مصنّعون جزائريّــــون يبهـرون بعــرض منتوجــات راقيـــة السمعـــة
لم يعد المنتوج المحلي الوطني بحاجة للبحث عن ثقة المواطن، كما كان قبل أن تشقّ بلادنا طريقها لترقية المنتوج المحلي في إطار التحولات الاقتصادية، التي عرفتها الجزائر خلال العهد الجديد، بل بات يفرض نفسه بجودة وابتكار، وثقة نابعة من الفخر المحلي.
وتجلّى ذلك بوضوح خلال فعاليات معرض الجزائري الدولي في طبعته الأخيرة، والذي نظم بالجزائر العاصمة خلال الأسبوع الماضي، وعرف مشاركة قياسية للدول، وللعارضين الجزائريّين الذين أبدعوا في تقديم مختلف المنتجات الجزائرية الصنع، وكانت محل إعجاب الزوار الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، وللأجانب المشاركين في فعاليات هذا الحدث الاقتصادي الهام، وهذا من كل النواحي، التغليف، الجودة والمعايير، ليؤكّد مجدّدا قدرته على منافسة المنتجات الأجنبية بجدارة.
ويندرج هذا التحول في إطار الديناميكية التي تشهدها الصناعة الجزائرية ضمن الإستراتيجية الوطنية لترقية الصناعة المحلية، والتي أتت أكلها، مدفوعة بالتسهيلات التي قدمتها السلطات العليا في البلاد حيث ساهمت في خلق شركات ناشئة، وعملت على مدّ يد العون للمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة الطموحة، رافقتها إصلاحات تشريعية. وفي السياق، عبّر زوار من المعرض عن إعجابهم الشديد بما شاهدوا من منتجات محلية ذات تغليف احترافي وجودة عالية، في قطاعات متنوعة مثل مستحضرات التجميل، الأجهزة الإلكترونية، الأغذية، الميكانيك، وحتى الصناعات التحويلية. ومن هنا، تبرز هذه الشهادات أنّ هناك تنافسا إيجابيا بين المصنّعين المحليّين على تقديم الأفضل، سواء في الإنتاج أو التغليف، خاصة بعد أن وفرت الدولة الدعم والتحفيزات لولوج السوق من خلال دعمها الكبير في إطار سياسة ترقية المنتوج المحلي.
المنتوج المحلي الوطني اليوم في قلب المنافسة، مدعوما بقدرات وطنية صاعدة، ووجود رغبة استهلاك وطنية متزايدة للمنتوج المحلي، حيث باتت الجزائر تُثبت من خلال صناعتها أنها قادرة على التحول إلى قاعدة إنتاج إقليمي، خاصة مع اقتراب موعد تنظيم “معرض التجارة البينية الإفريقية” المرتقب تنظيمه شهر سبتمبر المقبل، والذي سيكون محطة اقتصادية أخرى هامة جدا، ومناسبة للمنتوج الوطني للبروز وبقوة، خاصة وأنه بات يصدر إلى أسواق إفريقية عديدة حيث ستكون فرصة كبيرة لعرض هذه النجاحات إقليميا وحتى دوليا، وحيازة أكبر عدد من المشاريع الإستثمارية وبقائها هنا بالجزائر.