مشاركة سعودية لأول مرة في انتظار قطر وليبيا

إرساء ثقافة الحوار والاعتراف بالآخر

المكتبة الوطنية: أسامة إفراح

 انطلقت، أمس الأحد، بالمكتبة الوطنية بالحامة، فعاليات دورة الأمانة العامة لاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لتتواصل إلى غاية غدا الثلاثاء. وتنظّم بالمناسبة ندوة مرافقة موسومة بـ«تجليات ثقافة المقاومة في الأدب العربي المعاصر ـ دورة شاعر الثورة الجزائرية المجاهد مفدي زكريا». كما تشهد الدورة أول مشاركة لوفد سعودي. وأجمع المشاركون على دور الجزائر السبّاق والرائد في دعم الثقافة العربية ولمّ شمل المبدعين العرب.

كانت البداية بكلمة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، الذي قال إن هذه السانحة تأتي على عتبة يوم الشهيد 18 فبراير وذكرى استرجاع مقدّرات الجزائر النفطية. وأضاف بأن اجتماع المكتب الدائم يأتي في ظروف فارقة من تاريخ البلاد العربية المعاصر، مشيرا إلى إمكانية قراءة ما قدر لهذه الأمة أن تتورط فيه وإلهاؤها عن تحقيق الإقلاع، خاصة وأن «عدو الأمة الأساس هو الجهل والصهيونية، والصراع معهما هو صراع وجود.. لن تسلم الأمة والأراضي العربية محتلة وأهلنا يعانون القهر والقسر»، يقول شقرة، مضيفا: «نحن أعظم ثروة لأمتنا وعلينا تقع مسؤولية إخراجها من الجهل والتشرذم إلى فضاء التفكير والتطور والندية مع الآخر والتواصل معه بما يخدم الإنسانية والتنافس الشريف».
تحدث شقرة على لسان أعضاء الاتحاد، خلال الافتتاح الذي نشطه الأديب نور الدين لعراجي، قائلا: «كنا وما زلنا نموذج المقاومة لهذا المد العاصف بالوحدة والتضامن، إذا حافظنا على الاتحاد بيتا للجميع، والانحياز لفلسطين بتأسيس جائزة القدس، والسعي إلى ضم الدول القليلة التي لم تنضم بعد ومساعدتها على إيجاد الصيغة  القانونية للانتماء»، معتبرا أن الأمة «لا بديل لها عن المحبة والتعاون والتحاور لتحقيق ذاتها وسلامة وجودها الذي لا مكان فيه للضعفاء ولا قوة فيه للمتشدّدين».
أضاف شقرة بأن اختيار المقاومة موضوعا للندوة المرافقة جاء ليذكرنا بتراثنا المقاوم، خاصة وأن الأمم جميعها حينما تشتد بها الأزمات تلجأ إلى ثروتها الثابتة مفكريها ومبدعيها، لأنهم وحدهم من يملكون الرؤية والحكمة، وهم أكثر من غيرهم قادرون على تحسس آمال شعوبهم، ودعا الاتحاد إلى لعب هذا الدور.
الصايغ: الاختلاف لمواجهة الظلامية

أما حبيب الصايغ، الأمين العام للأدباء والكتاب العرب، فقد أشاد في كلمته بالجزائر قائلا: «فيما أخذت أوطنانا العربية تضيق علينا تضعنا الجزائر في مقدم اشتغالاتها ومشاغلها، فتلم الشمل»، كما قام بتحية رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتظاهرة.
دعا الصايغ إلى التركيز على دور الكتاب والمثقف العربي إزاء ما يحدث في المنطقة، إذ «لا نجاة إلا باعتبار الوعي والمسؤولية، وليس من أمل إلا بتحقيق التواصل الشعبي بين أبناء الأمة الواحدة والكتاب في الصميم بعد الخيبات المتواصلة»، يقول الصايغ، مؤكدا: «علينا تحقيق أقصى درجات الإتقان والتمسك بالفن، ولكن علينا مع ذلك الاشتغال بالسياسة على طريقتنا ونحقق ما لم يحققه الساسة، الاختلاف هو الأصل وليس الاتفاق».
دعا إلى تغليب الاستماع إلى الرأي الآخر، حينما قال: «لنذهب في الاختلاف أبعد ولنحب بعضنا كلما اختلفنا أكثر، لا تغيير إلا بهذه الأداة السحرية يا قبيلة الكتاب والأدباء العرب»، مناديا باحترام الاختلاف والتعدد ومواجهة التيارات الظلامية بالمزيد من الأخوة والصداقة والمحبة والاحترام وقبول الآخر خصوصا ذاك المختلف معنا.
اعتبر بأن بعض عبقرية الجزائر أنها تستقبل اليوم، وهو ما يحدث للمرة الأولى، وفدا يمثل الكتاب في المملكة العربية السعودية، «وهو مكسب كبير لنا جميعا.. هل يعقل استمرار غياب أدب كالأدب السعودي العريق عن اتحاد الكتاب والأدباء الجامع؟؟» يتساءل الصايغ، معبّرا عن أمله في توسيع التمثيل إلى قطر، وعودة الأشقاء الليبيين إلى مكانهم الطبيعي.
 الصقلاوي: الاتحاد حريص على التنوير الثقافي

من جهته، ألقى الشاعر سعيد الصقلاوي، رئيس الجمعية العمانية للأدباء، كلمة باسم الوفود المشاركة، أشاد فيها بما بين عمان والجزائر من وشائج كثيرة واتصال قديم جديد مستمر متجدد متفتح، «وبيننا وبينهم دم ولحم وثقافة وفكر وعطاء» يقول الصقلاوي، الذي اعتبر بأن دور الاتحاد هو الاهتمام بالكلمة المسؤولة والمعبرة عن طموح مثقفي الأمة، وإنجاز أمنيات الأمة ما أمكن ذلك وتحقيق ما يمكن تحقيقه، فاتحاد الكتاب يحرص على إشاعة التنوير الثقافي من خلال تضافر الجهود من أعضائه، ويتزايد اهتمام الاتحاد بالسؤال عن الحريات، ويسعى إلى ترسيخ مفهوم الشراكة الحقيقة، يقول الصقلاوي.
رحّب المتحدث بحضور كتاب المملكة العربية السعودية بصفة مراقب، كما أشاد بتاريخ الجزائر وأعلامها، وبعلماء الأمة ومفكريها، ودعا إلى التوافق ودفع الخلاف من أجل صالح الأمة.
فلسطين في قلب الاهتمام

كما تم تكريم الفائزين بجائزة القدس، وهما الشاعر والمفكر الكويتي د. خليفة الوقيان، التي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية، وتبرع بقيمة الجائزة (10 آلاف دولار أمريكي) للهلال الأحمر الفلسطيني. وكرّم المستعرب والمترجم الروماني جورج غريغوري، الذي يعدّ أول كاتب غير عربي يفوز بجائزة القدس، في مسعى لترغيب الكتاب الأجانب وتشجيعهم على الكتابة عن فلسطين والقدس. كما شهدت التظاهرة تكريم الشاعر الفلسطيني سليمان دغش من عرب الداخل بجائزة عرب 48، التي تعدّ هي الأخرى تقليدا جديدا في الاتحاد.
قال الشاعر الفلسطيني في كلمته: «هذه زيارتي الأولى لهذا البلد العظيم الذي كبرنا على بطولاته التي لا تحصى، وفوزي سابقة لفلسطينيّي الداخل الذين أحبطوا المخطط الصهيوني لإيجاد أرض بلا شعب فلسطيني»، وأضاف: «سنحافظ على أرضنا وستبقى فلسطين حية حتى تتحرر»، مؤكدا أن فلسطينيّي الداخل هم جزء من اتحاد الكتاب الفلسطيني وكذا الاتحاد العربي.
كما خصص درع الاتحاد العام للأدباء العرب لتكريم شخصية مدافعة عن الحقوق والحريات، وتسلمها ليث شبيلات من الأردن.
على هامش الافتتاح، تقدم رئيس اتحاد الكتاب التونسيين وأمينه العام لتقديم أول ثمرة تعاون بين الاتحادين الجزائري والتونسي، وتحدث رئيس الاتحاد التونسي عن الإنجازات المشتركة مع الاتحاد الجزائري والهدف هو إعطاء مثال عن العمل المشترك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024