في حصيلة لقطاع الطاقة خـلال عـام 2024

استكشافــات ضخمة تعزّز الاحتياطي والصـادرات

فضيلة بودريش

انطـلاق مشاريع طاقويـة نظيفـة.. حــدث تاريخي وفــارق بالمنطقة

ارتفعت وتيرة أداء قطاع الطاقة بشكل متنامي تصاعدت فيه أرقام الاستكشافات وكميات الإنتاج المتدفقة ونجحت الجزائر في رهان تعميق الاستثمارات وتنويع الشراكات، علما أن أكبر الشركات الناشطة في الطاقة عبر العالم انجذبت نحو السوق الجزائرية من أجل أن يكون لها موضع قدم في ثورة الطاقة التي تخوضها الجزائر في إطار التوجه القائم نحو مزيج طاقتي ينوّع بين الطاقات الاحفورية التقليدية والمتجدّدة، يتصدرها انطلاق الدراسات مع أضخم الشركات لبناء محور طاقوي أخضر يمتد من شمال أفريقيا لتزويد العديد من الدول الأوروبية بما فيهم إيطاليا واسبانيا والنمسا وما إلى غير ذلك. ومن الطبيعي أن تكون الجزائر وجهة مهمة لأكبر المستثمرين و المستهلكين في السوق العالمية.

ينبغي التأكيد أن عام 2024، مثلما كان سنة اقتصادية وتنموية أحدث فيها تغيير وتحول في مختلف القطاعات الصناعية، وقفزة قوية وسريعة للطاقة، إذ أصبحت الجزائر صاحبة القدرات الضخمة والاحتياطي المهم خاصة في الغاز والطاقات النظيفة، سارعت في بسط استثمارات ضخمة واستغلال متزايد لاحتياطاتها الكبرى، باعتماد ورقة الطريق التي تسهر وزارة الطاقة ومعها مجمعي سوناطراك وسونلغاز على تجسيدها، تحمل مشاريع رائدة ومتنوعة واستثمارات تاريخية خاصة في الطاقة المتجددة.


8 اكتشافـات نفطيـة وغازيـة مهمــة

وبما أنه لا يفصلنا سوى خطوة أخيرة عن عام 2025، يمكن تسليط الضوء على أهم ما تحقق في سنة، كانت بحصيلة إيجابية بالنسبة للقطاع الطاقوي الجزائري من خلال تحقيق 8 اكتشافات مهمة للنفط والغاز. بفضل احترافية وقدرات وخبرة مجمع سوناطراك العملاق الطاقوي معززة الاحتياطي الوطني بمواقع جديدة، نذكر من بينها ما تم تحقيقه في ولاية بشار وعين صالح وإيليزي وجانت وورقلة، وما إلى غير ذلك.
كما ينتظر من هذه الاستكشافات أن تعزز تدفق النفط والغاز الطبيعي في أسواق خارجية متعطشة للثروة السوداء.
وضمن نفس الحركية، فإن الجزائر عكفت على إبرام اتفاقية مع شركة إكسون موبيل الأمريكية تنص على دراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد النفط والغاز في كل من حوض أهنات وحوض قورارة، في إطار التخطيط من أجل استغلال حوالي 60 تريليون قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخراج.
وفي إطار تعزيز أحد أكبر حقول الغاز، وقع مجمع سوناطراك عقدا مع الشركة الصينية للهندسة النفطية، لتجسيد وحدات جديدة لتعزيز حقل الغاز “الرار”، المتواجد على مستوى حوض إليزي، بهدف زيادة الإنتاج بمعدل 10 ملايين متر مكعب يوميا.
وضمن نفس مساعي الوثبة العالية لقطاع الطاقة والمنعرج الرئيسي لعصب الاقتصاد الوطني، أطلق مجمع سوناطراك بالشراكة مع شركات “بيكر هيوز” و«تيكنيمونت اس بي أي”، انجاز مشروع استراتيجي واعد تضمن بناء ثلاث محطات من أجل ضخ الغاز في حاسي الرمل وبالتحديد على مستوى المكمن التاريخي، بهدف تعزيز تدفق الطاقة والرفع من الاحتياطي الوطني.
 ولتجسيد هذا المشروع الاستثماري المهم، خصص غلاف مالي لا يقل عن 2.330 مليار دولار، وتم تحديد موعد تسليم محطة الوسط، بداية من شهر أكتوبر 2026، أما الطاقة الإنتاجية المنتظرة لمحطات الوسط والشمال والجنوب، فإنها لن تقل عن مستوى 188 مليون متر مكعب يوميا. على خلفية أنه يندرج ضمن تجسيد أهداف الاستدامة الطاقوية المسطرة وطنيا وكذا ضمان أعلى معايير الجودة والسلامة.

 الطاقــة الشمسيـة الانطلاقـة القويــة

اعتبرت منصات مختصة في الطاقة انطلاق مشاريع الطاقة النظيفة في الجزائر كان قويا وتاريخيا وفارقا في المنطقة، ترجمه وضع حجر أساس العديد من محطات الطاقة الشمسية، واستغلال الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها الجزائر بما فيها الطاقة الشمسية كون سطوع الشمس بها يعد الأعلى عالميا، والجدير بالإشارة فإن قطاع الطاقة انطلق في انجاز 4 مشاريع بهدف إنتاج الهيدروجين، علما أنه تتوزع هذه المشاريع ما بين إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وبالإضافة إلى مشروعين لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء.
وينبغي التذكير أنه في شهر مارس الماضي، تم الانطلاق في بناء أول محطة طاقة شمسية تبلغ قدرتها الإنتاجية 200 ميغاواط، متشكلا من 346 ألف لوح شمسي، وتندرج هذه المحطة ضمن برنامج توليد 3000 ميغاواط وأسندت مهمة إنجازه إلى مجمع سونلغاز. ومن المنتظر أن يرى هذا المشروع الطاقوي النظيف النور في أجل زمني لا يزيد عن 14 شهرا، في ولاية المغير.
وانطلقت الجزائر في شهر أفريل الماضي في بناء المحطة الثانية، في إطار تجسيد نفس البرنامج من أجل إنتاج الطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تناهز 150 ميغاواط على مستوى دائرة تقرت، وضمن أجل زمني لا يزيد عن 14 شهرا، تم إنجاز المحطة الثالثة للطاقة الشمسية التي تم وضع حجر أساسها في ولاية أولاد جلال تبلغ طاقتها الشمسية 80 ميغاواط، وتنجزها المجموعة الصينية “سي دبليو إيو، وأجال الانجاز حددت بنحو 10 أشهر. وكل هذه المشاريع جعلت الأنظار في الأسواق الخارجية سواء بالنسبة للمستهلكين أو المستثمرين تتجه نحو الجزائر وتصف انطلاقتها بالقوية والمهمة.

الهدروجــين الأخضــر.. الممّـر الواعـد

وبخطى واثقة ورؤية واضحة، انخرطت الجزائر في مسارات الاستثمار في الطاقة الخضراء النظيفة، متبنية وجهة بناء ممر جنوبي ومحور طاقوي عملاق بهدف إنتاج نحو 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا لتزويد السوق الأوروبية، لأنه من المقرر أن يربط هذا المحور كل من الجزائر بألمانيا، مرورا عبر إيطاليا والنمسا.
وأعطت الجزائر الضوء الأخضر لميلاد هذا المشروع الأخضر العملاق، من خلال إبرام مجمع سوناطراك لمذكرة تفاهم مع شركات إيطالية وألمانية ونمساوية، للشروع في دراسات جدوى لمشروع ممر الهيدروجين “الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين، وفي نفس الوقت أبرمت سوناطراك مذكرة تفاهم مع شركة “سيبسا” الإسبانية، من أجل إعداد دراسة جدوى مشتركة لتطوير مشروع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في الجزائر، من خلال بناء محطة للتحليل الكهربائي بقدرة تتراوح بين 50 و200 ميغاواط، علما أن مذكرة التفاهم تنص على بناء محطة لإنتاج الميثانول الأخضر والأمونيا الخضراء، إلى جانب إنشاء مرافق تخزين ونقل الميثانول والأمونيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025