أويحيى ومدفيديف يؤكدان على استمرار خفض إنتاج النفط لاستقرار الأسعار
توجت المحادثات التي جمعت الوزير الأول أحمد أويحيى برئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، بالتوقيع على خمس اتفاقيات تعاون خارج قطاع المحروقات، تشمل مجالات العدالة والصحة، التعليم والصناعة والتعليم العالي والتكوين المهني، حيث أكد الطرفان تطابق وجهات النظر على استمرارية اتفاق تخفيض إنتاج النفط لرفع الأسعار.
الوزير الأول أحمد أويحيى أكد أن الاتفاقيات الموقعة مع فدرالية روسيا الاتحادية تؤكد عمق العلاقة المتينة بين الجزائر وموسكو، التي اعتبرها شريكا استراتيجيا للجزائر، معلنا أن الاتفاقيات الخمس تشمل قطاعات الصحة والتعليم العالي والعدل، الصناعة، التعليم والتكوين المهني، فضلا عن اتفاقية في مجال التعاون النووي المدني وأخرى لتكوين الإطارات.
وأشار أويحيى في ندوة صحفية مشتركة عقدت عقب المحادثات، بمشاركة عدد من أعضاء الحكومة، بإقامة الدولة بزرالدة بالعاصمة، إلى أن الاتفاقيات الموقعة في مجال التعاون المدني تعبر صراحة عن الانطلاقة الجديدة في العلاقات بين البلدين.
في حين أشاد رئيس الوزراء الروسي مدفيديف بمستوى المحادثات والتعاون الذي قال بدوره إنه يعكس قوة العلاقات، قائلا: «إن الاتفاقيات الموقعة تشكل حافزا قويا لتعزيز روابط التعاون أكثر فأكثر»، مؤكدا «أن الجزائر شريك استراتيجي لروسيا».
توافق على خفض إنتاج النفط
كما توجت المحادثات، التي تعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء روسي يزور الجزائر منذ سنة 1971، بالتأكيد على تطابق وجهات النظر حيال ملف استمرار تخفيض إنتاج النفط في إطار مبادرة منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، حيث قال أويحيى في رده على سؤال حول استمرارية اتفاق خفض الإنتاج، «مصالحنا مع روسيا في مجال المحروقات متطابقة»، مضيفا «كون قاعدة الاقتصاد الوطني مبنية على المحروقات، على غرار روسيا، فإننا نؤكد تطابق وجهات نظرنا حيال موقف تخفيض الإنتاج»، مشيرا إلى زيارة ملك السعودية إلى روسيا منذ أيام تأتي في سياق خفض الإنتاج داخل «أوبك».
بدوره أكد مدفيديف تطابق وجهة النظر مع الجزائر حيال خفض الإنتاج في إطار اتفاق «فيينا»، مضيفا أن الرسالة التي وضعها بوتفليقة سابقا لإجراء حوار لمناقشة هذا الموقف كانت إيجابية لكلا الطرفين وحتى الدول خارج منظمة «أوبك»، وهو ما انبثق عن قمة الجزائر مطلع السنة.
وأضاف رئيس الوزراء الروسي، أن بلاده تسعى للإسهام بشكل مباشر في خفض الإنتاج والعمل على استقرار الأسعار، في المستقبل، باعتبار أن الاقتصاد الروسي يعتمد في مداخيله على قطاع المحروقات، ما يعني أن الميزانية بحاجة إلى الأموال في الوقت الراهن لرفع مستوى المداخيل، مبديا تفاؤله حيال ارتفاع الأسعار في القريب.
أحمد أويحيى بدوره أكد أن زيارة مدفيديف فتحت آفاقا واسعة للتعاون بين الجزائر وروسيا، سيما وأن الاتفاقيات الموقعة ستسمح بفتح المزيد من مناصب الشغل في البلاد، مشيرا إلى أهمية تنويع الاقتصاد الوطني من خلال الاتفاقيات الموقعة التي تبرز أهميتها في تنويع مصادر الدخل ببعث شراكة في مجالات السياحة والصناعة الميكانيكية والطاقة.
في مقابل ذلك، تأتي الاتفاقيات، بحسب أويحيى، في إطار انعقاد اللجنة المشتركة المختلطة 08 بين البلدين، شهر سبتمبر المنصرم، موضحا أن زيارة مدفيديف ستعطي دفعا جديدا للعلاقات بين الجزائر وروسيا، تنفيذا لتعليمات الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفلاديمير بوتين، التي تؤكد، بحسبه، على توسيع مجالات التعاون والشراكة.
في هذا الإطار، تمخضت عن المحادثات رفيعة المستوى بين أويحيى ومدفيديف قبول روسيا استقبال شركات عمومية وخاصة في إطار اكتساب الخبرة، في حين وافقت روسيا على قبول فتح مصنع لتركيب الشاحنات والحافلات بالجزائر، في إطار دعم الاستثمار بقطاع الصناعات الميكانيكية، بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء الروسي وذلك في إطار توسيع علاقات التعاون خارج قطاع المحروقات.
في حين دعا الشعب الجزائري إلى التحلي بالعزيمة والتغلب على الأزمة، مستطردا بالقول إن الشعب له من العزيمة ما يجعله قويا أمام الأزمات، ودائما ما تحلى بالإرادة القوية.
وفد من رجال الأعمال الجزائريين سيزور روسيا قريبا
أعلن الوزير الأول أحمد أويحيى عن زيارة مرتقبة سيقوم بها رجال أعمال جزائريون إلى روسيا بغرض دراسة فرص التعاون والشراكة مع مؤسسات روسية. وأوضح أنه «تم الاتفاق على إرسال وفد مكون من رجال أعمال من شركات جزائرية عمومية إلى روسيا لمواصلة المحادثات مع الشركاء الروس».
تندرج هذه الزيارة في إطار مواصلة تنفيذ مقررات اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري الروسي التي عقدت دورتها الثامنة في سبتمبر المنصرم بالجزائر العاصمة والتي «عبدت الطريق» لمحادثات حول عدة مشاريع شراكة وتعاون بين البلدين.
