الزغبـي: مستـــعدّون للتعـاون مع الشركات الجزائرية في مشاريع كبرى
ماغاسوبــــا فارابــان: خـط جــوي بين الجزائر وغينيا لتعزيز التعاون الثنائــي
ركاش: التعاون المؤسّساتي المتواصــل مـع الوكـالات الإفريقيـة النظـيرة
بوطالبي: مكاتبنا الولائيـة تحت تصرّف المتعاملـين الراغبـين في المشاركـة
بدأ العد التنازلي لانطلاق الطبعة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية، الذي ستحتضنه الجزائر في الفترة الممتدة من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، بتنظيم مشترك بين البنك الإفريقي للتصدير والإستيراد «أفريكسيم بنك» والاتحاد الإفريقي.
وفي إطار التحضيرات الجارية لإنجاح هذا الحدث القاري الهام، نظّمت «أفريكسيم بنك» جولة ترويجية خاصة بالمعرض، احتضنها فندق «ماريوت» بالعاصمة، أول أمس، بحضور عدد من الشخصيات وممثلي الهيئات الإفريقية. وقد واكبت يومية «الشّعب» فعاليات هذه التظاهرة، ورصدت تصريحات وآراء عدد من المشاركين الذين عبّروا عن تطلّعهم لإنجاح هذه الطبعة التي تشكّل منصة استراتيجية لتعزيز التبادلات التجارية البينية بين الدول الإفريقية.
سيشكّل المعرض الإفريقي للتجارة البينية في طبعته الرابعة فرصة استراتيجية لتسليط الضوء على قطاعات محورية تُعد رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في القارة السّمراء. وستكون مجالات الزراعة والصناعات الغذائية، صناعة السيارات، النسيج والجلود، البناء والبنى التحتية، الطاقة والكهرباء، والدراسات التقنية والمرافقة في صلب اهتمامات المشاركين، إلى جانب قطاعات الصحة والصناعات الصيدلانية، تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والخدمات اللوجستية.
كما سيمنح المعرض أهمية خاصة لمجال التعدين والمناجم، والسياحة، وكذا النقل بمختلف أنماطه: البري، البحري، الجوي، وسكك الحديد. وستحظى المشاريع المبتكرة والمؤسّسات الناشئة التي يقودها الشباب بحصة وازنة ضمن فعاليات هذه التظاهرة الاقتصادية الكبرى، بما يعكس التوجّه نحو دعم ريادة الأعمال كأداة لبناء مستقبل واعد لإفريقيا، يرتكز على الإبتكار والتكامل الاقتصادي القاري.
الجزائر العمود الفقري الإقتصادي لإفريقيا
في تصريح لـ «الشّعب»، أكّد المستشار الإقتصادي بسفارة غينيا ماغاسوبا فارابان، أنّ حضور بلاده ضمن فعاليات هذا الحدث الكبير الذي سيسمح بتطوير القدرات الإقتصادية الإفريقية، فرصة مهمة لإبرام شراكات جنوب-جنوب، ولهذا، يقول المتحدث، «يجب أن تؤخذ الأمور بجدية، ويجب أن نحاول تنمية التجارة الإفريقية، فالجزائر تعد بلدا محوريا، يمكن أن يشكّل العمود الفقري لبقية الدول الإفريقية من الناحية الإقتصادية، نظرا لأن الناتج المحلي الإجمالي للجزائر أعلى بكثير».
وتابع «نحن مستعدون تماما للعمل مع الجزائر في إطار التعاون الثنائي من أجل تنمية التجارة الإفريقية. وبشكل خاص، يجب أن نركّز على تطوير النقل، لأنّ الحديث عن النقل يعني أيضا الحديث عن تطوير التجارة وبالتالي، من الضروري تطوير الرّحلات الجوية بين غينيا والجزائر. ونحن نرغب بشدة في أن يشهد هذا المجال مزيدا من التطور».
وفي إجابته عن سؤال «الشّعب» حول العلاقات التجارية الجزائرية-الغينية، وهل هناك مشاريع مشتركة بين البلدين، أجاب ماغاسوبا، أنّ بلاده ترغب بشدة في إعادة إطلاق الرحلات الجوية بين الجزائر وجمهورية غينيا، ويقصد الرحلات الجوية لخط غينيا-كوناكري. وهذا يعتبر مشروعا محوريا، ممّا يسمح للمتعاملين الإقتصاديّين على تسويق بضائعهم بسهولة أكبر، كما سيسمح ذلك في تعزيز الحركية التجارية بين البلدين، «وهو الاقتراح الذي قدّمناه للحكومة الجزائرية من أجل إعادة تشغيل هذا الخط لصالح الطرفين»، حسب ما صرّح به محدثنا.
خطة عمل متكاملة
نظم البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد «أفريكسيم بنك»، بالتعاون مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ومفوضية الاتحاد الإفريقي بالشراكة مع الحكومة الجزائرية، الجولة الترويجية رفيعة المستوى المقبلة التي جمعت كبار المسؤولين الحكوميّين، وقادة الأعمال، والمستثمرين، لإجراء مناقشات استراتيجية حول تعزيز التجارة البينية الإفريقية من خلال تسريع سلاسل القيمة الإقليمية وتعزيز القدرة التنافسية لإفريقيا في الأسواق العالمية. وتوفّر هذه الجولة منصة للشركات والمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة والمستثمرين وصانعي السياسات في الجزائر لاستكشاف فرص التجارة والاستثمار، والتواصل مع الشركاء، والتعرّف على أدوات تسهيل التجارة التي يقدمها «أفريكسيم بنك»، وتمثل هذه الجولة الترويجية الرائدة في الجزائر ختام سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى التي نظمت في أسواق إفريقية رئيسية في نيروبي بكينيا، وأكرا بغانا، وجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، ولاغوس بنيجيريا، حيث تتيح الجولة الترويجية فرصة فريدة للشركات الجزائرية للتواصل مع شبكة من المستثمرين العالميّين، واستكشاف فرص التصدير وتعزيز حضورها في التجارة البينية الإفريقية.
وفي تصريح لـ»الشّعب»، أكّد مدير التجارة والإستثمار والتعاون المالي بالبنك الإفريقي للتصدير والإستيراد، أيمن الزغبي، على هامش فعاليات الحدث الترويجي أنّ «مشروع أنبوب الغاز العابر للصّحراء، يعد من بين أضخم وأهم المشاريع الإستراتيجية التي تثير اهتمام البنك على الإطلاق، بالنظر لدوره المحوري في تموين القارة بالطاقة وتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي».
وأوضح الزغبي أنّ البنك كان قد أعرب رسميا عن اهتمامه خلال لقاءات مباشرة مع السلطات الجزائرية، مؤكّدا أنّ التمويل سيكون شاملا لكافة الدول التي يعبرها الأنبوب، باعتباره أولوية قصوى ضمن استراتيجية «أفريكسيم» للإستثمار في مشاريع هيكلية، انطلاقا من الجزائر نحو العمق الإفريقي.
واعتبر الزغبي أنّ البنك الإفريقي للتصدير والإستيراد مهتم كذلك بتمويل مشاريع استراتيجية أخرى بالجزائر، على غرار المناطق التجارية الحدودية التي تربط الجزائر بدول الجنوب، بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي. وبالمقابل، كان الزغبي قد أوضح خلال مداخلته، في الورشات، أنّ البنك نجح في تنفيذ مشاريع كبيرة بدول إفريقية أخرى وهو الآن يطمح لدخول السوق الجزائرية، كاشفا عن وجود خطة عمل متكاملة مع كل من القطاعين العام والخاص، حيث عبّرت دول إفريقية عن رغبتها في التعاون مع الجزائر، عبر شركات جزائرية خاصة في مجالات البنى التحتية والإنشاءات. وتابع قائلا: «لا نريد حصر التعاون مع شركات أجنبية في تنفيذ المشاريع الإفريقية، بل نرغب في منح فرص أكبر للشركات الإفريقية، خصوصا الجزائرية منها، التي تمتلك خبرات وكفاءات معتبرة، ما ينقصها فقط هو فتح المجال أمامها وتوفير المعلومة. وأكّد الزغبي أنّ دور البنك لا يقتصر على التمويل فحسب، بل يمتد إلى الاستثمار والمرافقة خطوة بخطوة، من خلال خلق فرص فعلية وربط الشراكات بين الفاعلين الاقتصاديّين.
وقال «نسعى لخلق أكبر قدر ممكن من التجارة البينية، ونسهّل تلاقي الشركات الرائدة وتعريفها بالصفقات الإفريقية المتاحة»، وفي هذا الإطار نوّه الزغبي بنجاحات شركات جزائرية عديدة في مشاريع كبرى داخل القارة، مؤكّدا أنّ البنك يقدّم حلولا مبتكرة في التمويل ويعمل على ضمان الصادرات، وتنمية الخبرة والقدرات التصديرية.
وأوضح المتحدث أنّ عائق السداد يعبر من أبرز التحديات التي تواجه التصدير، حيث يقدم البنك خبرته في هذا المجال عبر العمل المباشر مع الدول الإفريقية، كما أبدى الزغبي اهتمام البنك بتطوير قطاع المنشآت وتعزيز اللوجستيات المرتبطة بالتصدير، مبرزا وجود برامج خاصة لتكوين الشركات الصغيرة والمتوسّطة، ومرافقتها في دخول الأسواق الخارجية. وأكّد على أنّ البنك موّل مشاريع كبرى في القارة، على غرار تمويله لميناء ضخم في أنغولا، ويطمح اليوم إلى أن يكون شريكا رئيسيا في إنجاز مشاريع جزائرية، على رأسها مشروع أنبوب الغاز من خلال التمويل وكذا مشاريع للتعاون الإقليمي، بما يعكس التزام البنك العميق بدعم التكامل الإفريقي الحقيقي انطلاقا من الجزائر.
جهود لتحقيق التكامل الإقتصادي الإفريقي
من جهته جدّد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، خلال جلسة نقاش خصّصت لتعزيز التجارة والاستثمار بين الدول الإفريقية ضمن الجولة الترويجية لمعرض التجارة البينية، إلتزام الوكالة بدعم سياسة التكامل الاقتصادي الإفريقي، انسجاما مع التوجّهات الاستراتيجية للدولة الجزائرية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، موضّحا أن الوكالة تضطلع بدور محوري في تعبئة وتوجيه الاستثمارات الإفريقية نحو الجزائر، من خلال حزمة من الآليات تشمل التحسين المستمر لمناخ الأعمال، تبسيط الإجراءات الإدارية، تسهيل الولوج إلى العقار الاقتصادي، وضمان مرافقة فعالة للمستثمرين الأفارقة على امتداد مسار تنفيذ مشاريعهم. كما أكّد المدير العام أنّ الوكالة تسهر على الترويج النشط لفرص الاستثمار الواعدة في الجزائر، لاسيما في القطاعات الاستراتيجية ذات القيمة المضافة، إلى جانب مشاركتها المنتظمة والفاعلة في المحافل والمنتديات الاقتصادية الإفريقية، بهدف عرض الفرص المتاحة وتعزيز الشراكات بين الفاعلين الاقتصاديّين في القارة.
وفي سياق متصل، شدّد ركاش على أنّ الجزائر، باعتبارها من بين أكبر الاقتصادات الإفريقية من حيث الإمكانات والموقع الجيو-استراتيجي، تتمتع بمؤهّلات فريدة تؤهّلها لتكون منصة إقليمية ومحورا لوجستيا عبوريا نحو الأسواق الإفريقية، لاسيما بفضل بناها التحتية المتطوّرة وانفتاحها على العمق الإفريقي، والتعاون المؤسّساتي المتنامي مع الوكالات الإفريقية النظيرة. كما أكّد أن ّالوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار تضع ضمن أولوياتها المساهمة الفعلية في بناء سلاسل قيمة إقليمية متكاملة، وتعزيز الاستثمار البيني الإفريقي كرافعة حقيقية لتنمية مستدامة ومندمجة للقارة.
حدث استثنائي
من جهته اعتبر رئيس المركز العربي الإفريقي للإستثمار والتجارة، أمين بوطالبي، الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، أحد أضخم الفعاليات الاقتصادية على مستوى القارة الإفريقية، التي تحظى بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في رسالة واضحة عن أهمية وأولوية توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول الجنوب.
وأضاف بوطالبي أنّ الملتقى سيشكّل فرصة فريدة للمؤسّسات الناشئة والصغيرة والمتوسّطة لعرض أفكارهم والتواصل مع مموّلين وشركاء محتملين من داخل وخارج القارة. كما سيكون الملتقى حدثا استثنائيا للتعارف وبناء شراكات وتوقيع اتفاقيات جديدة للاستثمار والتنمية، بالنظر للحضور القياسي الذي سيعرفه حيث سيستقبل اكثر من 2000 مشارك من 149 دولة، من رجال أعمال، خبراء، صنّاع قرار وممثلي منظمات اقتصادية من مختلف أنحاء العالم. واغتناما لمثل هذه الفرصة، دعا بوطالبي جميع المهتمين الراغبين بالمشاركة ضمن فعاليات هذا الحدث القاري البارز من التقرب من المكاتب الولائية للمركز العربي الإفريقي للاستثمار والتجارة، من أجل الاستعلام والتوجيه أو التسجيل للمشاركة.