الشباب والافراط في السرعة

المغامرة نحــو الهـلاك

نبيلة .م

اتخذ بعض الشباب السرعة في السياقة موضة يتباهى بها في الطريق خاصة السريع، متجاهلا أنه طريقا يختزل فيه كل المسافات نحو الموت أو الإعاقة التي تكبّل مستقبل مشرق بالحيوية والحياة.
في هذا الموضوع كان لنا آراء بعض الشباب الذي يملك  رخصة سياقة ويمارس القيادة، والبعض الآخر الذي  لم يتحصل عليها بعد.
سمير شاب متعلم ومسير شركة خاصة، يبلغ من العمر ثلاثين سنة، سمحت له ظروفه العائلية أن يقود السيارة منذ السن الـ١٨ عشر بعد حصوله على رخصة السياقة. ينصح الشباب بعدم الإفراط في السرعة، مؤكدا أنه يقود سيارته بسرعة لائقة وحسب ما يتطلبه  نظام السيارة وهي في الطريق سواء السريع أو العادي. واصفا الشباب الذي يستعمل السرعة الزائدة بـ ''شباب متهور'' يعرض نفسه للموت الأكيد أو الإعاقة الدائمة، ويحمد اللّه على أن هدوءه وتركيزه في السياقة منعه من أن يتعرض لأي حادث، رغم أن في أغلب الأحيان يكون هناك ضحايا ليسوا هم المتسببين في هذه الحوادث.
ياسين سائق بشركة عمومية يبلغ الـ ٣٢ سنة، يقول: '' تعرضت لحادث مرور خطير أوشك أن يتركني معاقا طول حياتي، لكن ستر اللّه جعلني أعتبر وأدرك معنى كلمة حادث مرور''، مؤكدا في نفس السياق أنه لم يكن هو السبب، بل كان ماشيا على الرصيف، وصدمته سيارة كان يقودها مراهقا يبلغ ١٤ سنة مستعملا سرعة فائقة ولا يحمل رخصة سياقة. ''إنه طبعا تهور شباب أنصحه أن يتحلى بالحكمة، فأنا مثلا كنت أتعلم السياقة منذ هذه السن تماما لكن في مساحات شاسعة عندما كنت أقضي عطلتي في الريف''.
والآن أقود سيارتي  بسرعة معقولة ولو كنت صانع لهذه السيارة لصنعتها بسرعة لا تفوق ''١٢٠ كلم / سا''.
عادل شاب لا يملك رخصة سياقة، رغم أنه يتجاوز السن القانوني للحيازة عليها. كان مترددا نوعا ما في رأيه عن السرعة الكبيرة التي يستعملها بعض الشباب، مشيرا إلى أنه قد يقوم بنفس الشيء عندما يقود السيارة، وكونه شاب لازال في مقتبل العمر لا يرى أنها مخاطرة، بل سنّه وقوته البدنية يسمحان له بذلك بشرط التركيز عند السياقة، مضيفا أن السيارة تتطلب السرعة الكبيرة في بعض الأحيان وخاصة في الطريق السريع.
فريال موظفة، تؤكد أن تجربتها البسيطة في السياقة لا تسمح لها المغامرة، كما أنها تفضل القيادة بسرعة عادية، مثلها مثل السائقات المعروفات برزانتهن. كما تؤكد أن الكثير من سائقي السيارات في الطريق تقلقهم النساء بصفة عامة، ولهذا نرى أن حوادث المرور المتسببين فيها الرجال وخاصة الشباب، مرتفعة مقارنة معنا نحن.
نسرين تبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة، لم يبق لها سوى شهر على اجتياز آخر امتحان لها للحصول على الرخصة ـ تقول ـ، ''صحيح أنني لا أملك سيارة الآن، وفي المقابل لازلت شابة والحياة جميلة وإن كان عمري طويلا فأنا متيقنة أنني سأحافظ عليه. فلست ناقصة عقل حتى أفكر أن الإفراط في السرعة هو شجاعة أو مفخرة تزيد من قيمتي، فالعكس تماما .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024