رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة ماهر حيمور لـ ”الشعب”:

موسم السياحة الصحراوية يفتح بوابة العالمية..

فايزة بلعريبي

 

 الصحــــراء الجزائريـــة تحتـل المرتبــة 52 ضمـن الخارطة السياحية بالعالم
 تعبئة القطاعين العمومي والخاص لتحقيق تنميـة سياحيـة مستدامـة وفـق رؤيـة 2030

افتتح منذ أسابيع موسم السياحة الصحراوية بالجزائر، في ظل رؤية استثنائية لمستقبل الصناعة السياحية ببلادنا، وما المنتظر من مشاركة فعالة في الناتج المحلي الخام، بالنظر إلى مؤهلاتها الطبيعية والثقافية التي ترشح مؤشراتها إلى بلوغ مستويات لا يستهان بها، لتنافس بذلك كبريات الأسواق السياحية العالمية والإفريقية. التوجه نحو الجنوب ليس لمجرد الجاذبية وحسب، بل هو استراتيجية سخرت لها السلطات العمومية رصيدا ماليا وهيكليا من المشاريع ذات المعايير العالمية، وخطوط نقل تربط الجزائر بمختلف عواصم العالم، إضافة إلى إجراءات تنظيمية مبسطة، كاستحداث تأشيرة التسوية على مستوى المطارات، من أجل استثمار أمثل للمقومات السياحية ببلادنا، تليق بها كوجهة عالمية من المتوقع أن تستقطب أكثر من مليون سائح لموسم 2023.


يرى رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة ماهر حيمور، أن التنمية السياحية بالجزائر أصبحت تشكل داعما أساسيا للاقتصاد الوطني في حال الاستغلال الأمثل للمقومات السياحية التي تنفرد بها بلادنا بامتلاكها ثراء يجمع بين التنوع الطبيعي، من شريط ساحلي على طول 1400 كلم بإطلالة متوسطية وصحراء بحجم قارة بإطلالة جنوبية إفريقية. وهو ما حرصت السلطات العمومية بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على تثمينه من خلال تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي وفتح المجال واسعا أمام الشراكات الأجنبية، مدعومة في ذلك بحزمة من التنظيمات التحفيزية أهمها قانون الاستثمار الجديد وما يقدمه من ضمانات لاستثمارات آمنة بالنسبة للمستثمر الأجنبي.
تنمية سياحية.. ومليون منصب شغل
واعتبر ماهر حيمور أن التوجه إلى الاستثمار في القطاع السياحي، سيساهم بشكل قوي في الناتج المحلي الخام واستقطاب العملة الصعبة، إضافة إلى تحريك عجلة الاقتصاد، باعتبار السياحة قطاع أفقي ذي صلة تكاملية بباقي القطاعات، وبالتالي بات الاستثمار به بديلا استراتيجيا للتحرر من الاقتصاد الريعي، على غرار البلدان العربية التي تعتمد شبه كليا على عائداتها من السياحة.
وهذا ما لمسناه جليا، يتابع ماهر حيمور، منذ سنة 2019، أين عرفت السياحة الداخلية بالخصوص - تزامنا مع جائحة كورونا- انتعاشا ملحوظا واهتماما بالغا من طرف السلطات العمومية، مكن السائح المحلي من اكتشاف بلاده، ووجهات سياحية ما كان له أن يكتشفها لولا انغلاق العالم على نفسه بسبب الجائحة، مما ساهم في دعم حركة النقل وإعادة الحركية السياحية على مستوى الفنادق والهياكل السياحية، جعل الموسمين السياحيين 2021-2022 من المواسم الأكثر نجاحا بالنسبة للسياحة الداخلية الجزائرية بجميع أنواعها الساحلية، الصحراوية، الجبلية، الدينية، الثقافية والرياضية، مع التأكيد على تكامل وتداخل هذه الأنواع فيما بينها.
وقد سطرت الجزائر استراتيجية واعدة برؤية 2030 - يتابع المتحدث - خصّت بها قطاع السياحة بقدر وافر من المحاور والمشاريع المستقبلية من أجل تنمية مستدامة شاملة من خلال توفير مناصب شغل دائمة في القطاع السياحي توقع المحدث أن تصل - حسب إحصائيات الجهات المعنية- إلى ما لا يقل عن مليون منصب شغل مباشرة وغير مباشرة، أغلبها دائمة، إضافة إلى تطوير البنى التحتية تجهيز الهياكل والمرافق السياحية بشكل عصري يواكب المعايير العالمية.
وفيما يخص البنى التحتية، أشار ماهر حيمور إلى مبادرة السلطات العمومية الجادة بدعم شبكات النقل ذات الصلة الوطيدة بنجاح العملية السياحية، من خلل استحداث خطوط جوية جديدة نحوالعديد من العواصم الإفريقية والعربية وإضافة إلى خطوط تربط الجزائر بالقارتين الأسيوية  والأمريكية. أما على المستوى الداخلي، فقد تم دعم خطوط النقل ما بين الولايات بخطط جديدة إضافة إلى خطوط بحرية تربط الولايات الساحلية، تم استحداثها خلال مواسم الاصطياف.
صناعة سياحية راقية
أما فيما يتعلق بالرصيد الهيكلي المخصص لبناء صناعة سياحية جزائرية بمعايير عالمية، أجاب رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة، أن عدد المؤسسات السياحية المستغلة من سنة 2018 إلى سنة 2023 عرف ارتفاعا مميزا، فيما يخص منحنى استغلال المؤسسات الفندقية التي تجاوز عددها 225 مؤسسة فندقية، بين خاصة وعمومية، تعود 17 مؤسسة منها لحافظة المجمع العمومي للفندقة والسياحة، مقسمة مابين 15 مركبا للتسيير الفندقي والسياحي ومؤسستين للتسيير الفندقي هما مؤسستي الأوراسي وفندق الجزائر، إضافة إلى 20 فندقا موزعة على مختلف مناطق الجنوب الجزائري، بطاقة إيواء إجمالية تصل إلى 1947 سرير. إلى جانب المركبين السياحيين بكل من زرالدة وسيدي فرج، بطاقة إيواء إجمالية تقدر بـ661 سرير. كما يضم ذات المجمع العمومي 16 مركبا وفندقا ساحليا بطاقة إيواء تقدر بـ4748 سرير، إضافة إلى 08 مركبات معدنية ومركزين للعلاج المعدني بطاقة إيواء تقدر بـ1670 سرير و12 فندقا حضريا بطاقة استيعاب تصل إلى 1041 سرير. ما يمكن اعتباره نقاط قوة تحسب لصالح القطاع السياحي ببلادنا.
وأكد محدثنا على تفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص والاستفادة من تجارب الدول التي حققت نجاحا في هذا المجال، ورسم معالم سياحية تجسد الهوية الجزائرية والتنوع الثقافي الذي لا يفرق بين مختلف الأطراف والمناطق بل يجمعها ويوحدها، والعمل من خلال التخطيط السياحي الاستشرافي، والعمل على عصرنة واستقرار الجهاز الإداري القائم على هذا القطاع. من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح، خاصة وأن الجزائر أهل لذلك من خلال مقوماتها الطبيعية التي صنفت من طرف المنظمات المختصة ضمن أفضل 60 وجهة عالمية، أين احتلت الصحراء الجزائرية المرتبة 52 عالميا، ضمن السوق السياحية العالمية، أهلتها لذلك المناطق الأثرية التي تم تصنيفها ضمن التراث العالمي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، جعلتها من بين أهم الأقاليم الصحراوية في إفريقيا، حيث نادرا ما تجتمع مناطقها في إقليم جغرافي واحد.
مليون سائح للموسم الصحراوي 2023
أما عن الخيارات السياحية بالجنوب الجزائري، يرى ماهر حيمور أنها متباينة عل حسب تباين وتتعدد الأقطاب السياحية الصحراوية بالجزائر، بداية من الجنوب الشرقي الذي يضم كل من الواحات بولايات، غرداية، بسكرة والوادي، حيث تختلف هذه الأخيرة عن القطب الجنوبي الغربي بكل من بشار والقرارة وطرق القصور، من حيث المقومات الأثرية التاريخية والتضاريس، إضافة إلى قطب الجنوب الكبير الذي يضم تمنراست بمساحة تزيد عن 456 كلم مربع، تتواجد بها منطقة “الايسكرام” وجبال “طاهات”، جعلت منظمة اليونيسكو تصنفها ضمن المحميات الطبيعية والموروث العالمي.
ولدى حديثه عن منطقة تمنراست، أشاد ماهر حيمور بالإنجازات التي تم تحقيقها بصفة جدية ومتواصلة من أجل تثمين الصناعة السياحية الصحراوية، حيث تم دخول حيز الخدمة فنادق من فئة 5 نجوم، على غرار فندق “طاهات” وفندق الجنوب”.
 كما يواصل مجمع الفندقة والسياحة العمومي مشاريعه الهيكلية بمنطقة الجنوب من أجل دعم السياحة الصحراوية. دون الانتقاص من الدور الذي يقوم به القطاع الخاص في دعم السياحة الصحراوية التي تساهم بما لا يقل عن 80 % من النتاج الخام المحلي للسياحة بصفة عامة، مما شجع السلطات العمومية باستحداث خطوط نقل جوية مباشرة تربط الجنوب الكبير بمختلف عواصم العالم من بينها، خط تمنراست- باريس وخط جانت - باريس بالإضافة إلى رحلات مباشرة يومية مباشرة بين الشمال والجنوب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024