المخيّمات العائلية لتدارك العجز في طاقة الاستيعاب

توجّهات جديدة لإخراج السياحة من الركود ببومرداس

بومرداس: ز. كمال

بدأ قطاع السياحة بولاية بومرداس في السنوات الأخيرة يشهد تحولا نوعيا نحو تفعيل مشاريع المخيمات العائلية على طول الشريط الساحلي، الممتد على مساحة 80.1 كلم بهدف تدارك التأخر الكبير الذي تعرفه المشاريع المسجلة في مجال الفندقة والمركبات السياحية التي تعاني أغلبها من عقبات تقنية مادية، بعضها بسبب أزمة العقار الصناعي، وأخرى متذبذبة الأشغال جراء ارتفاع أسعار مواد البناء، وهو ما أثر سلبا على قدرات الاستيعاب الضعيفة المستقرة عند حوالي 3 آلاف سرير منذ سنوات.
استجابة لحجم الطلب على هياكل الاستقبال السياحي بولاية بوومرداس التي تتضاعف من سنة إلى أخرى نتيجة تزايد الإقبال على الولاية، خاصة في موسم الاصطياف الذي يعرف توافدا كبيرا للسياح والمصطافين من مختلف ولايات الوطن، انتهجت السلطات الولائية سياسة جديدة تعتمد على إعادة تفعيل المخيمات العائلية والصيفية وتشجيع المستثمرين في هذا المجال، تماشيا مع توجهات وزارة السياحة من أجل تخفيف الضغط على القطاع، وأيضا العمل على توفير مشاريع ومرافق سياحية بمعايير جودة عالية وبأقل التكاليف والمدة الزمنية التي تتطلب عمليات انجاز فنادق ومركبات سياحية بعضها أخذ سنوات ولم يسلم بعد.
هذه السياسة الجديدة المنتهجة من قبل القطاع كان قد أكد عليها وزير السياحة ياسين حمادي، خلال زيارته لعدد من المشاريع قيد الانجاز وأخرى دخلت حيز الخدمة بخدمات تنافسية في مجال الاستقبال والأسعار المدروسة، بحسب قدرات العائلات الجزائرية التي وجدت في مثل هذه المرافق، بديلا مفضلا لقضاء عطلة الصيف في أجواء مريحة بما فيها القادمة من الخارج، خاصة وان هذه الفترة من السنة تشهد طلبا كبيرا على عملية الحجز في المؤسسات الفندقية العاجزة على تلبية الطلب بسبب ضعف طاقة الاستيعاب، مما شجع ظاهرة الإقامة لدى إقامات الخواص بكل ما لها من مزايا وما عليها من سلبيات نتيجة إزعاج المواطنين القاطنين في هذه الأحياء.
وقد توقف الزمن بقطاع السياحة، بولاية بومرداس، وتوقفت معه ديناميكية المشاريع الطموحة التي استفادت منها الولاية سواء كمرافق ومشاريع مسجلة، منذ عدة سنوات قدرتها مديرية السياحة بـ68 مشروعا، 42 منها متوقفة الأشغال و18 لم تنطلق، أو كفضاءات للتوسع السياحي فيما يعرف بمناطق التوسع، منها 11 بالشريط الساحلي في كل من عاصمة الولاية، قورصو، زموري ومنطقة صالين شرق وغرب وتاقدامت ببلدية دلس، وعدد من المناطق الداخلية الأخرى في إطار تفعيل وتنشيط السياحة الجبلية والحموية شملت منطقة حمام ثلاث بعمال، الكحلة زيمة ببلدية الاربعطاش وعدة مشاريع ومسالك سياحية بمنطقة قدارة، بني عمران، الناصرية وغيرها.
وبهدف تدارك العجز والخروج من هذا النفق والعقبات متعددة الجوانب التي دخلها القطاع، منذ عقود واستجابة لتحديات مرحلة ما بعد الجائحة، بدأ التفكير في حلول أخرى فعالة، سريعة الانجاز وبمواد خفيفة غير مكلفة صديقة للبيئة لا تعتمد كثيرا على المواد الصلبة من اسمنت وحديد، وهي ميزة مشاريع المخيمات العائلية التي أنجزت بمنطقة الصغيرات التابعة إداريا لبلدية الثنية، مشاريع أخرى بمنطقة الساحل وزموري البحري، قورصو وبودواو البحري، على أمل توسع التجربة إلى باقي البلديات الساحلية التي تفتقد كليا لفنادق وهياكل استقبال.
كما يمكن لهذه المشاريع الجديدة التي استفادت من قطاع السياحة أن ترفع قائمة المخيمات العائلية المقدرة حاليا بـ 15 مخيم بطاقة استيعاب لا تتعدى 7 آلاف سرير.    


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024