جمال عزيزي مُخرج وسيناريست فيلم «وُلدوا باحثين»

فيلمي جاهز.. ولكنه مازال ينتظر عرضه على الجمهور

حاوره: أسامة إفراح

جمال عزيزي مخرج وكاتب سيناريو فيلم «وُلدوا باحثين  Fouilleurs nés»، وهو فيلم دراما بوليسية من بطولة مصطفى لعريبي، علي زاريف، أرسلان، حميد عميروش، وأحمد بن عيسى. المثير للانتباه في هذا الفيلم هو أنه، على الرغم من كونه جاهزا، فإنه ما يزال ينتظر تصريحا بالعرض من قبل وزارة الثقافة التي أنتجت الفيلم، وهو ما يتساءل حوله المخرج جمال عزيزي في هذا الحوار، بشكل مباشر وصريح: «تريدون أفلاما؟.. الفيلم جاهز، فلماذا لم يُحدّد تاريخ عرضه بعد؟»
 «الشعب»: يعدّ هذا رابع عمل سينمائي تقوم بإخراجه.. ماذا يمكن أن تقوله لنا عن فيلم «وُلدوا باحثين»؟
المخرج جمال عزيزي: من الصعب دائما أن نقول عن ماذا يتحدث فيلم ما، لأنه قد يتعاطى مع موضوع محدد كما قد يتطرق في نفس الوقت إلى عدة مواضيع ثانوية الهدف منها إثراء الموضوع والفكرة الرئيسية التي يقترحها الفيلم. هذا الفيلم هو بوليسي درامي، منع التشويق «Thriller»، مع لمسة سياسية بطبيعة الحال.
صُوّر الفيلم باللهجة الجزائرية وبفنانين جزائريين ومخرج جزائري، أي أنه من صنع محلي، وقد تم تصويره بشكل كامل في قصبة الجزائر.
كما أنه عمل لا يمكن تصنيفه في الزمان، وأحداثه لا تدور بالضرورة في سنوات التسعينيات ولا الألفينيات، ولكنه مع ذلك يتطرق لأحد مواضيع الساعة الهامة جدا وهو ظاهرة المخدرات وتداعياتها الخطيرة على الشباب والمجتمع الجزائري والناس الذين وراء تنامي هذه الظاهرة من أجل الكسب والمال.
في أي إطار تمّ إنتاج هذا الفيلم؟
 لم يُنتج الفيلم في إطار تظاهرة بعينها، بل هو مشروع لقي قبول لجنة القراءة بوزارة الثقافة، التي اختارت السيناريو في مرحلة أولى ثم ثانية، ثم حصلنا على بعض المال للانطلاق في إنتاج الفيلم.
 على كم حصلت في البداية بالتحديد؟
** لا أتذكر جيدا لأن الأمر يعود إلى قرابة الـ4 سنوات، لنقل كان المبلغ يمثل ثلث ميزانية الفيلم، أما البقية فتكلفت به الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.
 إذن فقد انتهيتم من إنتاج الفيلم؟
قضينا سنتين في مرحلة ما بعد الإنتاج لأنه فيلم صعب الإنجاز، يتطلب الكثير من الإمكانيات وتكنولوجيات حديثة، خاصة في التركيب، فمن أجل الحصول على 30 ثانية قد نحتاج إلى 4 أو 5 لقطات، معايرة الإضاءة، التأثيرات، وهو ما يتطلب الكثير من الوقت والمال، والآن الحمد لله الفيلم جاهز تماما ومترجم في نسختين واحدة بالإنجليزية وأخرى بالفرنسية (سترجة)، وما زلنا ننتظر عرض الفيلم ولم نحصل إلى يومنا هذا على تاريخ محدد لذلك.
 بكل صراحة، حينما نشتغل 4 سنوات على فيلم ويبقى عرضه معلقا، كمخرج ومبدع، ألا يفقدك ذلك سحر الفيلم والمتعة في رؤيته بعد كل هذا الوقت من الانتظار؟
 لو كنت متزوجا لتسبب ذلك في طلاقي، ولكن أيضا لو كان لدي طفل يعيش صعوبات لما تخليت عنه بل لتمسكت به، كذلك الأمر بالنسبة لهذا الفيلم، الذي تطلب الكثير من الإمكانيات، وكان بإمكاني أن أتخلى عنه، ولكن حينما تخرج فيلما ويكون من إبداعك وتعطيه 4 سنوات من حياتك مع كل ما يتطلبه ذلك من مثابرة واستبسال، فإن هذه العقبات إنما تحيي فيك الرغبة في المواصلة، وفي آخر الأمر فإن هذا الفيلم جاهز ليشاهده الجمهور.
 ولكن لماذا أخذ التصوير والإنتاج كل هذا الوقت؟
في وقت معين تعطل الفيلم لأسباب تمويلية، لأن المنتج المنتدب لم يرد توفير الإمكانيات اللازمة، ببساطة لأن هناك أفلاما لا تتطلب الكثير من الوقت، مثلا سبق وأن أخرجت فيلما في 7 أشهر وحصد جوائز، ولكن للأسف فإن هذا الفيلم أخذ الكثير من الوقت بسبب العقبات ومرحلة ما بعد الإنتاج في الخارج كما قلت.
 صورتم كل المشاهد في القصبة، هذا الفضاء المصنف عالميا كتراث إنساني محمي، ألم يسبب هذا الأمر مشاكل تقنية في التصوير؟
بالفعل، كان هذا المعطى من بين المعيقات.. ولكن أشير هنا إلى أن أبناء القصبة وسكانها ساعدونا كثيرا ووقفوا إلى جانبنا وهم مشكورون على ذلك، وقد أحب هؤلاء كثيرا أن يشاهدوا تصوير فيلم ليس حربيا، لأنهم سئموا نوعا ما من هذا الربط المتواصل بين القصبة والحرب، ولكن هذه المرة كان التصوير الذي يحضرونه لفيلم بوليسي، معاصر، بتقنيات مختلفة.
 لماذا اختيار القصبة؟
 بدون القصبة ما كان هنالك فيلم، وقبل كتابة السيناريو زرت القصبة عدة مرات واستضافني أصدقاء هناك من أجل المعاينة.. الفيلم يحتاج ما يشبه وثائق الهوية، هو يحتاج إلى اسم وتاريخ ميلاد ومكان ميلاد، ولا يمكن اختيار هذه المعطيات بل القدر هو الذي يختارها لنا، وهذا الفيلم كتب له أن يولد ويصمم ويصور في قصبة الجزائر.
 هل انتقلت إلى أشياء أخرى؟ هل بدأت التفكير في مشروع جديد؟ أم أنك تنتظر عرض هذا الفيلم ولم تقدر على العمل على مشروع آخر؟
 لا أقدر على الانتقال إلى شيء آخر لأنني معلق بين السماء والأرض، قضيت 4 سنوات في هذا المشروع، والكرة الآن في ملعب الوزارة والآن منذ ما يقارب الشهرين وأنا أتردد على الوزارة لكي يتم تحديد تاريخ لعرض الفيلم، دون أن ننسى بأنني أعيش بفرنسا وأنا مضطر للتنقل بين الضفتين، مثلا في شهر أوت ترددت 5 مرات على الوزارة لحلّ هذه المسألة.. هم يريدون أفلاما؟؟ الفيلم هنا، موجود وجاهز، لا أفهم لماذا لا نحصل على تاريخ لعرض الفيلم و»فيزا» لتوزيعه.
 إذن كل ما تنتظره هو تصريح بعرض الفيلم؟
 وثيقة مكتوبة تحمل ردا إيجابيا.. هذا كلّ ما أتطلع إليه.. ولم أطلب شيئا أكثر من ذلك.. أن يتمكن الجمهور والإعلام من مشاهدة الفيلم والحكم عليه، وأنا كلّي ثقة في جمهور السينما والإعلام المتخصص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024