تقوم الجهات المعنية بولاية بسكرة بالاستعداد المبكر لوضع آليات مواجهة أمطار الخريف والفيضانات، وهي أوضاع تندرج ضمن المخاطر الكبرى، وذلك بوضع مخطط التدخل الخاص بالفيضانات وكذا مخططات تنظيم النجدة على مستوى البلديات.
عمليات مواجهة هذه المخاطر التي تزداد خطورتها خاصة وأن الولاية تتميز بوجود عدد كبير من الأودية المحاذية للمناطق العمرانية، إضافة إلى وجود بنيات الطوب بالأحياء العتيقة على مستوى البلديات، حيث تم التأشير والموافقة على مخطط النجدة، في نهاية السنة الماضية، وتضمن مخططا محكما للتدخل بوضع كل مقاييس العمل التي تتطلبها هذه الأوضاع الاستثنائية، بمشاركة كل الفاعلين.
ويتضمن المخطط الولائي للتدخل في حالة الفيضانات وسوء الأحوال الجوية علميات الإجلاء وإنقاذ الأرواح والممتلكات، وقد باشرت مديرية الحماية المدنية منذ عدة أشهر وبالتنسيق مع البلديات والأجهزة الأمنية بتنظيم مناورات افتراضية تحاكي وقوع فيضانات عارمة، كان آخرها تفعيل مخطط النجدة البلدي بخنقة سيدي ناجي لاختبار مدى جاهزية مختلف المقاييس المتدخلة أثناء وقوع الكوارث الطبيعية، وتزامنت هذه المناورة بتقلبات جوية سمحت بقياس جاهزية الموارد المادية والبشرية ومدى القدرة على التعبئة في مختلف الظروف.
كما قامت الحماية المدنية أيضا بمناورة مماثلة على مستوى بلديتي زريبة الوادي والفيض في إطار تفعيل مخطط تنظيم النجدة للبلديتين، وتضمنت ربط القيادة الثابت على مستوى مقر الدائرة بمركز القيادة العملياتي بموقع الكارثة الافتراضية عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، ونفس الإجراء يتم تنظيمه ببقية البلديات.
وقد سبق أن نظمت ولاية بسكرة في بداية السنة الجارية مناورة ولائية افتراضية تحاكي وقوع فيضانات كبيرة تسببت في خسائر بشرية ومادية، وسُخر لهذا التمرين الميداني الذي شاركت فيه وحدات من الجيش الوطني الشعبي، وسائل وإمكانات في مختلف مجالات الإنقاذ.
المناورة المذكورة تطبيق تدخلات ميدانية لمواجهة وقوع فيضانات افتراضية بقرية سريانة بلدية شتمة، وحسب خطة التمرين التي اقتضت افتراض تساقط كميات كبيرة من الأمطار بولاية بسكرة مع ارتفاع منسوب مياه سد فم الخرزة، وفيضان مياهه على قرية سريانة المجاورة، والتي توجد على مسافة 20 كلم شرق عاصمة الولاية.
المناورة استدعت إعلان حالة الطوارئ، وتفعيل المخطط الولائي للنجدة من أجل احتواء الوضع الذي تسببت فيه الفيضانات التي كانت مصحوبة برياح شديدة، وتضمنت المناورة انتقالا سريعا لكل الوحدات والمفارز المتواجدة بالمنطقة بعد استلامها إشارة الطواري، وبدء عمليات الإنقاذ التي أوكلت إلى وحدات الحماية المدنية والفرق الطبية.
ويبدو من خلال تتبعنا لعملية تفعيل مخططات النجدة، أن الجهات المعنية مجندة لكل التوقعات، وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي الذي شاركت وحداته بفعالية في المناورة المذكورة، والتي أثبتت جاهزية كل المقاييس المتعلقة بتفعيل مخططات النجدة على مستوى الولائي والبلديات.