المجاهد محمد غفير لـ«الشعب”:

تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عجّل بالتحرر الوطني

سهام بوعموشة

أكد المجاهد بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، محمد غفير، المدعو موح كليشي، أن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالقاهرة بتاريخ الـ19 سبتمبر 1958، جاء امتدادا لاندلاع الجبهة الثانية للمقاومة المسلحة بفرنسا في 25 أوت 1958 عند الساعة الصفر، بقرار من لجنة التنسيق والتنفيذ الأولى المنبثقة عن مؤتمر الصومام المنعقد بتاريخ 20 أوت 1956.
وقال غفير في حديث لـ “الشعب” إن هذا القرار أكدته اللجنة التنفيذية الثانية المنعقدة في أوت 1957 بالقاهرة وهما السلطتان القياديتان للثورة الجزائرية.
اعتبر محمد غفير في هذا الصدد، تشكيل الحكومة المؤقتة بالحدث العظيم وأحد المعالم الكبرى من تاريخنا والتي يجب تبليغها لشبابنا وترسيخه في أذهانهم، مضيفا بأنه لا ينبغي أن نتوانى في إحياء والإشادة بهذه المحطات الهامة من مسيرة نضال أمة ضد أكبر قوة استعمارية في العالم في القرن العشرين.
واستشهد المجاهد بمقولة زعيم معركة ديان بيان فو الجنرال “جياب”:«إنها لأول مرة في تاريخ الشعوب المكافحة من أجل الاستقلال أن يقوم الشعب المستعمر بنقل الحرب إلى أرض المحتل”.
تحدث موح كليشي عن تكوين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قائلا: “حين تشكلت هذه الحكومة كنت بسجن “فران” بالزنزانة 182 مغلاق رقم 26216، وهو أكبر سجن بفرنسا، سجن فيه معظم إطارات منظمة جبهة التحرير الوطني”، مشيرا إلى أن القسم الأول مخصص لمساجين الحركة الوطنية الجزائرية “الأمانة” ومساجين القانون العام.
علما أن محمد غفير كان عضو هيئة المساجين مكلفا باللجنة الاجتماعية والثقافية مع باقي أعضاء الهيئة المكلفين باللجان المختلفة الأخرى، منهم الراحل بشير بومعزة، موسى قبايلي المدعو الدراجي، أحمد حاج علي ومحمد بن عيسى، مصطفى فرانسيس وعبد القادر بلحاج : “الحقوق السياسية لم يتم الحصول عليها إلا بعد العديد من الإضرابات عن الطعام”. هكذا أوضح المجاهد في سرد مسيرة النضال التحرري التي خاضها بتحد رفقة زملائه في الكفاح بالمهجر.
وقال أيضا بأنه كمجاهد بسيط، لن يبخل بتقديم شهادته حول ما عايشه من أحداث وشارك فيها، باعتباره كان مناضلا وأحد المسؤولين في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، مكلف بالضاحية الشمالية لباريس بما في ذلك الدائرة السابعة عشرة وعمره لم يتجاوز  24 سنة، قصد المساهمة في إثراء كتابة الذاكرة الوطنية.
وبالمقابل، قدم لنا المجاهد محمد غفير وثيقة تحتوي على التصريح الذي أدلى به أمام المحكمة الفرنسية حين ألقي عليه القبض يوم الأربعاء 8 جانفي 1958 وهذا نصها:
«سيدي الرئيس،
نحن جزائريون، وبحكم هذا الانتماء لم نقم إلا بواجبنا تجاه ثورة شعبنا، وإننا لنعتبر أنفسنا بمثابة جنود يكافحون ويعرفون كيف يضحون من أجل مثلهم الأعلى، كما نكون جزءا مكملا لجيش التحرير الوطني، ولنا رؤساء يجب علينا طاعتهم، والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي وحدها قادرة على أن تمنح لنا عدالتها.
وبالتالي فنحن نرفض كفاءة المحاكم الفرنسية ونعلن كيفما كان حكمكم علينا فإننا سنظل مقتنعين بأن قضيتنا ستكلل بالنجاح لأنها عادلة وتستجيب لحتمية التاريخ، أمام هذه المحكمة وإحياء لذكرى الشهداء الجزائريين الذين ماتوا في سبيل تحرير وطنهم نقف دقيقة صمت وتأمل.
استعدوا...... تحيا الجزائر حرة مستقلة.... تحيا جبهة التحرير وجيش التحرير الوطنيين
تحيا الجمهورية الجزائرية والثورة”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024