزمن إن كنا نستطيع أن نفك خيوط الظلام الذي غلف قلوبنا لنترك مجالا ليدخل نور الحب إلى قلوبنا، لنحيا بكل يسر بقليل أو كثير، أغنياء أو فقراء، لأننا و في حينها يسكن الرضا نفوسنا و نشعر بدفء حب الغير لنا فيكون البيت مغايرا لما عرفناه عليه من قبل، ويكون الشارع مليئا بالطاقة الايجابية التي تعطينا القوة للعمل و الإبداع، وعندما تفتح الأبواب لنا نجد وراءها قلوبا محبة تعكسها ابتسامة وانبساط في الوجه وانشراح في الصدر، في تلك اللحظة سنشعر أن الغد أكيد سيكون أفضل.    

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024