تواصل مدينة وهران، ثاني كبريات المدن الجزائرية، مسيرتها الواثقة كقاطرة للتنمية الشاملة، مجسدة رؤية طموحة تتجلى في مشاريع واقعية تمس قطاعات حيوية، وذلك في إطار سعيها لبناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.
في الذكرى الثالثة والستين لاسترجاع السيادة الوطنية، لم تكتفِ وهران بالاحتفال، بل جعلت منها محطة فاصلة، تعانق فيها الذاكرة الحيّة طموحات البناء والتجديد، فقد تحوّلت الأجواء إلى ملحمة انتماء ووفاء، تُجدّد العهد على الاستمرار في زرع بذور التقدّم والعطاء.
ولم يكن ذلك مجرد شعارات، بل تجسّد على أرض الواقع من خلال تدشين مرافق حيوية، وإطلاق مشاريع تنموية جديدة في قطاعات متعددة، لتتألق الولاية كمثال حي على ديناميكية التغيير ونجاعة الحوكمة الرشيدة. من أبرز الإنجازات الصحية، تم افتتاح مصلحة العلاج الإشعاعي بالمستشفى الجامعي “بن عودة بن زرجب”، مجهزة بمسرعين خطيين متطورين، لتقريب العلاج من مرضى السرطان وتخفيف معاناتهم.
كما تم تعزيز التدخلات الصحية العاجلة عبر توزيع أربع سيارات إسعاف جديدة، مجهزة بأحدث الوسائل الطبية، ما سيسهم في تحسين نوعية التدخلات الاستعجالية وضمان إسعاف المرضى في أفضل الظروف الممكنة.
وفي خطوة تعكس سعي الدولة المتواصل لتحسين جودة حياة المواطنين وتطوير البنى التحتية، تم ببلدية قديل، وخصوصا بمنطقة كريشتل، توصيل شبكة الغاز الطبيعي إلى 204 منازل، ما من شأنه أن يعزز راحة السكان ويدعم جهود التنمية المحلية المستدامة.
أما في مجال السكن، فقد تم توزيع 7454 وحدة بمختلف الصيغ، إلى جانب إطلاق أشغال إنجاز 4000 وحدة ضمن صيغة السكن العمومي الإيجاري عبر عدد من البلديات، ما يشكّل خطوة حيوية نحو الحد من أزمة السكن وتعزيز مستوى المعيشة.
كما شهدت المناسبة ذاتها إعطاء إشارة انطلاق أشغال تهيئة القطب الحضري “أحمد زبانة” ببلدية مسرغين؛ وهو مشروع استراتيجي، يهدف إلى إعادة تشكيل النسيج العمراني وتوفير آفاق واعدة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء أما التعليم، فحظي باهتمام خاص من خلال وضع حجر الأساس لثانوية بطاقة استيعاب 1000 تلميذ بعين البيضاء، مع الإلتزام بإنهاء الأشغال في ظرف عام.
وفي لفتة رمزية تعبّر عن الوفاء لذاكرة النضال الوطني وتعزيز الشعور بالانتماء، تم إطلاق أسماء عدد من المجاهدين الجزائريين على مرافق عمومية حديثة، فقد أُطلق اسم الدكتور بوردراع بلعباس على كلية الطب، بينما حمل المسبح البلدي بحي النجمة في بلدية سيدي السحمي اسم المجاهد حليب محمد الطاهر، في حين تزيّن بيت الشباب ببلدية قديل باسم المجاهد صدوق عبد الرحمان.
أما في القطاع السياحي، فقد أُضفي طابع راق على المنطقة من خلال إطلاق منشأة “بلفودار هيلز” السياحية بعين الترك، ما يساهم في تعزيز جاذبية المنطقة كوجهة مميزة للاستثمار والسياحة.
أما في المجال البيئي، فقد شهدت مؤسسة الردم التقني دعما نوعيا تمثل في تزويدها بأربع آليات حديثة، تهدف إلى رفع كفاءة جمع النفايات ومعالجتها، في خطوة تعكس التزام السلطات بحماية البيئة وتحسين نوعية الحياة.
كل هذه الجهود تعكس مكانة ولاية وهران كأحد النماذج الرائدة في مسار التحول التنموي الذي تشهده الجزائر، حيث تواصل تقدمها بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقا، مستندة إلى رؤية وطنية طموحة وخطط إستراتيجية تستجيب لمتطلبات المرحلة. ولذلك من الجدير أن نذكر بأن ما تم عرضه من مشاريع ومبادرات، لا يمثل سوى غيض من فيض جهود جبارة متواصلة، تُبذل على مدار الساعة، ما يعكس ديناميكية عالية وإصرارا واضحا على ترسيخ دعائم جزائر أكثر إشراقا وقوة، تتماشى مع تطلعات الدولة لبناء نموذج تنموي حديث ومستدام.