قتــل 751 مـــن مؤمّنــي المساعـــدات واستهـــداف طوابــــير الانتظــار
الفلسطينـيون أثبتوا قدرة تنظيمية استثنائيـة في توزيـع المساعــــــدات
أكد صلاح عبد العاطى رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى “حشد”، مسؤولية الكيان الصهيوني في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، عبر إنشاء ممرات غير آمنة، وعدم تعاونها مع المؤسسات الدولية في تنسيق عمليات دخول المساعدات، واستهداف مؤمّني القوافل ومرافقيها، ما زاد الوضع الأمني والإنساني سوءا في قطاع غزّة، مشيرا إلى استعانتها بشبكة من العملاء المندسين مهمتهم سرقة المساعدات وزرع الفوضى ونشر الفتنة.
أوضح ضيف الشعب”، الدكتور صلاح عبد العاطى، “إصرار سلطات الاحتلال على تعميق الأزمة الإنسانية، حيث قتل جيش الاحتلال 751 من مؤمّني المساعدات، سواء من العشائر، فرق الحماية الشعبية وكان آخرهم سقوط 10 شهداء خلال الأسبوع المنقضي، وذلك حتى تحول دون وصولها للمؤسسات الدولية المسؤولة عن توزيعها.
وقال رئيس “حشد” إن كل ذلك يجري تحت أنظار العالم، بينما تُستخدم المعونات كسلاح للابتزاز السياسي، أو كغطاء لمحاولات بث الفتنة وتسعير الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني، وحتى بين التلاحم الفلسطيني العربي، من خلال استعانتها بشبكة من العملاء دربوا على مدار سنوات لإحداث هذا الأثر وتصعيد الانقسامات واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز ذلك بهدف صرف النظر عما يفعله الكيان من جرائم إبادة جماعية داخل غزّة.
وأشار المتحدّث إلى أنه برغم العدوان، أثبت الفلسطينيون قدرة تنظيمية استثنائية، حيث تم توزيع المساعدات رغم قلتها بشكل حضاري ومنظم، حتى في ذروة الهجمات واستهداف طوابير الانتظار سواء كان على الغذاء أو المياه، في مشهد يُفند الروايات الدعائية التي تروّج للفوضى أو الانهيار الداخلي، لأن الاحتلال يسعى لضرب صورة الوحدة الفلسطينية.
وشدّد عبد العاطي على أن المتتبعين للوضع في غزّة، يحمّلون المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية إلى سلطة الاحتلال، وأضاف أنه رغم الخذلان الدولي، تظل بعض المواقف ثابتة، وفي مقدمتها الموقف الجزائري، حيث تؤكد الجزائر التزامها التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، وقد شكّل توليها مقعدا في مجلس الدفاع عن فلسطين موقفا سياسيا نوعيا في ظل التخاذل العربي، ووسيلة لمواصلة فضح الجرائم الإسرائيلية على الساحة الدولية.
وأكد رئيس “حشد” أن ما يجري في غزّة ليس مجرد “حرب”، بل مشروع إبادة معلن يتطلب ردا سياسيا، إنسانيا وقانونيا عاجلا، قبل أن تصبح المقابر الجماعية عنوانا دائما لكل شبر من أرض فلسطين، مشيرا إلى أن التدخل الإنساني، سواء كان عسكريا أو غير عسكري، مرهون بالإرادة السياسية، وأن بعض الدول العربية تتمنى التدخل العسكري لإجبار إسرائيل على وقف احتلالها، لكن الحسابات السياسية تمنع ذلك.
غزّة قصفت بما يعادل 10 قنابل نووية..
وأشار “ضيف الشعب” أن سلسلة الجرائم الممنهجة في قطاع غزّة، تستوفي كافة أركان جريمة الإبادة الجماعية حسب القانون الدولي، خاصة في ظل الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين، والتجويع الممنهج، والحرمان من أبسط مقومات الحياة، موضحا أن قطاع غزّة قُصف بـ140 ألف طن من المتفجرات، أي ما يعادل 10 قنابل نووية كالتي أُسقطت على هيروشيما، ما حول القطاع إلى مقبرة جماعية وسط كثافة سكانية تعد الأعلى عالميا، فلم تقتصر الجريمة على القتل المباشر، بل امتدت لتشمل الحرمان من الغذاء، المياه، والعلاج، في ظروف توصف بأنها “جحيم بشري”، وتكشف نية مبيتة لإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، بوسائل متعددة ومتنوعة من القتل، والتطهير العرقي، والتجويع، وغيرها من الجرائم التي تعد أجزاء من جريمة الإبادة الجماعية، والتي تُعتبر الجريمة الأكبر.
ويرى عبد العاطي أن الوضع في غزّة يؤكد انهيار المنظومة الأخلاقية والإنسانية بالعالم، لهذا فالمطلوب اليوم هو التواصل الإنساني قبل المالي، والارتقاء بالمسؤولية الإنسانية بمختلف صورها، وإعادة الاعتبار للتضامن العربي وبناء الكيان الإنساني.