الأستاذة آمال صابري:

السينما الجزائرية في أحلك أيامها بعد ماض رائع

سطيف:نورالدين بوطغان

إعادة فتح قاعات العرض يساهم في بعث السينما من جديد

تعتبر الأستاذة في الأدب العربي، والمهتمة بشؤون الفن السابع في بلادنا، الاستاذة   أمال صابري، أن السينما الجزائرية تعيش أياما صعبة إذا ما قارناها مع فترة الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات، وقالت في حوار قصير لـ جريدة «الشعب»، انه امام السينما الجزائرية مشوار طويل للعودة الى سابق عهدها، واعتبرت ان فتح قاعات العرض السينمائي أحد عوامل النجاح المنشود واليكم نصّ الحوار:
«الشعب»: واقع السينما الجزائرية الحالي كيف ترونه وكيف تقارنونه مع الماضي؟
آمال صابري: الحديث عن واقع الفن السابع في بلادنا،حاليا، هو حديث ذو شجون، لأنها تعيش أحلك ايامها، وهو حديث فيه الكثير من الحسرة، والنذر القليل من الارتياح، سنوات الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات التي شهدت ميلاد أفلام عملاقة نالت حتى السعفة الذهبية في مهرجانات سينمائية دولية، اعتقد انها لن تتكرّر على الأقل في المنظور القريب، في تلك العشريات تمّ انتاج عشرات الأفلام الطويلة الثورية والاجتماعية، والتي واكبت فترة الاستقلال، وفترة المرحلة الاشتراكية، فكانت افلاما في القمة أرخت لثورتنا المباركة، وعالجت عديد القضايا الاجتماعية والأسرية بأسلوب تمثيل رائع، مع ممثلين ومخرجين مبدعين أمثال لخضر حمينا ومصطفى بديع، والممثل حسن الحسني المعروف ببوبقرة وسيد علي كويرات وغيرهما، وافلام مثل وقائع سنين الجمر الفائز بالسعفة الذهبية، حينها كانت الجزائر تتبوأ مكانة مرموقة في ترتيب الدول في الانتاج السينمائي وان كان من حيث النوع وليس الكم، وبإمكانيات مالية متواضعة، ولكن بإرادة قوية ومهارة فائقة لدى الممثلين المبدعين.
لكن، اليوم، للأسف، وبعد ان خرجنا من عشرية سوداء عانت فيها الثقافة ككل، ومنها السينما التي لم تنجح رغم الإمكانيات المالية المرصودة لإنتاج افلام جديدة، إلا ان معظمها لم تكن ناجحة، ولم تتجاوز حدود الوطن، ولم تستقطب العالم، باستثناء محاولات لإنتاج أفلام عن شخصيات جزائرية، على غرار الأمير عبدالقادر وفاطمة نسومر ومصطفى بن بولعيد وعبدالحميد بن باديس، وشخصيات أخرى تحت رعاية وزارة المجاهدين، ولا ننسى فيلم: «غروب الظلال» للمخرج المخضرم حمينا والذي فشل رغم ما رصد له من أموال كبيرة.
لدينا العديد من دور السينما غير مستغلة ومهملة بمختلف مدن البلاد، كيف يمكن تفعليها من جديد؟
 فعلا تملك بلادنا عددا معتبرا من قاعات العرض السينمائي، وحسب الاحصائيات المتوفرة، فبلادنا تتوفر على اكثر من 320 قاعة، ولا يتعدى عدد القاعات النشطة الثلث، وبدقة اكثر اقل من 100 قاعة ناشطة، منها حوالي 60 تابعة لوزارة الثقافة.
ولعلّ الجيل الحالي لا يعرف عن نشاط هذه القاعات شيئا، ففي السبعينات كانت جميع قاعات العرض تكتظ بالمشاهدين، ومعظم الأفلام المعروضة آنذاك أجنبية، سواء امريكية او فرنسية او هندية، إضافة طبعا الى افلام السينما المصرية، لكن ما نراه اليوم هو الغلق المبرمج الذي تعرضت له لعدة أسباب ومنذ سنوات طويلة، منها قلّة اهتمام الناس بمتابعة أفلام السينما لتوفرها في القنوات التلفزيونية المختلفة، وحتى في محلات بيع الأشرطة، وكذا على الانترنت، والمتجول، اليوم، أمام هذه القاعات فإنه يراها خاوية على عروشها، وقد طالها الإهمال وعدم الاستغلال، فأصبحت أطلالا، اما تلك الناشطة فهي قليلة الإقبال، بسبب عدم عرض الافلام الرائعة والناجحة، ويتعين على الجهات المعنية إعادة الاعتبار لها لأنها واحدة من أسباب بعث السينما من جديد في حياة الناس.
في ظلّ ترشيد النفقات ماذا تقترحون من أجل بعث الانتاج السينمائي في بلادنا؟
 فعلا، يبقى المال مهما جدا في تطوير الصناعة السينمائية، لكن هذا لا يكفي طبعا، فنحن نعاني من قلة الاهتمام بهذا الجانب من طرف النشء، ولهذا يتعين إنشاء معاهد للتعليم الدرامي عالية المستوى، إضافة إلى إعادة الاعتبار للفنان، خاصة من الجانب الاجتماعي، لأن وضعه مازال هشّا، وأخيرا إعادة الاعتبار لدور العرض لأنها القاطرة التي تقود، فمن دون جمهور متعطش للسينما لن يكون هناك إنتاج، وان كان سيكون عديم المنافسة بين المنتجين والمخرجين وحتى الممثلين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024