مع الدخول في المرحلة الثالثة من الوباء

حركية نسبية بشوارع البليدة ومواطنون يخالفون التعليمات

البليدة:لينة ياسمين

ظهرت مدينة البليدة منذ الإعلان عن المرحلة الثالثة من انتشار وباء كورنا بالجزائر، على عكس يومياتها، قل النشاط التجاري بأهم الأسواق، وأغلقت المتاجر إلا القليل النادر منها، فيما كادت تنعدم حركية المركبات على عكس المألوف، ولم يظهر النشاط التجاري إلا في نقاط محدودة، ضمن فيها أصحابها الحد الأدنى من السلع والخضروات، فيما تجمع زبائن دوائر رسمية ومؤسسات بنكية بأعداد قليلة، أمامها ينتظرون الدور للدخول وسحب أو إيداع ودائعهم وووثائقهم.
البارحة ومع اعلان عن الحجر لمدة 10 ايام وحظر التجول كانت البليدة شاحبة وهادئة، شوارعها الرئيسية شبه فارغة، وحركية السيارات تعد على الأصابع، فيما بدت مواقف الحافلات من دون زبائنها على عكس المعتاد، أما أسواقها الشعبية وساحاتها العامة المشهورة بها، مثل ساحة التوت وساحة الحرية، وباب دزاير وبلاصت النصارى وبلاصت العرب، فكانت خالية إلا من القليل من الناس، الذين خرجوا للتبضع واقتناء الضروري.
في المقابل لم تتوقف سيارات الأمن عن تنظيم دوريات، تجوب الشوارع وتراقب الحركية، وأوحى المشهد بأن سكان البليدة التزموا لحجر الذاتي، فيما ظهرت لافتات وملصقات على شرفات بعض البيوت، وعلى أبواب ومقرات جمعيات، تدعوا إلى توخي الحذر والحيطة وعدم الخروج، رفعها بعض الجيران وكتبوا فوقها « أحموا أنفسكم وعائلاتكم وجيرانكم وأصدقاءكم، أحموا الجزائر «، ولافتة أخرى تضمنت عبارة « تحية احترام وتقدير إلى كل موظفي وعمال ومتطوعين في القطاع الصحي بالبليدة وبوفاريك «.
و يجسدالالتزام بالبيوت في البليدة، وعي المواطنين، بالنظر لحجم الأرقام المخيفة، التي سجلتها الولاية طيلة الأسابيع الأربعة، من تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتي نقل العدوى فيها مغترب بأوروبا لأفراد من عائلته، زارهم وشاركهم فرحا عائليا، اين ظل المنحنى في تصاعد، وأحصى ما لا يقل عن 8 وفيات الى غاية أمس، وأكثر من 70 حالة مؤكدة، بالرغم من تماثل 13 شخصا للشفاء، لتصبح البليدة رقما أولا يتقدم ولايات الوطن في الإصابة بالوباء.
و يثار في سياق المرض الفيروسي الوبائي، تسجيل بعض التصرفات اللامسؤولة من بعض المواطنين، والذين ابدوا عدم تحمل مسؤولياتهم من حيث عواقب تصرفاتهم، وإقدامهم دون خوف، على إقامة أفراح في عز أيام الانتشار الخطير للوباء، وهو ما جعل عناصر الامن تتدخل لوقف مثل تلك الأفراح، والتي أثبتت المصيبة الكونية أن غالبية الدول، استفحل فيها الوباء وأعراضه.
 وهو ما يجعل الحذر في مثل هذه السلوكيات واجبا، حتى لا يتم تعريض وحصد المزيد من أعداد المصابين والأرواح ويكفى أن الجزائر رغم اليقظة والاستعدادات، وهو ما يفرض على مثل هذه العقليات، أن تفكر في مصير الجميع، لان المرض» الوباء « لا يستثني ولا يفرق بين الأشخاص ومستوياتهم ورتبهم ومناصبهم وجنسهم وأعمارهم، وتبقى الوقاية هي العلاج الأمثل لتفادي وتجنب التعرض للوباء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024