تعيش الجزائر نهضة في المجال الثقافي من خلال تشجيعها للتبادلات الثقافية، ويظهر ذلك في إحيائها لمختلف الفعاليات والتظاهرات بأنواعها المحلية والغربية، فمن بين الفنون التي وجدت على الساحة الثقافية في الجزائر الموسيقى العالمية الكلاسيكية، إلا أن وجودها انحصر في الجزائر العاصمة، إذ أكد جميع المختصين بمجال الموسيقى وبمديرية الثقافة بقالمة، أنه لا يوجد هذا الاختصاص وغائب بولايات الشرق الجزائري.
وفي هذا الصدد يقول تونسي محمد الهاشمي استاذ موسيقي ورئيس فرقة”مسك وفن” لمدينة قالمة، إن الموسيقى في تحسن ملحوظ في مدينة قالمة من ناحية اهتمام المواطن ومن ناحية القابلية للتعلم، وهناك بعض الفروع التي بدأت تنشط لتدريسها مثل جمعية “مسك وفن” التي تعلم أصول الموسيقى وتمرن على تعليم الفن الاندلسي. اما فيما يخص الموسيقى السمفونية التي تسمى بالموسيقى العالمية الكلاسيكية، فقد أكد أنها تفتقد لممارسين وأساتذة يعتمدون على منهجية علمية. وأشار، بأن الموسيقى السمفونية هو التأليف الآلي الغربي الذي تشترك في أدائه فرقة كبيرة كاملة تسمى بالاوركسترا، لذلك لا توجد بقالمة فرقتمثل الولاية لأنها ميدان حساس وتعتمد كثيرا على تقليد الاوركسترا الغربية، فهي ليست محلية ولا تعتمد على الطابع الشرقي، كما أكد بأنه الفرقة الوحيدة التي شاركت وأحيت حفل فني منذ عامين بقالمة هي الاوركسترا السمفونية الوطنية، كما ذكر بأنه هذا الطابع الموسيقي لا توجد به فرق تنشط بالمدينة حتى بعاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، وذلك يرجع لكونها موسيقى غربية والاهتمام بها ضعيف نظرا لصعوبة الممارسة، تعتمد أساسا على السولفاج والدراسة الموسيقية العلمية، على عكس باقي الموسيقى مثل الاندلسية التي تعتمد على الاستماع والحفظ، أما الموسيقى السمفونية الكلاسيكية فلا يمكن أدائها إلا بالنوتات الموسيقية والتي تلزم إنشاء معاهد متخصصة، ويضيف السيد تونسي محمد بأن هناك تجربة بوهران لكن لم تنجح، فأهم شيء نفتقده التكوين فلابد من متخصصين ومدرسين في هذاالمجال وفتح معاهد تدرس الموسيقى السمفونية، هذه الأخيرة تتطلب المرور بمراحل تعليمية مختصة، والتعليم الأكاديمي عنصر أساسي لابد على الطالب أن يدرس في هذا الميدان ويختص في هذا المجال لسنوات في مؤسسات تعليمية ليكون موسيقي في المستوى، على العكس الموسيقى الأندلسية والمالوف التي تعتمد على الحفظ والاستماع.
