سكان بلدية سيدي امحمد بالمسيلة يعانون

انعدام التهيئة الحضرية وتفشي ظاهرة البطالة

المسيلة: عامر ناجح

أبدت عدة جمعيات ناشطة ببلدية سيدي أمحمد بالمسيلة قلقها من الواقع المعيشي الذي يعاني منه السكان جراء النقائص التي أثقلت كاهل العديد منهم وفرضت عليهم ترك منازلهم والنزوح الى مناطق أخرى بالرغم من الشكاوي المودعة لدى السلطات المحلية.
  يأمل سكان بلدية سيدي امحمد أن يأتي يوم تتّخذ فيه السلطات المحلية إجراءات من شأنها أن تحرك عجلة التنمية التي طال أمد توقفها، وهذا على الرغم من تسطير عدة مخططات إلاّ أنّها لم تشفع للعديد منهم، فغياب أدنى الضروريات هي اللوحة التي ترسم على العديد من القرى والأحياء، وأصبحت من المسلمات لدى العديد من السكان الذين يعيشون الحياة البدائية، وهو ما دفعنا إلى محاولة إيصال ولو بشيء قليل ما يعانيه السكان الذين قدّر عددهم بـ 9000 نسمة موزعين على تجمعات ومداشر سكانية منتشرة هنا وهناك فوق تراب البلدية، وهذا على غرار العين سيدي امحمد أو ما تعرف محليا بالفيلاج وبرج بلخيريف ودار بلميهوب، إضافة للبتعة التي أنشئت مع التقسيم الإداري لسنة 1984 من بين البلديات التي لم تنل حظها في مجالات التنمية بالرغم من البوادر المحتشمة التي تظهر بين الحين والآخر، وهي التي تبقى بعيدة عن طموحات سكانها، بالإضافة للتهيئة الحضرية التي تقتصر على البلدية هناك انعدام المرافق الخدماتية والشبانية شبه منعدمة جعلت من شباب سيدي أمحمد يتسكّع في الطرقات ويجتر أخبار المسابقات والتشغيل.  ويعتبرها السكان بأنها لم ترق بعد إلى مصاف البلدية وما تزال بمواصفات قرية، فأول ما يجلب انتباهك هو الانعدام الشبه الكلي للتهيئة الحضرية إذا ما استثنينا بعض الأحياء التي تعد على أصابع اليد الواحدة، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان وبخاصة المتمدرسين الذين يعانون في عراك حقيقي بمجرد سقوط زخات من المطر، حيث تتحول شوارع أحياء سيدي امحمد إلى ما يشبه الأودية والبرك المائية يصعب تخطيها، في حين تتحول إلى مصدر للأتربة والغبار صيفا تعمق المعاناة لما يخلفه من أمراض كالحساسية والربو . يضاف إلى ذلك مشكلة الإنارة العمومية المنعدمة تماما سواء في مقر البلدية او غيرها من التجمعات السكانية الكبرى وكأن سيدي امحمد كتب لها ان تبقى في الظلام حيث يصعب التنقل داخل الأزقة خوفا من الحيوانات الضالة وحتى الحشرات صيفا كالعقارب والأفاعي التي تتزايد عادة في فصل الحرارة، ناهيك عن الاهتراء الشديد لعدة طرقات على غرار الطريق الولائي رقم 01 والذي يعمّق المعاناة وبالرغم من تصنيفه طريقا ولائيا إلاّ أنّه لا يصلح حتى للسير على الأقدام بالنظر لما آلت إليه وضعيتها حتى أنه يصعب السير حتى بالنسبة للجرارات فما بالك بالسيارات.
وبالمقابل يطالب السكان بإعادة تهيئة الطريق الرابط بين البلدية وعين الملح مقر الدائرة، حيث بدأت هي الأخرى تعرف اهتراءات وتزايد الحفر والمطبات ببرمجة مشروع اعادة تاهيل وتحديث الطريقين وانعدام النقل المدرسي يجبر التلاميذ على مقاطعة الدراسة، إذ لم يتوان الكثير من السكان في صب جام غضبهم على المجالس البلدية المتعاقبة التي حسبهم لم تكلف نفسها عناء البحث قصد توفير حافلات لنقل أبناءهم المتمدرسين حيث يضطر الكثير منهم الى توقيف مساره الدراسي بسبب ما يلاقيه من عناء في تنقلاته اليومية التي تجبره الظروف على ركوب أي شيء قصد الوصول إلى مؤسسته التعليمية، والمحظوظون هم القلائل الذين يواصلون دراسهم حيث عبّر لنا بعض المتمدرسين أنهم يركبون الجرارات وكل شيء المهم الوصول من وإلى مؤسساتهم التعليمية، في حين يضطرون للمشي على الاقدام رغم المشقة، ناهيك عن الحيوانات الضالة خاصة في أوقات الشتاء حيث يتزامن خروجه ووقت الغروب، وهو ما دفع أوليائهم إلى مناشدة الجهات الوصية بضرورة النظر في انشغالهم وذلك ببرمجة مشروع ملحقات للمتوسط والثانوي قصد الحد من ظاهرة التسرب المدرسي

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024