الإحتراف لا يتجسد بمرسوم.. بل يبنى على مـراحـل

محمد فوزي بقاص

 دخلت  الكرة الجزائرية الفترة الحالية إلى عالم الإحتراف الذي بلغنا موسمه الثالث ،  ويحدث  جدال كبير بين أصحاب الإختصاص و المسؤولين عن تقييم المرحلة الفتية التي دخلت فيها كرة القدم الجزائرية ، و التي تم تداولها في  في  منتدى  « الشعب »  بمقر الجريدة أمس التي جاءت تحت عنوان : ( ٥٠ سنة لكرة القدم الجزائرية ) ، بحضور شخصيات رياضية كبيرة من اللاعبين القدامى و المدربين .تطرق الوزير السابق ( سيد علي لبيب) في تدخله إلى الحديث عن الإحتراف ، مشيرا إلى أن هذا الأخير مبني على منطق الأعمال ، و الإتحادية الجزائرية لكرة القدم دخلت في هذا المعترك لأنها كانت مجبرة على تطبيقه بقرارات من الهيئة الأولى لكرة القدم الفيفا ، لكنها إصطدمت مع عجز الفرق في تطبيق الإحتراف بسبب المشاكل المالية بإستثناء تجربة إتحاد العاصمة الذين تمكنوا من القضاء على مشكل العجز المالي ، لأن التسيير الحالي مازال يعتمد على قانون ٩٠ / ٣١  ، و الذي يعتمد فيه المسيرين في الفرق على الأخذ و عدم جلب و ضخ أموال جديدة للفريق ، كما شدد على ضرورة فتح القطاع السمعي البصري كي تكون التلفزيونات الخاصة مصادر تمويلية أساسية للفرق الإحترافية    .
من جهته  « رضا عبدوش » رئيس الإتحادية الجزائرية السابق لكرة القدم أضاف بأنه لا يمكن الحديث عن الإحتراف في ظل عدم توفر ملاعب كرة قدم خاصة بكل فريق ، و لم يخف عبدوش أنه يلزمنا سنوات عدة من أجل الدخول لعالم الإحتراف ، مستشهدا بالفترة التي كان فيها رئيسا للإتحادية حين برمج المنتخب الوطني الجزائري مباراة ودية مع الفريق الفرنسي أوكسير ، الذي كان يشرف عليه آنذاك المدرب القدير « قيرو » ، حين أكد له هذا الأخير بأن المباراة ستجري بملعب آخر غير ملعب « أبي ديشون »  الخاص إلا بالمباريات الرسمية ، و الحصة التدريبية ستقام بملعب خاص بالتدريبات ، و هو ما شدد عليه الرئيس السابق لأعلى هيئة كروية في الجزائر سابقا و دعى غلى الغقتداء به ، من أجل بلوغ عالم الإحتراف . كما أفادنا  « جعفر يفصح » بأن الجمعيات الرياضية وجدت مشكل كبير لزرع الإحتراف و الخروج من صيغة الفرق الهاوية ، لأن الدخول لعالم الإحتراف في الجزائر كان بطريقة همجية على حد قوله ، حيث أن الفرق في الظرف الحالي لا تعرف إن كانت محترفة أم هاوية ، لأنها لازالت تتعامل مع الأمور بالوسائل الترقيعية ، و ذهب إلى أبعد من ذلك حين إقترح الإستفادة من تجربة الإصلاح الرياضي الذي دام من سنة ١٩٧٦ إلى غاية ١٩٨٩ ، و أعرب عن عدم رضاه عن ما يسمى بالإحتراف حين طرح التساؤل : هل نحن في عالم الإحتراف أم الإنحراف الرياضي ؟ ، بالنظر إلى كل ما يحدث في البطولة الوطنية المحترفة و على سبيل المثال إقالة ١١ مدربا قبل نهاية مرحلة الذهاب .
و أضاف اللاعب الدولي السابق و مدلل أنصار شبيبة القبائل « ميلود عيبود » ، أن اللاعبين القدامى حاولوا حمل المشعل و قيادة الفرق للخروج من الصيغة الكلاسيكية التي يتواجدون فيها حاليا ، إلا أن البعض قرر غير ذلك و في الظرف الراهن ، و هو ما دفعه إلى طرح التساؤل القاضي إلى أن عشاق الكرة في بلادنا لم يوقنوا ، هل هم في الهاوية أم في الإحتراف ؟  .
و لم يخف اللاعب السابق في جبهة التحرير الوطني « محمد معوش » إمتعاضه من الوضعية التي آلت إليها كرة القدم في الجزائر ، مؤكدا أنه لبلوغ عالم الإحتراف يلزمنا على الأقل ١٠ سنوات من أجل جني الثمار الأولية للإحتراف الرياضي في الجزائر ، و ضرورة توفير كل القواعد الرئيسية من أجل إنجاح المشروع ، و في مقدمتها تشييد لكل فريق ملاعب خاصة بالمباريات و التدريبات و أخرى لتكوين الشباب الناشيء. و ذهب مدرب الفريق الوطني العسكري   و المحلل الرياضي بالتلفزيون الجزائري  «' عبد الرحمن مهداوي » ، إلى أبعد من ذلك حين أكد بأن مشكلة الإحتراف في الجزائر ليست مشكلة تسير الاموال فقط ، بل هي مشكلة تسيير الكفاءات و الذهنيات ، التي تناست الأخلاق و القيم و تبحث عن الأساليب السهلة لخدمة مصالحها الشخصية.
و لم يتوان الحكم الدولي السابق  « عبد الرحمن برقي » عن الحديث عن مشكلة التحكيم ، التي أصبحت دائما تطفوا فوق صفحات الجرائد ، هو الذي توجه له دائما أصابع الإتهام      بسبب المحيط المتعفن الذي عكر كرة القدم في بلادنا ، و قتل حب هذه الرياضة عند الكثير من محبيها ، و شدد على ضرورة العقاب الصارم و محاسبة كل الذين يتلاعبون بنتائج المباريات ، و إلا التوقف عن تسمية البطولات الوطنية بالرابطة المحترفة الأولى و الثانية .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024