في ظل ضعف الإشراف المؤسساتي، غنيـة سيلينــي:

غيــاب النــــوادي في عديـــد الولايـــات يــؤرق الكتـاب والشعــراء

المسيلة: عامر ناجح

اعتبرت الشاعرة والكاتبة غنية سيليني، الصالونات الأدبية ظاهرة صحية ونتاج مبادرات فردية للكتاب عامة على اختلاف أنماط الكتابة؛ مع الاتفاق على أن الشعر أكثرها إحاطة بهذا الجانب الفني والاجتماعي والأدبي في آن واحد.
ترى المتحدثة أنه للتطرق لهذا المفهوم الممتد في الحضارة العربية فلا بد من توجيه الأنظار  بما هو موجود حاليا على الساحة الوطنية والمحلية في الجزائر على اعتبار حداثة النشأة موازاة مع النماء والاجتهاد الأدبي الواسع، والتي تثبتها عديد المحطات الناجحة والأسماء التي صنعت وتصنع مكانا متميزا ضمن المكتبات العربية وحتى العالمية على ما يحدها من ضعف الإشراف المؤسساتي على الترجمات والتوزيع، وجعلها متوازنة مع الدخل الفردي.
أكدت غنية سيليني  في حديثها لـ»الشعب» أن « ثقافة الصالونات الأدبية تتطلب أعمالا على أكثر من مستوى، سواء من الجانب التقني أو الفني؛ من خلال مواكبة التطور التكنولوجي والأدبي لجعل الحضور متوازنا من حيث التجربة، مما يسهم في النهوض بالشأن الخاص للكاتب، كما الشأن العام للمتابعين والدارسين والمهتمين، متسائلة في فجوى حديثها حول مراعات الصالونات الأدبية في الجزائر هذه الجزئيات المتكاملة؟ وهل تغطي المساحة المطلوبة باستغلال قنوات الاتصال المتاحة؟
غير نافية لوجود محاولات جادة، ولكنها غير كافية ولا متكاملة المبنى، وهو نفس الحال للمقاهي الأدبية التي تضطلع حسبها بنفس الدور، معتبرة الوهن حقيقة يؤكدها ضعف التكفل المادي بشقيه العام والخاص، خاصة وأن الدافع حسبها لإنشاء هذه الصالونات هو إثبات التقدير الفردي من خلال الاستحواذ على أكبر قدر من الظهور والفردانية في التسيير والهدف؛ ما يجعل هامش الخدمة الأدبية للكتاب ضئيلا مع ما يتطلبه الإبداع من حرية، هذا بالحديث عامة عن الصالونات والمقاهي الأدبية في الجزائر.
وبالحديث عن الصالونات الأدبية بالمسيلة فقد كشفت غنينة أنها منعدمة تماما، ولا يمكن تشبيه بعض الورشات المؤسساتية بالقيمة الفنية والأدبية للصالونات والمقاهي الأدبية، والأكثر مرارة انعدام الاعتراف والتوازن في توزيع بعض المبادرات المتعلقة بالأماسي والأصبوحات الأدبية التي يحكمها التهميش تارة، والمحسوبية خاصة فيما تعلق بالعلاقات الشخصية غير المهنية مرات عدة، وهو ما يضع الكاتب في قبضة إداري ما يهمه حشر برنامجه بالكثير من التمظهر الأدبي الفقاعي، فلا أكثر من الضجيج الفارغ من المحتوى، وهنا يلعب الكاتب الجاد دور الأداة التي يُستَعَاض عنها بهواة، وهذا ما يجعل الكاتب  يطرح سؤال هل حقا تزخر ولاية المسيلة بأسماء ممتدة عددا مرتفعة قيمة؟
واقترحت الشاعرة غنية لتشجيع إنشاء الصالونات الأدبية من خلال تولي الهيكل المؤسساتي المتعلق بالنشاطات الأدبية لفاعلين من الوسط، وتأسيس نقابة تضطلع بمسؤولية حماية المبدع، مشيرة إلى أنه في ظل غياب الصالونات الأدبية لم يصادفها برمجة احتفال بإصدار جديد أو احتفال بجائزة وطنية طيلة مشوارها الثقافي والأدبي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024