حـرصا عـلـى توفير أفــضـل الـظـّروف

استراتيجـية محكمة لضمان راحة الحجاج المـيامين

سارة بوسنة

أطلقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خطة تنظيمية محكمة تشمل الجوانب اللوجستية، الصحية والخدماتية، لتوفير أفضل الظروف للحجاج الجزائريين، وتمكينهم من أداء مناسكهم في راحة واطمئنان وأمان، ولقد أبدت السلطات الرسمية حرصها على كلّ ما يتعلق بتنظيم الرحلات الجوية والإقامة والإجراءات الصحية، وفق ما أفاد ديوان الحج والعمرة.

 أول الأولويات هذا الموسم، كانت تنظيم النقل الجوي، حيث تم تخصيص 12 مطارًا عبر مختلف ولايات الوطن لنقل الحجاج إلى المملكة العربية السعودية، ما يخفّف أعباء التنقل ويمنح حجاج كل ولاية نقطة انطلاق قريبة.
وقد تمّ التنسيق مع الخطوط الجوية الجزائرية لتوفير عدد كافٍ من الرحلات نحو جدة والمدينة المنورة، حسب جدول زمني مدروس يراعي كثافة الحجاج وتوزيعهم الجغرافي، كما تمّ اعتماد 50 وكالة سياحية مرخّصة لضمان جودة التنظيم، ومرافقة الحجاج إداريًا ولوجستيًا من لحظة الإقلاع إلى غاية العودة.
ولتفادي أي خلل، تمّ إطلاق منصة إلكترونية لحجز التذاكر ومتابعة مواعيد الرحلات بدقة، مع نظام تتبع مباشر لرحلات الحجاج وتمكين أسرهم من الإطلاع على وضعهم في كل لحظة.
وسيتنقّل نحو 42 ألف حاج جزائري هذا العام عبر 120 رحلة جوية، ليتم نقلهم ضمن جدول زمني محكم، مع ضمان وصولهم إلى البقاع المقدسة في الوقت المحدد. وتعمل السلطات على تقليص الفترات الزمنية لـ “الانتظار” في المطارات، وتوفير سبل الراحة خلال الرحلات.
إقامات قريبة من الحرم وخدمات راقية
في سياق تحسين تجربة الحجاج، وقّعت الجزائر اتفاقيات جديدة مع الأشقاء السعوديين لضمان إقامة مريحة قريبة من الحرم المكي. وتم تقليص المسافة بين الفنادق والحرم إلى أقل من 700 متر، ما يسهل أداء المناسك، خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.وحرص الديوان الوطني للحج والعمرة على انتقاء الفنادق بعناية، لضمان توفر الخدمات الأساسية مثل التغذية، التكييف والمرافقة الطبية، إلى جانب تخصيص مشرفين جزائريين لتسيير شؤون الحجاج ميدانيًا ومتابعة انشغالاتهم، كما تمّ إشراك الجالية الجزائرية في الخارج في هذا الموسم، مع تسهيلات موجهة لهم من خلال القنصليات الجزائرية في دول مثل فرنسا وكندا، ما يتيح لهم الانضمام إلى بعثة الحجاج الجزائرية، مع ضمان الدعم اللوجستي والمرافقة في مكة والمدينة.

مرافقـة طبيـة

استعدادًا لأي طارئ صحي، وضعت وزارة الصحة الجزائرية بالتنسيق مع الديوان الوطني للحج والعمرة خطة صارمة، حيث خضع كل حاج إلى فحص طبي شامل قبل السفر، وتلقى التلقيحات الضرورية، مثل لقاح الحمى الشوكية والأنفلونزا. وستتم مرافقة الحجاج بفرق طبية متخصصة أثناء الرحلات، وفي أماكن الإقامة والمشاعر المقدسة، علما أن الفرق الطبية مزودة بأدوية ومعدات طبية للتدخل السريع، وقد تم تجهيز خلايا صحية متنقلة قادرة على التعامل مع حالات الإجهاد الحراري أو الأمراض المزمنة، مما يضمن تغطية صحية كاملة طوال فترة الحج.
جدير بالذكر، أنّ وزارة الصحة قامت بتوزيع دفاتر صحية خاصة بالحجاج تحتوي على معلومات طبية حول حالتهم الصحية، ما يتيح للفرق الطبية التنسيق والتعامل بسرعة وكفاءة مع أية حالة طارئة.

تسهيــلات رقميــة لتيسير رحلـــة الحـــج

 وفي إطار تحسين الخدمات المقدمة للحجاج الجزائريين، تم إطلاق تطبيق هاتفي رسمي يهدف إلى تسهيل رحلة الحج من خلال تقديم مجموعة من الخدمات الرقمية المتكاملة، إذ يوفر إرشادات دقيقة حول كيفية أداء المناسك خطوة بخطوة، بالإضافة إلى تحديثات لحظية بشأن مواعيد التنقل بين المشاعر المقدسة، وإعلانات متعلقة بالإقامة، والأنشطة اليومية.
ويتيح التطبيق للحجاج إمكانية الإبلاغ عن الطوارئ بشكل مباشر، والتواصل الفوري مع المشرفين والفرق الطبية، ما يعزّز سرعة الاستجابة في الحالات الحرجة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحجاج متابعة جدول رحلاتهم الجوية وتنقلاتهم الداخلية من خلال النظام المتكامل للتتبع، ما يساعد على تحجيم أوقات “الانتظار” وتنسيق المواعيد بدقة، وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في استخدام التكنولوجيا الحديثة لضمان رحلة حج أكثر راحة وأمانًا.

خدمـات تغذيــــة صحيـــة متميّـزة

ولتحسين تجربة الحجاج الجزائريين، تمّ التنسيق مع شركات سعودية متخصّصة لتوفير خدمات تغذية صحية ومتوازنة تتناسب مع احتياجات الحجاج، يتم تقديم ثلاث وجبات يوميًا للحجاج، تراعي التنوع الغذائي والاحتياجات الخاصة لكل حاج، سواء من حيث النظم أو العادات الغذائية، كما تمّ أخذ التفضيلات الثقافية والاحتياجات الصحية بعين الاعتبار لضمان راحة الحجاج وسلامتهم.وتمّ تزويد الإقامات والمطاعم التابعة لبعثة الجزائر في مكة والمدينة وجميع المشاعر المقدسة بما يلزم من مرافق حديثة لتحضير الطعام وتوزيعه بشكل منتظم وآمن، بالإضافة إلى ذلك، تم ضمان توفير الوجبات التي تحتوي على مكونات طازجة وآمنة، مع وجود مراقبة صحية صارمة أثناء تحضير الطعام.

صفر “تأثــيرات سلبيــة”

إدراكا للتحديات البيئية الحالية، تتبنّى الجزائر سياسة الاستدامة في تنظيم رحلة الحج لعام 2025، فقد تم اتخاذ خطوات ملموسة للحد من التأثيرات البيئية السلبية، بدءًا من استخدام وسائل النقل الحديثة الموفرة للطاقة وصولًا إلى تقليل حجم النفايات الناتجة عن الأنشطة المرتبطة بالحج.
واحدة من أبرز المبادرات هي استخدام الأدوات القابلة لإعادة الاستخدام في أماكن الطعام والمشروبات، بالإضافة إلى إعادة تدوير النفايات في مخيمات الحجاج. وتم توفير حاويات مخصصة للمواد القابلة لإعادة التدوير، مع حملات توعوية لضمان تعاون الحجاج في الحفاظ على نظافة المحيط.

تدابير إضافية للحجاج ذوي الهمم

وحظي الحجاج من ذوي الهمم، بعناية خاصة، حيث تم توفير خدمات مساعدة مخصصة لهم طوال فترة أداء المناسك. من خلال تجهيز حافلات لنقلهم بين المشاعر المقدسة والفنادق، وتخصيص إقامات مريحة تتيح لهم أداء مناسكهم بيسر وسهولة، كما تم تعيين مرشدين متدربين لتقديم الدعم والمساعدة لهم في كل مرحلة من مراحل الحج، مع ضمان تقديم رعاية طبية فورية عند الحاجة.
للإشارة، فقد ّ تنظيم دورات تدريبية توعوية للحجاج بجميع الولايات، من خلال محاضرات دينية وإرشادات عملية حول كيفية أداء المناسك بطريقة صحيحة، وحرصت الدورات على توجيه الحجاج إلى كيفية التعامل مع مختلف ما يمكن أن يواجهوه أثناء الرحلة، بما في ذلك التعامل مع الظروف المناخية الصعبة والازدحام في الأماكن المقدسة.
وفي الميدان، يتم توزيع دليل رقمي يتضمن جميع الإرشادات اللازمة للأداء السليم للمناسك، فضلاً عن أرقام الطوارئ والمعلومات الهامة التي يمكن أن يحتاج إليها الحاج في أي وقت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19767

العدد 19767

الخميس 08 ماي 2025
العدد 19766

العدد 19766

الأربعاء 07 ماي 2025
العدد 19765

العدد 19765

الثلاثاء 06 ماي 2025
العدد 19764

العدد 19764

الإثنين 05 ماي 2025