تشديد الرقابة لمواجهة الارتفاع المخيف للإصابات

نفاد سريع للقاح الأنفلوانزا الموسمية ببومرداس

بومرداس: ز.كمال

 غياب الحلول دفع البعض إلى الطب البديل لتقوية المناعة

تضاربت آراء المواطنين والمختصين بالقطاع الصحي حول نجاعة التدابير المتخذة ومدى احترام مواقيت الحجر المنزلي الذي تخضع له ولاية بومرداس، بداية من الساعة الثامنة مساء إلى الخامسة صباحا، لمواجهة التفشي السريع لوباء كورونا، بحسب ما رصدته «الشعب» محليا، لكنها اتفقت على خطورة الوضعية الوبائية وضرورة الالتزام بالتعليمات، في وقت دق الأطباء ناقوس الخطر بسبب حالة التشبع التي تعرفها المستشفيات، خاصة منها مستشفى الثنية الذي اقترب من الحد الأقصى لطاقة الاستيعاب بنسبة 95٪، بحسب مصادر مديرية الصحة.

حالة طوارئ تعرفها مصالح كوفيد-19 بالمؤسسات العمومية الثلاث لكل من مستشفى الثنية، برج منايل ودلس، بسبب الارتفاع المخيف لعدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، التي لم تنزل منذ 10 أيام عن 20 حالة يوميا. فيما تشهد مصالح الاستعجالات هذه الأيام، ضغطا رهيبا نتيجة استقبال أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف الفئات العمرية التي تعاني مضاعفات الإصابة وحالات الانفلوانزا، التي بدأت هي الأخرى تضرب كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، في وقت لم يعد المرضى يفرقون بينها وبين أعراض فيروس كورونا.
كما زاد الضغط هذه الأيام على العيادات متعددة الخدمات بحثا عن لقاح الأنفلوانز الموسمية الذي تضاعف الإقبال عليه، في وقت تشهد المؤسسات الصحية وحتى الصيدليات نقصا كبيرا في توفير اللقاح وبكمية كبيرة، رغم تطمينات مديرية الصحة بتوفيره والإعلان عن استفادة القطاع هذه السنة من 32 ألف جرعة، في انتظار حصة إضافية لتلبية الطلب المرتفع من قبل المواطنين بالخصوص كبار السن. وفي هذا النقطة بالذات، كشف بعض المواطنين الذين تحدثوا لـ»الشعب»، عن «نفاد سريع للكمية التي وصلت العيادات الطبية ومراكز الصحة الجوارية بالبلديات بسبب الإقبال الكبير وضعف الحصة الأولية المقدرة بـ4 آلاف وحدة».
أمام هذه الوضعية الصحية التي تزداد سوءاً وعملا بمبدإ الوقاية والتطبيق الصارم لتدابير الحجر المنزلي، تحركت مختلف الهيئات المحلية، في إطار اللجنة الولائية المكلفة بتنسيق النشاط القطاعي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، لاتخاذ التدابير اللازمة والحد من انتشار الوباء وهذا بتشديد الرقابة على الفضاءات العامة وأماكن تجمع المواطنين، خاصة الحفلات مع تعليق النقل الحضري العمومي والخاص خلال عطل نهاية الأسبوع، تمديد غلق السوق الأسبوعي لبيع المركبات المستعملة بتيجلابين وتشديد الرقابة على باقي الأنشطة التجارية الأخرى ومركبات النقل لاحترام إجراءات الوقاية، مع إعادة بعث لجان كوفيد الموسعة على مستوى الدوائر لتنسيق الجهود وإعداد التقارير الميدانية على وضعية تطور الوباء ونسبة انتشاره والأماكن الموبوءة من أجل اتخاذ التدابير الفورية، فيما تقوم مصالح الأمن بمجهودات كبيرة من اجل توعية المواطنين وأصحاب المركبات ورفع مخالفات ضد المخالفين لمواقيت الحجر المنزلي وعدم استعمال القناع الواقي.

المساجد على خط التوعية والتحسيس

حث، أمس، عدد من أئمة المساجد خلال خطبة صلاة الجمعة بولاية بومرداس، المواطنين على «ضرورة الوقاية من خطر الوباء عملا بمقاصد الشريعة لحماية النفس وعدم المخاطرة بالصحة من خلال المزيد من التوعية، بداية من أفراد العائلة إلى المجتمع، مع التضرع لله سبحانه وتعالى أن يرفع الداء والوباء»، وهي تقريبا من بين الرسائل المشتركة بين مختلف الهيئات الاجتماعية المكلفة بأداء هذا الدور التوعوي إلى جانب إجراءات الردع القانوني لمواجهة الخطر الداهم.
وتبقى مسؤولية المواطن كبيرة في المساعدة على تجاوز هذه المحنة الجماعية وتسهيل مهمة الأطقم الطبية المتخندقة في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء وإنقاذ الحياة البشرية، على ضوء الضغوطات المتزايدة وخطر تضاعف عدد الإصابات المستعصية لطاقة مراكز كوفيد وعدد أسرة الإنعاش المحدودة التي لم تعد قادرة على مواجهة خطر الموجة الثانية من الفيروس، بحسب بعض المختصين، الذين اعتبروا «أن شهري نوفمبر وديسمبر مرحلة حاسمة وفارقة صحيا».
وتعالت أصوات الأطباء أيضا بدعوة المواطنين إلى «تفعيل مبدأ الوقاية وعدم الاستهتار والمخاطرة في التجمعات واتباع النصائح الطبية كغسل اليدين باستمرار، ارتداد القناع الواقي وتناول المقويات والأكلات الصحية التي تزيد من قوة مناعة الجسم كحلول بديلة في غياب لقاح ضد المرض».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024