تـأثير إيجابي للجزائر في تعزيـز المؤسسات الرائدة في مجال الاستدامة
اجتمع أمس الخبراء والمختصّون لمناقشة الآليات والفرص لمساهمة قيمة للمؤسسات الاقتصادية سواء كانت خاصة أو متعدّدة الجنسيات، لتؤدي الدور المنوط بها في التنمية الاجتماعية، على خلفية أنّ دورها لا يقتصر على الأداء الاقتصادي، ولا ينتهي عند إنتاج الثروة والقيمة المضافة، وذلك خلال منتدى حول المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية الجزائرية.
أطلقت المبادرة الجديدة، من خلال تنظيم المنتدى الاقتصادي “API التأثير الإيجابي للجزائر”، من طرف حاضنة الجزائرية للمشاركة الاجتماعية ACSE ، وضمّ هذا الحدث الإستراتيجي، المنظّم تحت رعاية وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مختلف الجهات الفاعلة الرئيسية لتعزيز ودمج المسؤولية الاجتماعية للشركات في النسيج الاقتصادي الجزائري. كما وضع المنتدى على ضوء نقاش معمّق وورشات عمل تقنية، المسؤولية الاجتماعية للمؤسّسات في قلب تحوّل الشّركات الجزائرية.
وافتتحت مريم بن سلامة، مديرة مؤسّسة ومبادرة “الجزائر امباكت بوزيتيف” المنتدى، مؤكّدة بأنّه يحمل طابعا اقتصاديا لتحسيس الشركات الاقتصادية بأهمية المساهمة الاجتماعية، وفي حماية البيئة وتعزيز الحوكمة، واعتبرت اللقاء فرصة ثمينة تسمح بالتفكير في مكانة المؤسسة في المجتمع وآثارها في المحيط والبيئة، وكذا الأنظمة الاجتماعية، وتواصلت مع الشركات المتوسطة والمتعددة الجنسيات للتفكير في المساهمة الاجتماعية. ولم تخف بأنّ هذا المحور جديد في الجزائر، مركّزة على الأهداف والمتمثلة في التتويج بمبادرات موجودة والعمل على توسيعها، وتعزيزها أكثر على أرض الواقع بهدف بناء مسؤولية اجتماعية حقيقية بالتعاون مع جميع الفاعلين.
أمّا البروفيسور سفيان بابا، مختص في التّسويق الاستراتيجي والمسؤولية الاجتماعية وأستاذ هذا التخصص في جامعة “كيبيك الكندية”، تناول في محاضرة مهمة “التحول الإيجابي لمرافقة المؤسسات الاجتماعية من أجل التنمية المستدامة”، وأوضح أن القطاع الخاص، يمكنه أن يلعب دور كبير في تعميق وتوسيع المسؤولية الاجتماعية القادرة على التغيير في المجتمع، ولم يخف البروفسور بابا أن المسؤولية الاجتماعية مرتبطة ليس فقط بالجانب الاجتماعي والبيئي، وإنما لديها كذلك علاقة وثيقة بالتنمية المستدامة، مشيرا في سياق متصل أن القطاع الخاص يعد مفتاح المسؤولية الاجتماعية.
وكما اتّفق المشاركون على قدرة “التأثير الإيجابي للجزائر” في تعزيز المؤسسات الرائدة في مجال الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، ودعمها لتعزيز قدراتها التنافسية وتأثيرها.
وأشاروا إلى أهمية دمج الممارسات الأخلاقية والمستدامة، وإلى جانب أهمية توقع الشّركات مختلف المخاطر البيئية والاجتماعية والحوكمة بهدف العمل على تقليلها، مع تحسين تكاليفها من خلال سلسلة من الإجراءات على غرار الكفاءة الطاقوية، والحد من النفايات وتحسين سلسلة التوريد.
كما يساهم هذا النهج، حسب تقديرات المشاركين على تحفيز الابتكار، وتحسين صورة المؤسسات ووضعها بشكل استراتيجي في السوق. وينتظر من تبني المسؤولية الاجتماعية للشركات، جذب والمحافظة على المواهب التي تبحث عن أصحاب عمل مسؤولين، في حين تعمل على تعزيز علاقاتهم مع العملاء الملتزمين بالقيم المشتركة.
وعلى هامش معرض APInnov، تمّ تخصيص فضاء واسع لرواد الأعمال، وكذا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ذات التأثير، مقدمة حلولا مبتكرة ومستدامة مع تعزيز ظهورها وتأثيرها الإيجابي على المجتمع والبيئة.
ومن أجل الحفاظ على البيئة، تمّ إنشاء منصّات مصنوعة من الورق المقوى القابل لإعادة التدوير لاستيعاب العارضين. كما عكست هذه المبادرة التزاما القائما بحدث مستدام. علما أنّه سيتم إعادة تدوير جميع أجنحة المعرض بالكامل بعد الحدث.