عارضـون أجانب ينوّهـون بفـرص الاستثمار الواعدة في الجزائر الجديدة
تميّزت الطبعة 56 لمعرض الجزائر الدولي، التي اختتمت فعاليتها، السبت، المنصرم بقصر المعارض (الجزائر العاصمة)، بمشاركة قياسية لـ684 مؤسّسة جزائرية وأجنبية من 31 دولة، مسجّلة زيادة في عدد المشاركين بنسبة 42 بالمائة منذ 2022، وهو مؤشّر قوي على جاذبية السوق الجزائرية وتحسّن مناخ الاستثمار.
وشهد المعرض المنظم برعاية سامية من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مشاركة متعاملين محليّين وأجانب عرضوا خدماتهم ومنتجاتهم عبر مختلف القطاعات الاقتصادية، بما يعكس اهتماما متزايدا بالفرص التي توفّرها الجزائر كمحور تجاري واستثماري في المنطقة.
وعرف هذا الحدث الاقتصادي الهام الذي جرت فعالياته تحت شعار “من أجل تعاون مشترك ومستدام”، مشاركة 539 مؤسّسة جزائرية و145 مؤسّسة أجنبية من 31 دولة، منها 28 دولة مشاركة بجناح وطني كامل، متمثلة في 5 دول عربية، 11 دولة إفريقية، 4 دول أوروبية، 5 دول آسيوية و3 دول من أمريكا. وأعرب رئيس الجمهورية، لدى إشرافه على افتتاح هذه الطبعة، عن ارتياحه للتطور الذي تسجّله المؤسّسات الوطنية، عمومية، خاصة وناشئة، مؤكّدا على أهمية مواصلة تعزيز تنافسية المنتوج الوطني والعمل على ضمان الاكتفاء الذاتي وتعزيز التصدير. وكان رئيس الجمهورية قد استهل زيارته للمعرض بالوقوف عند جناح سلطنة عمان، التي اختيرت ضيف شرف هذه الطبعة من معرض الجزائر الدولي، حيث طاف بهذا الجناح رفقة الوزير الأول، نذير العرباوي والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، بوعلام بوعلام، وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب وزير التجارة والصناعة وترويج الإستثمار لسلطنة عمان، قيس بن محمد اليوسف والوفد الرسمي المرافق له.
وجاء اختيار سلطنة عمان كضيف شرف هذه الطبعة في ظل الديناميكية التي تعرفها العلاقات الجزائرية-العمانية، خاصة بعد الزيارات المتبادلة الأخيرة بين مسؤولي البلدين، والتي توّجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية. وبهذا الجناح، أشاد المتعاملون العمانيون بالتقدم الكبير المسجّل في العلاقات بين البلدين، كما نوّهوا بفرص الاستثمار الواعدة التي توفرها الجزائر. ووقف رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، على أجنحة العديد من المؤسّسات الوطنية، عمومية، خاصة وناشئة، أين أبدى إعجابه بمستوى المنجزات التي حقّقتها هذه المؤسّسات ومثمّنا التقدم الذي تحرزه العديد من القطاعات، كما حث المتعاملين الاقتصاديّين على رفع مستوى الطموح للاستثمار أكثر والمساهمة في خلق القيمة المضافة ومناصب الشغل.
وبالإضافة إلى المشاركة القياسية للمتعاملين المحليّين، شهدت هذه الطبعة مشاركة متميزة للدول الأجنبية، تعكس الديناميكية الملحوظة لمشاركة الأجانب في العديد من المعارض والصالونات، التي أقيمت في قصر المعارض “صافكس”، حيث بلغ عددها 27 معرضا دوليا شاركت فيها 2933 مؤسّسة أجنبية، حسب معطيات وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية.
وتظهر هذه المؤشّرات أنّ الجزائر أصبحت مركز استقطاب للمستثمرين الأجانب وهذا على ضوء النتائج التي بلغتها الإصلاحات الاقتصادية المجسّدة في الميدان، حيث تعتبر قطاعات الصناعات الغذائية، الصناعة الكيميائية والبتروكيميائية، قطاع الخدمات وكذا الصناعات الميكانيكية والحديد والصلب، من أبرز القطاعات التي حقّقت فيها الجزائر تقدما ملحوظا في نسيجها الاقتصادي وتشهد استقطابا كبيرا للمستثمرين الأجانب. كما تم تسجيل بروز قطاعات البناء والأشغال العمومية، الصناعة الكهربائية والإلكترونية والحرف التقليدية كقطاعات واعدة تشهد ديناميكية في طور النمو.
وعرفت هذه الطبعة إقبالا كبيرا من طرف الزوار، سواء مواطنين قادمين من مختلف الولايات أو مهنيّين ومستثمرين محليّين وأجانب، بالإضافة إلى دبلوماسيّين ومسؤولين أجانب شاركوا في عديد اللقاءات ومنتديات أعمال وندوات نظمت على هامش هذه التظاهرة، تم خلالها التأكيد على تعدّد فرص الاستثمار بالجزائر والدعوات إلى المؤسّسات الأجنبية لاستغلالها. ويعد معرض الجزائر الدولي من أبرز التظاهرات الاقتصادية الدولية، بحيث يبرز تطور الاقتصاد الوطني والقدرات الإنتاجية، كما يُسهم في تعزيز التبادلات التجارية والمهنية من خلال توفير بيئة مشجّعة على الشراكة والاستثمار الأجنبي المباشر في مختلف القطاعات.