عرفت مصلحة الأمراض المعدية بالوحدة الاستشفائية في بوفاريك بالبليدة ، حالة استنفار في ثالث ايام العيد المبارك ، لاستقبالها ما لا يقل عن 76 حالة مرضية ، حملت أعراض الإصابة بالمرض الوبائي «الكوليرا « ، و هي الحقيقة التي أثبتتها التحاليل المخبرية عن معهد باستور نهاية الأسبوع ، بإحصاء رقم ازيد من 40 شخصا ، يحملون ميكروب الكوليرا الوبائي .
من جهتها تجنّدت الجهات الوصية و المسؤولة مباشرة للتحكم في الوضع بتقديم العلاج و منع انتشار هذا الوباء القاتل ادت الى مغادرة 12 شخصا للمستشفى مساء أول أمس الخميس ، بعد التأكد من سلامتهم و شفائهم من أي عرض مرضي .
حالة استنفار شديدة عرفتها مصالح و محيط مستشفى بوفاريك في أيام العيد ، جعلت الاعتقاد بأن الوافدين بالرقم المهم ، من ولايات بوسط البلاد هي العاصمة و البليدة والمسيلة و تيبازة ، أصيبوا بأعراض تسمم غذائي لتناولهم لحم الأضاحي ، الا أن التحاليل المخبرية و التي جرت للعينات المرفوعة على معهد باستور المتخصص ، أكدت في عدد من تلك الحالات المرضية المشبوهة ، إصابتها بأعراض الاسهال الحاد و الغثيان و الحمى و التعب الجسدي ، بأن الأمر يتعلق بأعراض مرض وبائي هو « الكوليرا « ، والذي تم القضاء عليه منذ عقود بالجزائر ، و أن السبب يعود مبدئيا الى عامل نقص النظافة سواء من حيث الاستهلاك اليومي للطعام و أنواع من الاغذية او لتلوث مياه الشرب واقامة بعض المصابين أمام مجاري المياه القذرة .
المصالح الطبية و الولائية الوصية كشفت أن الامر يتعلق بالتعامل مع اعراض مرض وبائي ، حيث جندت فرق مؤهلة ، وطواقم طبية مختصة احتوت الازمة، وسيطرت على الاوضاع، الامر الذي نجم عن ذلك مغادرة 12 حالة للمستشفى، بعد تلقيهم العلاج الكافي، والتأكد من سلامتهم ومعافاتهم من أي اعراض، بينما لا تزال بقية الحالات الاخرى تخضع للفحص والرقابة الطبية والعلاج.
وفي هذا السياق كشف رئيس المجلس الشعبي الولائي للبليدة عبد الرحمان سوالمي لـ « الشعب « تشكيل خلية ازمة لمتابعة الاوضاع و الاطمئنان على احوال المصابين قائلا انه قام شخصيا و لجنة الصحة بالمجلس رفقة اطارات و ممثلين عن الشعب ، بتفقد الأوضاع بمستشفى بوفاريك، و تم اصدرا تقرير بذلك.
أضاف سوالمي بأنه في معرض كل ذلك تحدث مع مدير المستشفى ، ابلغه بأن الطاقم الصحي يعمل على تقديم مقترحات خلال دراسة الميزانية القادمة لتدعيم المستشفى ببعض المستلزمات والتي ستسهل من العمل به و ترفع من قدراته ، مؤكدا في السياق بأن الامور تبعث الى الاطمئنان في ظل التجنيد لكافة الطاقات و القدرات بالمستشفى ، و ايضا على المستوى المحلي عموما في التكفل بهذه الحالات والاطمئنان عليها .
جدير بالتذكير ان دائرة بوقرة شهدت مطلع الشهر الجاري ، حالات تسمم جماعي لقرابة 500 شخص ، بينت التقارير و التحاليل المخبرية ، بأن سببها يعود الى استهلاك مياه شرب ، تم جلبها من بعض الابار يملكها خواص ، و ليس بسبب استهلاك مياه شرب الحنفيات ، خصوصا و ان مديرية الموارد المائية ، قامت بفحص ليعنات من 39 نقطة باحياء شعبية في «بوقرة « ، جاءت النتائج المخبرية موجبة ، و اثبت سلامة استهلاك تلك المياه .وقد تناولت «الشعب» في اعدادها السابقة بالتفصيل هذه القضية.
كما يجدر التنويه أن بعض رواد الشبكة العنكبوتية باشروا حملات تحسيس عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول التعريف بمرض الكوليرا و كيفية الوقاية منه ،مروجين عبر فيديوهات تحسيسية هادفة و سهلة الاستيعاب ، بغرض الوقاية العامة من المرض ، و اخذ الاحتياط في شق النظافة ، كعامل أول للوقايمة من هذا الداء.
