حصدوا الجوائز الأولى في مهرجان المدارس الفنية والمواهب الشابة

رسامـون: نحتاج إلى دعـم وتشجيع لتقديم الإضافة النوعية

محمـــد مغـلاوي

عدلان سامط:
لسنا أقل شأنا مـن الأجانــب

تزخر الساحة الفنية والثقافية بالعديد من المواهب الشابة في الفن التشكيلي، أغلبهم تخرجوا من مدارس الفنون الجميلة المتواجدة عبر الوطن، التي يقبل عليها سنويا المئات من محبي هذا الفن لتطوير قدراتهم وصقل مواهبهم، لكنهم يصطدمون بعد التخرج بمشاكل عديدة، منها غياب الجهة التي تحتضن وتستثمر قدراتهم، فيلجأ البعض منهم مكرها إلى مهن أخرى. «الشعب» كان لها حديث في هذا الموضوع مع شباب حصدوا الجوائز الأولى في الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للمدارس الفنية والمواهب الشابة، الذي احتضنته مستغانم مؤخرا، أجمعوا على أهمية الدعم والتشجيع حتى يقدموا الإضافة النوعية للفن والثقافة.

اعتبر عدلان سامط، طالب سنة خامسة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة تخصص رسم، أن الفنان التشكيلي الشاب في الجزائر تواجهه صعوبات جمة في الوصول إلى أهدافه وطموحاته لعدة أسباب خارجة عن إرادته، ويجهل مصيره بعد التخرج من إحدى المدارس الفنية، فمستقبله غير مضمون في مجتمع ـ كما قال ـ لا يعير اهتماما كبيرا للفن التشكيلي وتغيب عنه ثقافة الإقبال على التظاهرات والمعارض الفنية، مشيرا إلى أن الفنان التشكيلي الشاب في حاجة إلى معارض متواصلة تبرزه لكن ـ حسبه ـ مثل هذه التظاهرات لا تلقى الرواج الكبير والتغطية الإعلامية التي تقدمه وتظهره للجمهور.
وفي سياق أخر أوضح سامط صاحب الـ٢٤ سنة المقيم بالحراش بالعاصمة، أن مستوى الفنان التشكيلي في الجزائر لا يقل شأنا عن الفنانين في أوروبا أو أمريكا، الفرق الوحيد أنه لا يتوفر على الإمكانيات التي يجدها الأجانب في بلدانهم، وذكر أن طلاب مدارس الفنون الجميلة في الجزائر لهم مستوى جيد يحاولون تقديم أفضل ما لديهم طيلة سنوات الدراسة، لكنهم يصطدمون في الكثير من الأحيان بغياب وسائل وفضاءات الإبداع، مشيرا إلى أن المستوى العلمي والبيداغوجي بالمدرسة العليا للفنون الجميلة لا يختلف عن ما هو موجود بالمدارس الجهوية عدا أن هذه الأخيرة تميل إلى التقنية وتتوفر على ورشات عديدة، في حين المدرسة العليا تُعلم الطالب التعبير بحرية داخل حيز مفتوح، هذا بالإضافة إلى أن شروط الالتحاق بالعليا تختلف عن الجهوية، مضيفا أن كل الطلبة يتمنون فتح ورشات فنية لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم، لكن إمكانياتهم المادية لا تسمح بذلك، مستغربا في نفس الوقت عدم استغلال بنايات شاغرة في بعض البلديات كورشات فنية لوضعها تحت تصرف الفنانين التشكيليين للتعبير عن مكنوناتهم.
وأكد سامط الحاصل على الجائزة الكبرى للورشات بالطبعة الخامسة لمهرجان المدارس الفنية، أن الفنان التشكيلي الشاب مطالب بأن يؤمن بقدراته وألا يفقد الأمل في النجاح والوصول إلى ما يطمح إليه، لأن بأعماله وإبداعاته يمكن أن يغيّر أمور كثيرة في المجتمع، وبإرادته يستطيع صنع لنفسه اسما في عالم الفن التشكيلي.
وكشف سامط أن الرسم بالنسبة إليه لعبة يرفه بها عن نفسه ويجد فيها متعة كبيرة، موضحا أنه يرسم بعفوية كبيرة بروح طفل صغير بدون تفكير مسبق قائلا «عندما أقف أمام اللوحة لا أفكر فيما سأرسمه فكل شئ يأتي بعفوية»، مؤكدا أن الأعمال الناجحة هي التي تخرج بعفوية يعبر بها الفنان عن ما يريد، مشيرا إلى أنه يحب الرسم منذ الصغر وكان حلمه الالتحاق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، وهو ما تحقق في ٢٠٠٩ بعد تجاوزه بنجاح مسابقة الدخول للمدرسة، كاشفا أنه يتخذ من شرفة المنزل مكانا مفضلا للرسم منذ أن كان تلميذا في الابتدائي  .
وعن مشاركته في الطبعة الخامسة لمهرجان مدارس الفنون، أوضح سامط أنه لم يسبق له المشاركة في تظاهرات من هذا النوع «وبحكم أني كنت أحسن طالب في تخصص الرسم بالمدرسة العليا للفنون الجميلة تم اختياري ضمن مجموعة من الطلبة، مثلوا المدرسة بالمهرجان الذي شاركت فيه جميع المدارس الفنية بالجزائر». وذكر سامط أنه شارك في ورشة «التعبير المتعدد» الذي أشرف عليها الأستاذ كريم سيرغوا، الذي منحنا حرية التعبير عن ما نريد، وتم توفير وسائل وأدوات جديدة مختلفة عن الطبعات السابقة، وكان الهدف من الورشة اكتشاف إمكانيات كل شاب ليكون التقييم في النهاية من طرف الأستاذين سيرغوا وعدلان جفال .
وحول أعماله التي أنجزها بالمهرجان أشار سامط إلى أنه طيلة أسبوع «استطت التعبير عن ما بداخلي، وبدلت جهدا كبيرا، وتمكنت في النهاية من إنجاز عدة رسومات على ورق عادي نالت إعجاب الزملاء والأساتذة، وكانت الجائزة الكبرى للورشات من نصيبي»، موضحا أن هذه الجائزة رفعت من معنوياته وحفزته كثيرا لتقديم الأفضل ومواصلة المشوار الفني الطويل، معتبرا أن المهرجان سمح له باكتشاف أشياء جديدة كباقي الشباب المشاركين الذين استفادوا كثيرا من التظاهرة التي كانت في المستوى، كما قال.
وأكد عدلان سامط في الأخير أن طموحاته لا حدود لها، قائلا «أسعى إلى مواصلة الدراسة في الخارج بعد التخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة، وتقديم الإضافة اللازمة للفن التشكيلي في الجزائر وتطويره وتجديده والخروج به من التقليدية نحو الحداثة».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024